لو كان ادريس السنوسى ملك ليبيا الاسبق والذى وصل القاهرة عام 1970 بعد انقلاب العقيد القذافى عليه يعلم ان مجوهرات وذهب وماس اسرته التى خرج بها من ليبيا سوف تباع بعد 42 عاما من سقوط نظامة فى مزاد علنى بقلب القاهرة ويفوز بها مجدى التروماى ملك العقارات والاراضى بوسط القاهرة و عريان فهيم ملك الذهب والاحجار الكريمة بمصر والشرق الاوسط لتمهل قليلا وهو يستدين من بنك مصر اموال وصلت الى 72 مليون جنيها بضمان هذه المجوهرات وحينما فشل ال السنوسى الذى توفى بالقاهرة عام 1983 فى سداد مديونياتهم لبنك مصر كانت مصير المجوهرات البيع فى مزاد علنى بعد قرابة 25 عاما من الصراع فى المحاكم . (1)
يوم الاربعاء الماضى وفى الوقت الذى كانت الاعتصامات الفئوية مشتعلة امام قصر الاتحادية وقصر عابدين ورجال ابو اسماعيل يعلنون اعتصامهم بالميدان والهتفات العمالية تصرخ امان مجلس الوزراء وطريق السويس العين السخنة مقوع بسبب عمال ابو العينين ومؤشر البورصة يتهاوى فاقدا مليارات الجنيهات ،والحر والرطوبة فى اعلى ارقامهم ،كان الوضع مختلف تماما فى الدور ال 24 ببرج بنك مصر بوسط القاهرة بل يكاد يكون هذا الدور فى ملكوت اخر لاعلاقة لة بالاخوان ولا بمرسى ولا بشفيق ولا بالفلول ولا بجمال وعلاء مبارك واحمد عز وحسين سالم و....الخ
فافى تمام الساعة والواحد ونصف من ظهر يوم الاربعاء وفى الدور24 من بنك مصر كان هناك 20 من اكبر تجار المجوهرات والالماظ والاحجار الكريمة فى مصر منهم من كان يستجم فى منتجعه باسبانيا لما بعد شهر رمضان واضطر للعودة للقاهرة مؤقتا الى الدور 24 فى بنك مصر الذى يطل فى مشهد بانورامى خطير على القاهرة القديمة والجديدة والقلعة والاهرامات وناطحات السحاب ،ومنهم من كان فى قصرة فى مارينا هروبا من حر القاهرة القائظ،ومنهم من كان فى سويسرا مثلما اعتاد طوال الصيف منذ 25 عاما،ومنهم من كان فى باريس يتابع احدث خطوط الموضة الرجالى والنسائى لشتاء 2013 الا انهم جميعا وقى تمام الواحدة ونصف يوم الاربعاء قد اصطفوا جميعا امام الدكتور حسن سليمان اشهر خبير مثمن فى مصر والشرق الاوسط واحد المعدوديين فى العالم فى مزادات بيع المجوهرات تمهيدا لبدء مزاد بيع 109 قطعة مجوهرات واحجار كريمة نادرة ولامثيل لها فى العالم والمملوكة للسيد /ادريس السنونسى ملك ليبيا الاسبق تم رهنها لصالح بنك مصر مقابل قروض مالية بلغت 72 مليون جنيها وحينما فشل ال السنوسى فى السداد دخل النزاع للمحاكم حتى حسمتة محكمة استئناف القاهرة لصالح بنك مصر فى مارس الماضى بعد قرابة 25 عاما من المحاكم وتقرر البيع فى مزاد علنى تحدد لة يوم الاربعاء الماضى .
(2)
ولانة اغلى مزاد فى مصر منذ قرن من الزمان فقد كان الترتيبات له مكثفة فالكراسة كانت تضم CDيحمل تفاصيل وصورة كل قطعة من القطع ال109 المعروضة للبيع فى المزاد والتى كان منها 14 كولية من الذهب الاصفر مركب عليهم فصوص من الالماظ والاحجار الكريمة والماس والزمرد والياقوت،وحوالى 15 اسورة من الذهب الخالص عليها فصوص من الالماس منها اسورة على شكل ساعة لاتقدر بثمن هذة الايام ،وفص من الالماس المصقول على شكل قطع كمثرى لامثيل لة اليوم،وودبل وخواتم من الذهب عليها احجار من الياقوت والالماظ ،واطقم مكونة من زوج حلق واسورة وكولية من الذهب المرصع بفصوص من الالماظ،و...الخ
كما ان كراسة الشروط سعرها 15 الف جنيها اما تامين دخول المزاد فقد كان 250 الف جنيها وتم الاعلان عنه مرة واحدة فقط فى جريدة الاهرام لان مثل هذه المزادات معروف اصحابها ولاحاجة لمزايدين ومضاربين وسماسرة سوف يصابون بالهلع حينما يسمعوا ارقام المبالغ التى يتنافس بها المتزايدون فى المزاد وكان بالمليون جنيها مرة واحدة وليس بالعشرة ولا بالمائة ولا بالربع او النصف مليون جنيها ،اضف الى ذلك تخصيص يومين قبل المزاد لمعاينة المعروضات التى تم وضعها فى فاترينات زجاجية مضادة للرصاص وحتى طلقات الار بى جى وفى عرض من الحديد الفولاذى المقوى والذى لايفتح الا بشفرات معينة تتغير كل 30 دقيقة وبعد المعاينة يقوم المتزايد الذى اشترى الكراسة وسدد التامين بتوقيع اقرار اسمة ((اقرار معاينة )) يقر فية بمعاينة المجوهرات المعروضة للبيع وانة موافق على شرائها بالحالة التى عليها وانة لايجوز لة التحلل من هذا الاقرار حاليا او مستقبلا .
(3)
كان ((مجدى التروماى )) اول الواصلين الى مقر البنك الذى خصص مدخل خاص للمتزايدين ال27 للمزاد وكان الاجراءات الامنية تشمل على اشدها ،فممنوع صعود من ليس معة كراسة الشروط وايصال سداد التامين ومسجل اسمة فى مكتب الامن بالبنك،كما ان اسانسير واحد فقط يعمل الى الدور ال24 وافراد امن مسلحين باحدث الاسلحة النارية وقد ظهرت لياقتهم البدنية قريبة من ابطال المصارعة العالميين ،ومجدى التروماى اسمة الحقيقى مجدى صبحى ولقب تروماى اكتبسة بسببب ضخامة جسدة وتحول اسم التروماى معة الى هوس لدرجة انة اسس شركة ابضة تحمل اسم ((التروماى جروب)) بعد الثورة وضع تحتها جميع شركاتة العقارية والمالية ومحلات تجارة الذهب التى يديرها خاصة وان التروماى يمتلك قرابة 40% من الابراج والمبانى السكنية والاراضى الفضاء بشارع الجيش والظهر والسبتية بوسط القاهرة كان اخرها ارض البنك الوطنى للتنمية فى السبتية والتى اشتراها التروماى بحوالى 90 مليون جنيها دفع منها كاش بعد انتهاء المزاد مبلغ 30 مليون جنيها نقدا كان قد احضرها معة فى تروليات مصفحة مع البودى جاردات المحيطين بة ،وكان ثانى الحاضرين بسترتة الجاجوار 2013 الجديد المضادة لطلقات الار بى جى ملك محلات المجوهرات فى شارع جامعة الدول العربية وروكسى والتجمع الخامس وسيتى ستار عريان فهيم متهد مجوهرات الصفوة فى مصر وملوك وامراء المنطقة العربية،ثم تبعة عاطف وصفى ملك الفضة،ثم مجدى نسيم ملك الذهب فى وسط القاهرة،ثم الخواجة جوزيف فاروق الذى قطع رحلة اجازة الصيف فى باريس وعاد للقاهرة لحضور المزاد ليعود فى نفس اليوم الى باريس ويعرف عن جوزيف انة من اشيك رجال مصر ويرتدى طاقم الملابس مرة واحدة فقط ولا يرتيدة مرة اخرى ،ثم وصل العزازى ملك الذهب فى مصر الجديدة،ثم ملك المجوهرات لويس عبد يوسف ،امين عمرو صفوت،ثم انطوان سمير جرجس ،ثم رزق اللة امين ،ثم موفق على حسين ثم صبحى رشاد،ثم خليل ابو المجد ،واخيرا كانت سيدتى الاعمال المعروفتين فى اقتناء المجوهرات الفت زايد و اكرام حسن .
(4)
وفى تمام الساعة الواحدة ونصف اغلق ابواب القاعة وتولى الامن تامينها من الداخل والخارج ونادى الدكتور حسن سليمان على اسماء كل من اشترى كراسة الشروط وكانوا جميعا حضور الا انة اكتشف ان مدام/الفت لم تسدد مبلغ التامين وقيمتة 250 الف جنيها وهنا اخرجت مدام الفت مبلغ 250 الف جنيها نقدا من حقيبة يدها وسددتها فورا لمحاسب البنك المتواجد فى المزاد واعلن حسن سليمان دخولها المزاد ،وبداء المزاد بالاعلان عن بيع جميع القطع لوط واحد ومرة واحدة وفى حالة تعثر البيع يتم البيع قطعة قطعة وهنا هاج مجدى التروماى مطالبا الدكتور حسن سليمان بالبيع لوط واحد لان البيع قطعة قطعة يحتاج الى اسبوع وليس يوم واحد وبداء المزاد باعلان عريان فهيم رقم 2 مليون جنيها تبعة عاطف وصفى 3 مليون جنيها ثم العزازى 4 مليون جنيها ليدخل التروماى ويعلن 5 مليون جنيها وهنا صمت الجميع وبدء الدكتور حسن سليمان فى العد برقم 1 ثم 2 وقبل ان ينطق ثلاثة دخل عريان فهيم مرة اخرى واعلن 5 مليون و500 الف وهنا تدخل الدكتور حسن سليمان صائحا((يعنى اية عريان فهيم بيزود 500 الف دة حتى عيب قوى خلاص هاعتبرها مليون جنيها )) وفجاءة توقف التزايد وبدء الخبير المثمن الدكتور حسن سليمان فى العد 1ثم 2 ثم قام من على المنصة مندفعا تجاة عريان وصائحا خلاص مين هايزود وحينما وضع وجهة فى وجة عريان قال ((مرفوض)) لان السعر لم يصل للحد الادنى بعد وهنا اشتعلت القاعة وهدد الروماى بالانسحان فى حين طالب الخواجة جوزيف فاروق بالاتصال بشرطة النجدة لان المزاد باطل وجمع خليل ابوالمجد حقائبة للانسحاب ،وقام لويس عبدة يوسف من كرسية لمغادرة القاعة مطالبا برد مبلغ التامين فورا وهنا اعاد الدكتور حسن سليمان السيطرة على الموقف قائلا ((خلاص نخليها قطعة قطعة وبلاش لوطات))وهنا اسرع الجميع الى منصة المزاد يطالبون حسن سليمان باستمرار المزاد وعادوا جميعا الى مقاعدهم ،وعادت الارقام تضرب بالملايين وتتصاعد حتى وصلت 27 مليون جنيها وهنا توقف المتزايدين تماما عن التزايد وصاح التروماى((يادكتور حسن اكثر من كدة يبقى خراب بيوت وبخسارة)) ولم يجية الدكتور حسن واكتفة قائلا((قول 50 مليون ياتروماى وهارسية عليك حالا)) وصمت التروماى وصمت الجميع اندفعوا من مقاعدهم ناحية الدكتور حسن سليمان وحدث هرج ومرحج فى القاعة وطالبوا الدكتور حسن بالغاء المزاد لان هناك ايضا ضريبة المزاد والدمغة على المبلغ والتى تصل الى 5 ملايين جنيها هى الاخرى وابدى الدكتور سحن موافقتة على الغاء المزاد وتاجيلة للخريف حتى يكون متاح لعدد اكبر من المتزايدين وهنا سقط فى يد الجميع الحضور الا ان التروماى طلب استراحة 15 دقيقة ووافق الدكتور حسن سليمان واللجنة القانونية فى البنك وذهب التروماى الى اخر القاعة ونادى على 12 من المتزايدين فى اجتماع مغلق بالوشوشة استمر 10 دقائق وانتهت الاستراحة ليخرج عريان فهيم ويعلن موافقتة على الشراء بالرقم الذى اعلنة الدكتور حسن سليمان للصفقة جميعها وبدء الدكتور حسن سليمان فى العد 1،2ثم ثلاثة ويعلن مبروك عليك ياخواجة عريان وانطلقت التصفيقات فى القاعة والتهانى بالفوز باكبر صفقة مجوهرات فى تاريخ مصر وحينما سئلت مجدى التروماى عن مصير هذة المجوهرات قالة((زبونها جاهز من اسبوع ))وبعضها هايتفك ويتركب مرة اخرى لانة شغل نادر وغير موجود فى العام الايام دى)) ،فى حين قال جوزيف فاروق((يكفى بس الاحجار الكريمة الى فيها الونها نادرة ونوعيتها لم تعد موجودة فى العام من 50 سنة ))،اما خليل ابو المجد فقد اكتفى بالقول((انا دخلت المزاد عند فى عند بس الظروف حكمت علينا نتفق مع بعض علشان مانخسسرش كل المزاد)) .
وما ان انتهى المزاد حتى بدءا تروليات الاموال الكاش تدخل تباعا لوضع عدة ملايين نقدا وعدا امام ادارة المزاد بمتابة شيكات بنكية قيمة كل شيك 10 ملاييين جنيها فى حين كان مجدى التروماى يقوم بكتابة اسماء ال12 الذين فازوا بالمزاد تحت اسم ((عريان فهيم)) ثم بعد ذلك ظهرت رزم الفلوس فئة ال200 جنيها مقابل الشاى والحلويات والتهنئة بالفوز لمن حضروا وسمعوا وشهدوا المزاد وتحسروا على عالم يعيش على ارض مصر ولكن بشكل مختلف تماما خاصة وان بعضهم لم ينزل وسط القاهرة على اقدامة منذ 10 سنوات سوى لحضور المزاد هذا.