يستمر العنف على اشده في سوريا الخميس وسط تمدد رقعة الاشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين الى مناطق متعددة ترافق مع انفجار في وسط العاصمة، وذلك قبل يومين من انعقاد المؤتمر الدولي لبحث الازمة السورية في جنيف. وجرح ثلاثة اشخاص الخميس في "تفجيرين ارهابيين في مرآب القصر العدلي في منطقة المرجة" في وسط العاصمة، بحسب ما ذكر الاعلام الرسمي السوري الذي اشار الى ان عبوة ثالثة تم تفكيكها قبل ان تنفجر.
واوضح مصدر امني لم يكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان الانفجارين ناتجان عن "عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيين"، مشيرا الى ان المرآب المذكور المكشوف مخصص لقضاة وموظفي قصر العدل. وتضررت نحو عشرين سيارة في المرآب.
وقتل 21 شخصا الخميس في سوريا في معارك بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية وفي عمليات قصف مصدرها قوات النظام على مناطق مختلفة، وذلك غداة يوم دام حصدت فيه اعمال العنف 150 قتيلا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ستة مدنيين ومقاتلا معارضا قتلوا الخميس في منطقة دوما في قصف مصدره القوات النظامية واشتباكات، مشيرا الى استمرار محاولات قوات النظام "اقتحام مدينة دوما".
وبثت تنسيقية دوما شريط فيديو على شبكة الانترنت تظهر فيه سحب دخان كثيف يرتفع من احد المواقع في دوما، مع سماع دوي انفجارات متتالية وطلقات رشاشة كثيفة.
واشارت الهيئة العامة للثورة في بريد الكتروني الى "استمرار القصف العنيف" حتى بعد الظهر. وذكرت ان قوات النظام تقتحم بعض الاحياء في المنطقة، وان "الجرحى بالعشرات"، متحدثة عن "تهدم و تضرر عدد كبير من المنازل وسط نقص حاد في المواد الطبية والاغاثية".
كما قتل اربعة عناصر من القوات النظامية السورية بينهم ضابط برتبة ملازم اول في منطقة عربين "اثر كمين نصبه لهم مقاتلون من الكتائب الثائرة"، بحسب المرصد الذي اشار الى اشتباكات تلت الكمين. واشار المرصد الى تمدد الاشتباكات فجر الخميس الى منطقة السيدة زينب قرب دمشق.
واعلنت لجان التنسيق المحلية استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة للنظام الى داريا في ريف دمشق ترافقت مع حملة اعتقالات عشوائية طالت اكثر من 30 شابا.
وتجدد القصف الخميس على حي جورة الشياح في مدينة حمص، ما تسبب بمقتل شخص.، بحسب المرصد.
بينما ذكرت لجان التنسيق ان القصف تجدد ايضا على احياء حمص القديمة، وعلى مدينة الرستن في محافظة حمص التي تعاني من "انقطاع كامل للتيار الكهربائي والمياه"، بحسب اللجان.
وقتل مواطن في بلدة تلبيسة في محافظة حمص اثر سقوط قذيفة على منزله، بحسب المرصد.
وقتل اربعة من المقاتلين المعارضين في قرية الحصن في حمص اثر اشتباكات مع القوات النظامية.
في درعا (جنوب)، قتل مواطن واصيب العشرات بجروح في قصف تعرضت له مدينة الحراك.
في مدينة ادلب (شمال غرب)، انفجرت عبوة في حي الثورة تبين انها استهدفت دورية امنية، بحسب المرصد.
وقتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية السورية في منطقة خان شيخون في ادلب.
في مدينة دير الزور (شرق)، قتل مواطنان احدهما طفل جراء القصف الذي يترافق مع "اشتباكات عنيفة" في احياء عدة في المدينة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية.
في محافظة حلب (شمال)، تعرضت بلدة حيان لقصف من القوات النظامية السورية.
في محافظة حماة (وسط)، تعرضت قرى الحويجة والحويز وجسر بيت الراي في سهل الغاب لقصف من القوات النظامية السورية استخدمت فيه المروحيات، في حين اقتحمت مجموعات موالية للنظام قرية العشارنة وسقط جرحى اثر اطلاق الرصاص العشوائي، بحسب المرصد.
وستكون الازمة السورية السبت على طاولة اجتماع دولي تشارك فيه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن للبحث في حل للازمة السورية. وبين الاقتراحات ما نقله دبلوماسيون عن الموفد الدولي الخاص كوفي انان لجهة تشكيل حكومة انتقالية تضم وزراء من الحكومة الحالية في نظام الرئيس بشار الاسد ووزراء معارضين.
واكد المتحدث باسم المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرا لوكالة فرانس برس الخميس ان موقف المعارضة "الثابت والمعلن" يتمثل في عدم المشاركة في اي حكومة في ظل بقاء الاسد في السلطة.
وقال ان "المعارضة لم تحصل بعد على تفاصيل في شأن اقتراح الموفد الدولي الخاص كوفي انان حول تشكيل حكومة انتقالية، ولا يمكنها بالتالي الرد عليه"، الا ان "الموقف الثابت انها لن تشترك في اي مشروع سياسي ما لم يزح بشار الاسد من السلطة".
وقال صبرا ان المعارضة السورية ستجتمع ب"كافة اطيافها في القاهرة في الثاني من تموز/يوليو من اجل توحيد مواقفها وللبحث في المرحلة الانتقالية ووضع رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا".
واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام الخميس ان "لا اتفاق نهائيا" على اقتراح انان.
وجدد القول ان مصير الرئيس السوري يجب ان يقرره الشعب السوري من خلال حوار وطني.
كما اعتبر وزير الخارجية الروسي ان من "الخطأ" استبعاد ايران من مؤتمر جنيف، واتهم الولاياتالمتحدة باعتماد سياسة "الكيل بمكيالين" بمعارضتها مشاركة طهران في المؤتمر.
في الجانب التركي، افادت وسائل الاعلام التركية الخميس ان انقرة ارسلت بطاريات صواريخ وآليات عسكرية الى حدودها مع سوريا من اجل اقامة "ممر امني" ضمن حدودها، وذلك بعد اسبوع تقريبا على اسقاط سوريا لطائرة حربية تركية.
وافادت صحيفة "ملييت" ان قرابة 30 آلية عسكرية ترافقها شاحنة تقطر بطارية صواريخ غادرت قاعدة في محافظة هاتاي (جنوب شرق)، متوجهة الى الحدود التي تبعد قرابة 50 كلم.
ولم يؤكد الجيش التركي عملية الانتشار لكن سبق له وان نفى تقارير بانه في "حالة تاهب" بعد اسقاط الطائرة الحربية التي لا يزال طياراها في عداد المفقودين.
في اسرائيل، رد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الخميس بغموض حول دور بلاده المحتمل في اغتيال المسؤول في حماس في سوريا كمال حسين غناجة، وذلك غداة اعلان مسؤول في الحركة في بيروت ان الشبهات تدور حول تورط الموساد الاسرائيلي في الجريمة التي وقعت الاربعاء.
وصرح باراك للاذاعة العسكرية "لست واثقا من ان ذلك صحيح بالضرورة"، مضيفا ان غناجة "لم يكن رجلا صالحا".