أوردت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية خبرًا عن إعلان وزارة الداخلية الليبية مساء الخميس الماضي عن ضبط قوات الأمن لأكثر من مائة دبابة وستة وعشرين صاروخًا في ثكنة تابعة لميليشيا موالية للقذافي، وهو ما وصفته الصحيفة بالأمر المثير للقلق. وأفادت وزارة الداخلية الليبية بأن هذه الجماعة – ومقرها مدينة ترهونة في جنوب شرق طرابلس – مسئولة عن هجوم انتحاري مزدوج بسيارة مفخخة أسفر عن مقتل شخصين في طرابلس الأحد الماضي.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية أن هذه الميليشيا أخفت لعبتها جيدًا، حيث قال: "لقد اعتقدنا أن هذه الجماعة المسلحة كانت تدافع عن ليبيا والثورة. واتضح أن العكس هو الصحيح". وأضاف أن الجماعة كانت تطلق على نفسها رسمياً "كتيبة الأوفياء"، ولكن فيما بينهم اسمهم الحقيقي "كتيبة الشهيد معمر القذافي".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه يجوز التساؤل حول هذه المؤامرة الشيطانية. فإن كتيبة الأوفياء معروفة جيدًا لدى الليبيين وتعد جزءاً من موجة الثورة. وقد قام مقاتل من مدينة ترهونة بتشكيل الكتيبة في بنغازي وقاتلت في عدة جبهات وجاءت بصفة خاصة لإنقاذ مصراتة عبر البحر. واختفى مؤسسها منذ بداية يونيو. وقد شوهد للمرة الأخيرة عند نقطة تفتيش يقيمها رجال الإسلامي عبد الحكيم بلحاج الذي أعلن نفسه حاكمًا عسكرياً لطرابلس. وحاصر مقاتلو كتيبة الأوفياء المطار، حيث اعتقدوا أن قائدهم معتقل بداخله. ولكن، قد يكون قائد الكتيبة في السجن الآن أو قد يكون قد مات، فلم يتم تقديم أي توضيح بشأن اختفائه.
وأوضحت صحيفة "لوفيجارو" أن هناك خيارين، إما أن تكون كتيبة الأوفياء قد تغيرت، أو أنها ضحية سيناريو تم تنفيذيه من قبل في بني وليد في جنوبطرابلس. فالسلطات الليبية تفضل استئصال الجماعات المسلحة الحقيقية ولكن لا يمكن السيطرة عليها. فقد أشار أحد الباحثين المتخصصين في الشأن السوري إلى أن "الحكومة المركزية – وهي ضعيفة – تفضل الاعتماد على إقطاعيات محلية صغيرة". وفي هذه الحالة، من المفترض أن نرى مدينة ترهونة تحت مظلة سلطة عسكرية – مدنية جديدة.