مرسى يتوعد على جمعة ويتحرك بقوة لخلع الطيب الطيب مدعوم بقانون الأزهر الجديد الذى يقضى ببقاء شيخ الازهر حتى سن ال80
قاما بإنتظاره لأكثر من 30 دقيقة عند مدخل قاعة مؤتمرات الأزهرلحين وصول الموكب، وأسرعا كلا من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور "على جمعة " مفتى الديار المصرية بإستقبال الرئيس المنتخب محمد مرسى ومصاحبته حتى المنصة الرئيسية فى القاعة "لاحياء احتفالية ليلة القدر وتكريم حفظة القرأن الكريم .
الشيخان حاولا أن يثبتا حسن النوايا تجاه الرئيس ,خاصة وإنهما لم يعد سواهما من بقايا النظام المخلوع، بعدما خاب ظنهما فى الاعتماد على قيادات المجلس العسكرى بعد احالتهم للتقاعد والمعاش، ويبدو أن أيامهما أصبحت معدودة على رأس الأزهر والإفتاء، بعد خطف السلفيين للأوقاف، وتجلى ذلك فى كلمة الدكتور أحمد الطيب التى لم تتطرق سوى بكلمة مجاملة للرئيس ،واتضح الأمر أكثر فى كلمة الرئيس مرسى الذى لم يثنى على شيخ الأزهر بل اكتفى بكلمة شيخنا، واثنى على مشايخ الأزهر الذين قاموا بالمشاركة فى الثورة، ولقبهم بأصحاب العمامات البيضاء المشاركين فى الثورة فى رسالة غير مباشرة بمواقف الطيب وعلى جمعة المرتبكة فى ايام الثورة الأولى. ويبدو أن الأيام القادمة سوف تكشف عن تفاصيل الأزمات المكتومة بينهما، لاسباب تكمن فى الأختلاف الفكرى بين مدرسة الرئيس الأخوانية، وخرج من رحمها الجماعات المتطرفة والتيارات السلفية وبين مدرسة الأزهر الوسطية. وتجلى ذلك أيضا فى عدد من المواقف الأخرى المعلنة والخفية والتربيطات التى تجرى فى الكواليس بين الرئاسة والمؤسسة الدينية، بداية من حرب المواقف المعلنة بين الجانبين وصولا إلى محاولة إقصاء المشايخ عن منصابهم، خاصة بعد التسريبات التى وردت من الرئيس محمد مرسى تعقيبا على زيارة "على جمعة"إلى القدس وقبل أن يصل مرسى إلى كرسى الرئاسة، هو التهديد والوعيد له وسوف يتم منعه بعد ذلك اذا إستمر على كرسى الافتاء. الأمر الذى قابلة الدكتور على جمعة بالحزم وفقا لمصادرنا من داخل دار الافتاء، التى أكدت لنا أن الرئيس مرسى يحاول النيل من رموز المؤسسة الدينية، بالإهانات أحيانا وبالوعيد مرة أخرى، ولكن الدكتور على جمعة يعلم ذلك جيدا ولا يعطى لهم الفرصة لإسباب كثيرة، لانه لن يبقى على رأس دار الافتاء، اكثر من 8 اشهر بعد التجديد له عام، بعد إحالته للتقاعد بعد وصوله سن الستين فى مارس الماضى، بالإضافة إلى إختياره ضمن هيئة كبار العلماء، وتفرغه لابحاثه واعماله الإسلامية وتركه منصب دار الافتاء فى مارس المقبل.
نفس الأمر يتكرار مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لنيل من مكانة الرجل، وقابلها الطيب مرة بالحزم وأخرى بالتهدئة ولكن التصعيد من جانب الرئيس الاخواني ظهر بوضوح مؤخرا، بداية من الموقف المحرج، الذى تعرض له الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى إحتفالية جامعة القاهرة، لتنصيب الرئيس محمد مرسى، وانسحاب الطيب اعتراضا على عدم تخصيص مكان فى مقدمة الصفوف يليق بمكانة شيخ الأزهر، وانتهت الازمة ببيان خرج من الأزهر جاء فيه بان الرئاسة اتصلت بشيخ الأزهر واعتذرت عن سوء التنظيم والخطاء الذى حدث من برتوكول الرئاسة غير مقصود.
ولكن النيل من مكانة الطيب مفادها، بأنه غير مرغوب فى الأزهر فى ظل وجود الإخوان , و تجلى ذلك فى احتفالية المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتخريج طلاب الكلية الفنية العسكرية حيث تعمد رئيس الجمهورية اهانه شيخ الأزهر بعدم مصافحتة ، وقت وصوله الى المنصة الرئيسية التى تشهد حفل التخرج، الذى شهده كلا من المشير طنطاوى و الفريق سامى عنان وبجوارهم فى ذلك التوقيت الدكتور أحمد الطيب. حيث قام مرسى بعدم مصافحه الطيب وتجاهلة تماما ولم يتحدث اليه ،ومر من أمامه مرور الكرام، الأمر الذى أجبر الأخير على عدم رفع يديه لمصافحته ، وكتم الأمر فى نفسه ولم يبديه لأحد ،وتعكر صفو الرجل اثناء تواجده فى فترة العرض واثر الانسحاب سريعا من على المنصة عقب انتهاء العرض.
ما يحدث يكشف عن تفاصيل الصراع بين شيخا المؤسسة الدينية و الاخوان منذ عام ونصف تقريبا عقب اندلاع ثورة 25، بداية من اعداد عدد من علماء الأزهر المحسوبين على جماعة الاخوان، لمشروع قانون جديد للأزهر، وإعادة تشكيل هيئة كبار العلماء، وسعوا لأن يكون تشكيل هيئة كبار العلماء من 250 عالما من مختلف علماء الوطن العربى والإسلامى، ولكن تلك التحركات ادركها الطيب واوكل صياغة قانون الأزهر الجديد، لمستشاريه على رأسهم الدكتور عبدالدايم نصير مستشار شيخ الأزهر للشئون التعليم، وبالفعل تم انجاز القانون الجديد الذى ينص على اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب لا بالتعيين، من بين هيئة كبار العلماء المكونة من 40 عالما، ويقوم شيخ الأزهر باختيارهم وتحديد السن القانونى لهم ب80عام