الآن استبدلت شرعية "القوة " بشرعية " الشعب " والشعوب تريد نوعيات أخرى من الحكام أمارس السلطة من موقع " المسؤلية " وليس من موقع " الغواية " المتاجرون بالدم والثورة يحولون دون حصول الشهداء على حقوقهم اقترحت آلية حل الملف اليمني كحل للملف السوري لأن رحيل الاسد خيار بين العدل والحياة أطالب السعوديين ألا يضعوا الشهامة البدوية فى غير محلها وأخشى أن يؤثر موقفهم على العلاقات الانسانية بين الشعوب توقعت الثورات العربية لقناعتب بأن التحديات "مكمن" الثورات
أكد الرئيس التونسي، منصف المرزوقي، أول رئيس منتخب بعد الثورة التونسية، أن شرعية القوة استبدلت بعد الثورة فى تونس ومصر بشرعية الشعب، وأن الشعوب العربية تريد نوعيات أخرى من الحكام.
وقال " المرزوقي " في حواره مع الإعلامي خيري رمضان ببرنامج " ممكن " علي قناة سي بي سي، والذي سيذاع في الحادية عشرة والنصف مساء اليوم السبت, أن الشهداء دفعوا من أرواحهم فداءً للثورة التونسية، لكن هناك من المشاكل الروتينية والقانونية، ما يعوق حصولهم على حقوقهم، وهذه المشكلات تتطلب مزيداً من الوقت لحلها، لكنا سائرون في الطريق لحلها. وأضاف أن المتاجرين بالدم وبالثورة قد زاد الأمر صعوبة، للتحري الدقيق عن الشهداء الحقيقيين، وأن ما يحدث فى سوريا يجعله يشعر بالشفقة على من سوف يتولى ملف الشهداء والجرحى السوريين. وقال " المرزوقي " أنه طرح آلية حل الملف اليمني على الملف السوري، حقناً للدماء، وهى قائمة حتى الآن وأن الحل برحيل الأسد هو خيار بين الحياة والعدل. وقال أن " بن علي " هرب بطريقة مشينة وتساءل، كيف للسعوديين أن يجيروا من دُنست المصاحف فى عهده وكيف لأرض الإسلام أن تؤوي سارقاً وتسبب في المئات من الشهداء والمئات من الجرحى وطالب السعودية بتسليمه ولا يضعوا الشهامة البدوية فى غيرمحلها وقال أن بن على لن يرد أموالاً. وقال أن العلاقات بين تونس والسعودية لن تتأثر بعدم تسليم بن علي، خاصةً أن العلاقات بين الدول تقوم على المصالح المشتركة لكنه اكد أن هذا سيثير حفيظة التونسيين تجاه السعودية لايوائهم هذا السارق ومجرماً كبن على وهذا سيؤثر على العلاقات بين الشعوب والعلاقات الانسانية بينها . وعن موقفه الغاضب تجاه الحكومة التونسية بالموافقة على إعادة البغدادي المحمودي رئيس الوزراء الليبي إلى ليبيا، أكد أنه يناقش الأمر كناشط حقوقي ومن منطلق تعهدات تونس الدولية بعدم تسليم لاجىء سياسي لم يثبت عليه التهم بعد، وقال أن دولة تونس دولة قانون ويتوافر بها المحاكمة العادلة وتمنى ان يغلق هذا الملف لكى لا يؤثر فى العلاقات الليبية التونسة والتونسية التونسية مع رئيس الحكومة وقال ان هذا الموضوع كاد يعصف بالائتلاف الحكومى . واعترف المرزوقي بتنازع السلطات فى تونس، وقال أن تونس في المرحلة التجريبية الآن، وأن المجلس التأسيسي هو السلطة الحقيقية حتى يكون هناك دستور جديد يحدد السلطات. وعن توقعه بأن القرن الحادي والعشرين سيكون عام الثورات العربية أجاب " المرزوقي " أن التاريخ يقول أن الأمة العربية أمة عظيمة رغم فقرها وقال أن الصين فى القرن التاسع عشر كانت تعانى مما يعاني منه الوطن العربي الآن، وقال أن التحديات هي مكمن القوة للثورات وقال ان الشعوب العربية لا يقتلها المرض وانها تتعافي. وقال " المرزوقي " أن موقعه كرئيس للجمهورية يضع مسؤليات كبيرة على عاتقه لم يكن يتحملها فى مرحلة سجنه لانه الآن مسؤؤل عن ملفات كثيرة ولم يكن فى السابق مسؤلاً بل كان هناك من يتولون اموره مشيراً الى ان المشكلات كبيرة والموارد محدودة والمطالب تفوق هذه الموارد وتفوق قدرات البشر وقال ان المسؤلية شرف كبير لكنها باهظة الثمن فى ذات الوقت . وقال المرزوقى أن هناك ليست صدفة أن يتولى أساتذة الجامعة منصب الرئاسة فى تونس ومصر على السواء وعن تحفظه على التيارات السلفية فى تونس قال انه يسعى الى كل التونسيين وقال ان من يمارس العنف هو من يقصى نفسه عن الشعب على حد قوله ويضع نفسه فى المواجهة وقال انه فتح الحوار مع قادة السلفيين وطالبهم بالديموقراطية والدعوة الى افكارهم دون عنف او فرض رايهم بالقوة وقال انه يتعامل مع السلفيين بصحيح القانون دون تعذيب او محاكمات ظالمة كما كان يحدث فى السابق وقال انه يريد دمج هذه الحركة وغيرهامن الحركات فى الحياة الاجتماعية لكنه لن يقصى احداً الآ من يقصى نفسه وقال ان هذه الظواهر تكمن مشاكلها حسب الدراسات اجتماعية فى استيعاب هذه الحركات فاقدى الامل من الشباب و من تحول من الاجرام الى التيار الدينى وهذا يتطلب معالجة الامر اقتصايا وثقافياً . وقال ان من يشاركه فى الحكم لا يرفعون شعار الاسلام هو الحل وقال ان الحل هوالتعددية ومنها الاسلام السياسى الذى يقبل الديموقراطية وأضاف ان راشد الغنوشى رجل معتدل ينتمى الى المذهب المالكى وقال أن الاسلاميون ليسوا فصيلا واحدا من أردوغان الى طالبان، وقال أنه يقبل التعامل مع المعتدلين من الاسلاميين لأن الصراع على فرض الوجود على الشعوب من فصيل معين دائما ما تؤدى الى الديكتاتورية ووصفها بالصراعات العبثية التى يجب ان تنتهى وقال أن المجتمع المصرى مجتمع تعددى لا يقوم على الاقصاء او الوصاية وقال ان الحوار هو الحل الوحيد للتفرغ الى التحديات التى تواجهنا. واكد أن الاسلاميون كانوا جزءا من الثورة فى مصر وتونس لكن ما حدث فى ليبيا سببه عدم الآداء المقنع للاسلامييين فى تونس ومصرفاراد الليبيون ان يجربوا مع فصيل آخر وقال أن على التيا رات الاسلامية ان يعلموا انه فصيل من عدة فصائل وطالبهم بالتعايش مع الاخرين وطالب أيضا التيارات العلمانية فى مصر بقبول التعامل مع الفصائل الاخرى من التيارات الاسلامية والتخلى على عقلية الوصاية والاقصاء وحذر من ديكتاتورية العلمانية أو الديكتاتورية الاسلامية . وقال المرزوقى أن المشاكل الاقتصادية أقل حدة فى تونس من مصر وأنه مشفق على الرئيس المصرى من مشكلاته التى تتضاعف عن المشكلات فى تونس عشرات الأضعاف وقال ان الضغوط هى التحدى الذى يواجه مصر الآن لكنه واثق من التغلب على هذه التحديات . وقال المرزوقى انه تلميذ غاندى ومانديلا فى السياسة وانه ألف كتابا فى العشرين من عمره عن غاندى وقال ان غاندى لا يخلط بين القوة والعنف وهذا ما تعلمه منه أن القوة فى الثبات على المبدا والصبر على المكروه . واوضح ان مفهوم الليبرالية الاقتصادى خطراً كبيراً وقال أنها تسببت فى المشكلات الاقتصادية فى اوروبا وأكد انه مع الدولة الاشتراكية الديموقراطية تدافع عن الفقراء وقال انه ضد خصخصة التعليم والصحة وقال انه يرفض الليبرالية المطلقة التى تفقر الفقراء وتغنى الأغنياء حتى ولو اخرجت البعض من الفقر . واتفق المرزوقى مع مرسى على رفض التدخل الاجنبى والضغط على اصدقاء سوريا للضغط على الأسد للرحيل والتاكيد على احقية الشعب السورى فى اختيار نظامه وقال ان الانضمام لقوة عربية لحفظ السلام فى سوريا بعد الانتهاء من الحرب الدائرة الآن وقال ان سوريا أصبحت بؤرة صراع بين القوى الدولية واننا نختار اقل الحلول سوءاً برفض التدخل الاجنبى . واختتم المرزوقى بان الاناقة اناقة الروح والفكر وانه يفضل ان يبقى على فطرته وطبيعته قبل توليه الرئاسة وقال أن السلطة لا تغوى الآ النفوس الصغيرة لأنه يمارس السلطة من موقع المسؤلية وليس من موقع الغواية .