فى العيد تبدأ الأفراح وتستعد الأسر المصرية لإقامة حفلات الشبكة والعرس وتتزاور العائلتان ويهدى العريس لعروسه هدايا ذهبية مما يجعل سوق الذهب فى حالة رواج بعد فترة كساد طويلة. وتختلف قيمة الشبكة من بيت لآخر ومن فتاة لأخرى . فى البداية دعونا نسرد تاريخ الشبكة التى مجدها المصريون وجعلوا منها وسيلة للتباهى والادخار وتناسوا أنها رمز للحب والتقدير.. جعلوا منها آلهة ذهب يتعبدون فى محرابها. و يرجع تاريخ الشبكة إلى عصور الفراعنة فعند الفراعنة كان الرجل يقدم لعروسه خاتماً من الحديد. كذلك فعل الرومان، لكن مع اختلاف الخامة، فالفقراء كانوا يقدمون خاتماً من حديد، بينما الأغنياء يقدمون خاتماً من ذهب. وتعود عادة ارتداء خاتم الزواج فى إصبع البنصر باليد اليسرى إلى قديم الأزل، حيث ساد الاعتقاد بأن هذا الإصبع متصل بالوريد المرتبط بالقلب الذى يعد مستقراً للحب ودوامه. إلا أن اليد لم تكن هى دائما مقر الخاتم، ففى بعض قبائل أفريقيا اعتادت المرأة المتزوجة على وضع خاتم زواجها فى شفتها العليا أو فى أنفها كنوع من التفرقة بينها وبين الفتيات العازبات. الحكايات عديدة نترك أصحابها يرونها كما هى دون تدخل منا فالشبكة كانت ولاتزال مفتاح بداية أى قصة زواج. فعلى أعتابها فشلت زيجات ونجحت أخريات وانكشفت العديد من الأسرار، الأغنياء يشترونها والفقراء يؤجرونها والكل يتباهى بالذهب . فى البداية تقول داليا مدبولى 72 سنة أنها تفضل الشبكة أن تكون من الذهب الخالص لأن الذهب سعره فيه، وثمنه فى ارتفاع مستمر على عكس الألماس والذى لايقدر قيمته المجتمع المصرى موضحة أن شبكتها كانت عبارة عن طقم ذهب عيار 12 موضحة أن الذهب هو وسيلة للادخار ويمكن أن يساهم فيما بعد فى الخروج من مأزق مادى . وترى ليلى على ربة منزل أن الشبكة هى هدية العريس لعروسه ويجب أن تكون قيمة لأنها من قيمة العروس ويراها الأهل والأصدقاء. موضحة أن شكل أو ذوق الشبكة ليست له أهمية كبرى والأهم هو وزنها لأن كثيرا من الذهب السويسرى والإيطالى يتميز بالذوق والرقة ولكن ارتفاع سعره فى المصنعية وليس وزنه. وتضيف أن بعض الأهالى يشترطون جرامات معينة من الذهب كأن تكون الشبكة 052 جراما أو 005 جرام. وتفضل دينا فاروق أن تكون شبكتها ألماس موضحة أن قيمه الألماس تزداد مع مرور السنوات فضلا على أن المشغولات الذهبية لم تعد موضة ولا تتناسب مع الفتيات صغيرات السن، أما الألماس فهو يسحر عيون الأهل والأقارب وخاتم "السوليتير" الذى ترصعه ماسة فى الوسط يعد موضة مناسبة لا تتأثر بوقت أو زمن. وترى مها فؤاد 52 سنة أن الشبكة لم تعد تؤرق الفتاة كما كان فى السابق وإنها على استعداد تام للخطوبة بدبلة ومحبس أو بدون المحبس المهم هو الحب والتراضى وأن يكون الخطيب على خلق ويقدر مشاعرها مشيرة إلى أن ارتفاع قيمة الشبكة يجلب كثيرا من المشاكل فكلما كانت الشبكة غالية الثمن كلما شعر الخطيب أن أهل العروس طماعين ويدفعه هذا الشعور للخوف وعدم الأمان . وهو ما تؤكد عليه رانيا عثمان 32 سنة وصاحبة تجربة قائلة أن شبكتى تجاوزت الثلاثين ألف جنيه وبعد 6 شهور من الشبكة زعم خطيبى أن عمته قعيدة الفراش غاضبة منه وتريد أن ترى صور حفل الشبكة ولأنى وقتها كنت فى فترة امتحانات ولم أستطع الذهاب معه أخذ الشبكة ولم يعد وأخبرنى تليفونيا بأن كل شىء قسمة ونصيب وسأجد من هو أحسن منه. وتكشف مها سويدان عن موضة حديثة ابتكرها الرجال وهى أن تدفع العروس ثلثى ثمن الشبكة أو يطلبون من العروس إخراج ما عندها من ذهب ضمن قطع الشبكة لزيادة حجمها وقيمتها أمام الأهل موضحة أنها على استعداد أن ترضى بدبلة ومحبس ولكنها ترفض أن تدفع ثلثى ثمن الشبكة واصفة الرجال الذين يطلبون ذلك بأنهم يعانون من عقد نقص لأنه يريد أن يظهر بمظاهر الثراء أمام أهله وأهل عروسه ولا يكترث بالحقيقة. وتنتشر فى محافظات جنوب مصر وبعض أحياء القاهرة والإسكندرية ظاهرة أخرى وهى تأجير الشبكة نظير مقابل مالى يبدأ من 005 جنيه ويرتفع طبقا لقيمة الشبكة حيث يقوم العريس بإيجار الشبكة بعد أن يوقع على وصل أمانة بقيمة الشبكة ليحتفظ به الجواهرحى لحين عودة الشبكة وهى وسيلة تحايل بها التجار للخروج من الكساد الذى أصاب السوق ووسيلة لتحايل أهل العريس والعروس للتواكب مع مظاهر التباهى السائدة فى المجتمع حيث أسفرت هذه الظاهرة عن ظاهرة أخرى وهى ارتداء العروس لشبكتها فى عملها ومع الأهل لدرء تهمة (التأجير) وهو ما تؤكد عليه ولاء حسين قائلة تعمدت ارتداء شبكتى فى عملى ومع أقاربى وأصحابى بعد خطوبتى لمده 6 أشهر حتى لايعتقد أصدقائى أنى قمت بتأجير الشبكة. استبدال الذهب بالفضة المطلية بالبلاتين ظاهرة أخرى لمقاومة ارتفاع أسعار الذهب حيث ينخدع الجميع فى التفرقة بين الذهب الأبيض والفضة المطلية (الإيطالى) حيث تصل أفخم شبكة من الفضة إلى 0001 جنيه ومن المعروف أن هذا النوع من الفضة لا يصدأ أبدا حتى إذا تعرض للمياه . كلام من ذهب يقول رائف جواهرجى بمصر الجديدة: هذه الفكرة أرفض تطبيقها لأنى لا أعترف بضمانات الورق فكيف يأتى شخص من الشارع لأخذ ذهب مقابل إعطائى ورقا وإذا وافقت على تطبيقه سيكون بعد دراسة جادة وخطة موضوعة كما أن ضمانى الوحيد هو المال بمعنى أن أستلم قيمة الذهب المؤجر بالكامل حتى أضمن حقى وأضمن رجوع المستأجر وعندما يأتى لاستعادة نقوده لابد أن أتأكد أولا أنه ذهب وليس مقلداً وأنه سليم وإذا وجدت أى كسر به سآخذ قيمة تصليحه من التأمين بالإضافة إلى نسبة التأجير وأعيد إليه الباقى فهذا هو الضمان الوحيد للإيجار والذى سأستخدمه إذا طبقت فكرة إيجار ذهب . عادل محمد أحد الصاغة بالحسين قال: بالفعل سمعت عن إيجار الشبكة ولكن لن أتعامل قبل ذلك بهذه الطريقة ولن نطبقها أبدا ونحن بذلك نعم نساعد الشباب ولكن على صفات غير أخلاقية كالغش والكذب فلابد أن نساير الأوضاع الاقتصادية الراهنة فمن معه لشراء ذهب يشترى ومن لا يمتلك ما يشترى به فليمتنع ولا أجد فى هذه الحياة العملية داعياً ووقتاً للمنظرة فيوجد ناس لا تأكل ولا تشرب ونحن نأخذ من المظاهر طريقاً لنا فهل الجوازة لا تتم سوى بالمظاهر؟ كما أن فى الماضى الوضع مختلف كانت العروس تلبس ذهباً من رأسها لأقدامها بمائة جنيه فقط بالإضافة إلى عمل الشعر ضفائر بذهب يسمى الصفا فتصبح رأسها كله بالذهب وذلك قبل غلو الأسعار وارتفاعها. مجدى صبحى جواهرجى بمصر الجديدة أضاف قائلا: سمعت عن هذا الموضوع ، ولكن لم أسمع عن محلات ذهب قامت بذلك وأعتقد أنه لن يتم ذلك فى محلات الذهب فمن وجهة نظرى أن الذهب هو الشىء الوحيد الذى لا نستطيع أن ندخله تحت بند الإيجار، ولن يرى إيجار الشبكة قبولا لدى المحلات وتقتصر هذه الفكرة على مجهودات بعض السيدات من بيوتهن فامتلاك الذهب متعة خاصة ورونق لا يشعر به إلا ممتلكه وحتى إذا تواجدت الضمانات الكافية وطبقت فى كل المحلات فأنا سأرفض تطبيقه وبشدة. محمد البيبياوى جواهرجى بعين شمس قال : أنا أرفض فكرتى تأجير الذهب وتقسيطه لأن الاثنين يصبان فى جميع الخسارة فما الفائدة من إعطائى ذهبا بالتقسيط بسعر معين للجرام وبعد يومين يرتفع السعر عن ذلك؟ فالذهب سعره غير مستقر وبين يوم والثانى يتغير سعر الجرام أكثر من مرة، أما إيجار الشبكة فهى غير واقعية ومتعبة ولن يأتى منها سوى المشاكل مع الزوج والأهل كما أنى أصف من يقومون بتأجير ذهبهم بهذه الأسعار أنهم قطاع أرزاق. المعادلة الصعبة يقول دكتور وائل عبد الباسط أستاذ بقسم الاقتصاد جامعة عين شمس. إن الشباب يقفون عاجزين أمام معادلة صعبة وهى تحقيق المظاهر فى ظل أزمة مالية ولذلك لجأوا إلى تأجير الشبكة للحفاظ على المظاهر فى نفس الظروف التى تحيط بهم. وأضاف قائلا : لا يوجد نص فى القرآن يدل على وجود الشبكة فهى من المعتقدات الخاطئة التى نمتلكها ولا يوجد سعر محدد لإحضار شبكة لا تقل عن المتعارف عليه وإنما الشبكة تبقى حسب الإمكانيات والاتفاقات، وبالفعل بدأت الأسعار تنخفض، ولكن لا يعتبر هذا مؤشراً للفرح لأن ارتفاع الأسعار أدى إلى قلة فى المبيعات والتسويق واستغناء بعض الشركات عن العمالة وزيادة معدلات البطالة بالإضافة إلى قلة الدخل المادى. فأنا أرفض بجميع الأشكال إيجار الذهب ومن الأفضل عدم تقديمه إذا شكل أزمة وهذا كله يكون وفقا لاتفاق مسبق بين العريس وأهل العروس. ومن جانبه يؤكد المهندس رفيق العباسى رئيس شعبة المجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية ورئيس شعبة المعادن الثمينة باتحاد الصناعات على أن سوق الذهب تشهد حالة من الرواج مع اقتراب عيد الفطر المبارك وتزايد الزواج والهدايا والشبكة مشيرا إلى أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعا طفيفا نظرا لزيادة الطلب بداية من منتصف شهر رمضان. ويؤكد العباسى أن ارتفاع أسعار الذهب فى الشهور الماضية أثر على معدلات مبيعات الذهب حيث شهدت السوق حالة من الركود التام انفرجت منذ شهر مايو الماضى. ويضيف العباسى أن ورش الذهب لاتزال تعانى من تدهور حاد وخاصة بعد إغلاق أكثر من 05٪ منها نتيحة ارتفاع أسعار الخامات حيث كان يتكسب صاحب الورش فى كل جرام يتم تصنيعه مالا يقل عن جنيه أما الآن فأصبحت المحلات تجارية فقط ولاتعمل سوى فى إصلاح الذهب الكسر والمستعمل . ويحذر العباسى العرائس والعرسان من الهرولة وراء أنواع الذهب التى أصبحت تملأ السوق موضحا أن الذهب السويسرى والإيطالى موجود فى مصر بكميات قليلة ويجب الانتباه إلى ذلك. وعن الذهب عيار 21 أو مايطلق عليه الذهب الصينى يؤكد العباسى أن الذهب عيار 21 وعيار 41 هو طريقة جديدة و مبتكرة للغش التجارى والأرجح أن هذا الذهب ليس صينيا بل هو ذهب مصرى قامت الورش بتصنيعه حتى إذا كان صينيا فهو ذهب مهرب دخل إلى مصر بطريقة غير قانونية. ويوضح العباسى أن سعر الذهب يحسب بطريقة خاصة فكل جرام من الذهب يوجد فيه 521 من الألف ليست ذهبا فالذهب عيار 41 به 41 جزء ذهب مقابل 01 أجزاء من النحاس، والذهب عيار 21 به 21 جزء ذهب مقابل 21 جزء نحاس. وعن مدى صلابة وجودة الذهب عيار 41 يؤكد العباسى أن نسبة الذهب الموجودة فى الذهب عيار 41 أو 21 ليست سيئة ولن يتأثر بالمياه أو عوامل الجو الأخرى ويتمتع بالصلابة ولن يتغير لونه لأن النسبة ليست بالقليلة مشيرا إلا أن الذهب ماهو إلا وسيلة ادخار للقيمة. وعن الأماكن التى يمكن للعروس أن تذهب إليها لشراء الشبكة يوضح العباسى أن جميع محافظات مصر يوجد بها حاليا شوارع للصاغة ولم يعد حى الصاغة بالحسين هو الحى الوحيد لبيع وشراء الذهب. ويشير إلى أن كثيرا من محلات حى الصاغة تم إغلاقها نظرا لصعوبة الانتقال وإيجاد وسائل مواصلات لذلك فإنه أصبح لدى الزبون حرية فى الشراء من أماكن قريبة له طبقا لسكنه. وعن الذهب السعودى الموجود بالأسواق وتأثيره على الذهب المصرى يقول العباسى إن الشركات العربية مثل (داماس) أثرت على السوق المصرية ، وخلقت جوا من المنافسة ولكنها تفوقت على الإنتاج المصرى من حيث الذوق والجودة ، فمصر دولة مستوردة لكل أنواع الذهب، وأكثر الأنواع شراء هو عيار 12 خاصة الذهب الأصفر ، ويمثل 08 ٪ من حجم مشتريات المصريين. وعن ظاهرة تأجير شبكة العروس يقول الدكتور صلاح الفوال أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة أن إيجار الشبكة هو نوع من خداع الإنسان لنفسه، ومهانة للأسرة. ويضيف أن المجتمع المصرى مازال متمسكا بالمظاهر رغم العجز والفقر الذى يعيش فيه. فضلا على أن التأجير حل ليس عمليا. ولكن يمكن أن يكون الحل فى أن نبحث عن بدائل تكون غير مكلفة؛ كأن يقدم العريس هدية بسيطة معنوية كانت أو مادية لعروسه تعبيرًا عن تقديره واحترامه لها، بحيث لا تتحول بعد ذلك إلى نوع من الإتاوة أو الخداع. وعن رأى الدين يؤكد الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية أن الشبكة فى الشرع وعد بزواج وهدية مقدمة من الخاطب للخطيبة، ودليل على حسن نيته أو دليل عملى على مدى حرصه الشديد بالارتباط بهذه المرأة . ويوضح أن الشبكة قديماً كانت عادة فى صورة هدايا كوعد بالزواج من هذه المرأة، بدليل أنه لو لم يتم هذا الوعد تكون الشبكة أو الهدايا من حق الخاطب وترجع له مرة أخرى. أما إذا قدمت بعد عقد العقد فهى لا ترد فى حالتين، إذا كانت الشبكة جزءا من المهر الخاص بالعروس، فإن طلقت قبل الدخول فلها نصفها فقط، أما لو طلقت بعد الدخول فلها كل المهر أو كل الشبكة. وحول رأى الشكعة فى أن تكون الشبكة من الفضة، قال إنها هدية، وهذه أحد الحلول فى تيسير أمر الزواج وإتمامه وكما قال رسول الله (أيسرهن مهوراً أكثرهن بركة) المجوهرات وشخصية المرأة إن للحلى والمجوهرات لغة تتحدث، وتكشف شيئا من طباع شخصية المرأة التى تتزين بها. فالمرأة التى تكثر من التزين بالحلى فإنها تحاول أن تخبئ شيئا ما. و الإكثار من الخواتم فى أصابعها دليل على رغبتها فى اجتذاب اهتمام الآخرين ، وقد يعنى أيضا نوعا من فقدان الثقة. وإلى حد كبير، تبحث المرأة الذكية عن التصاميم المعقدة، بينما تفضّل المرأة الرومانسية الحلى البسيطة غير المتكلفة وتميل المرأة العاملة إلى التصاميم التقليدية وتختار الفتاة الجامعية الموديل الجرىء واللافت أما بالنسبة إلى المرأة المثقفة فتبحث عن التميّز بشكل مختلف وتلفتها القطع الفريدة من نوعها. إن تصميم الماس يمكن أن يفصح عن شخصية العروس. فالماسة التى تحمل شكل القلب تجذب اللواتى يتمتعن بالأنوثة وروح الشفافية، بينما نجد الماسة ذات الشكل الزمردى، أو المستطيل تختارها النساء المتحفظات ذوات الشخصية الهادئة. أما الماسة ذات الشكل الكمثرى فهى اختيار النساء اللواتى يولين اهتمامهن للمنزل والعائلة، أما الماسة ذات الشكل البيضاوى فهى للنساء اللواتى يقمن بإدارة أعمالهن بدقة وبشكل نظامى، ولكن لهن نزعة استقلالية ومقدرة طبيعية على الابتكار. أما الماسة الماركيز فتفضلها النساء اللواتى يتمتعن بشخصية مرحة.