يقول ناشطون سوريون معارضون إن مدينة حمص تتعرض لقصف شديد من جانب القوات الحكومية. وكانت المدينة قد تعرضت للقصف المشدد في الايام الاخيرة، وحذر ناشطون من ان سكانها محصورون داخلها دون ان يتمكنوا من الحصول على الغذاء والمواد الضرورية الاخرى. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره في بريطانيا إنه يتوجب اخلاء اكثر من الف اسرة في حمص. في غضون ذلك، انتقد ناشطون معارضون بعثة المراقبين التابعة للامم المتحدة لقرارها تعليق نشاطاتها في سوريا. وقال المرصد إن شخصا واحدا على الاقل قتل في حي الخالدية بحمص الاحد، وان عشرة آخرين قتلوا في مناطق اخرى من البلاد. وقال احد الناشطين، واسمه ابو عماد، لبي بي سي من حمص "إن 85 بالمئة من مدينة حمص تقريبا تتعرض للقصف بالهاونات والمدافع الرشاشة، ويتعذر علاج العشرات من الجرحى لأن (الشبيحة) يسيطرون على المستشفيات. ان القتلى هم المحظوظون." واضاف "ما من مكان آمن في حمص، وسيتعين علينا بناء المدينة من جديد إذ لم يبق منها شيء." وكان المجلس الوطني السوري المعارض قد حذر من مجزرة وشيكة في حمص التي قال إنها محاصرة من قبل 30 الف عسكري وعنصر ميليشيا موالي للحكومة السورية. يذكر ان مدينة حمص تعتبر معقلا للمعارضة المناوءة لنظام الرئيس بشار الاسد، وكان احد احياءها، وهو حي بابا عمر، قد حوصر لاكثر من شهر قبل ان تستعيد القوات الحكومية السيطرة عليه في فبراير / شباط الماضي. خطة عنان وكانت الولاياتالمتحدة قد اعلنت في وقت سابق أنها تتشاور مع شركائها الدوليين بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها بشأن سوريا بعد قرار الأممالمتحدة تعليق أنشطة بعثة مراقبيها في سوريا. ودعا المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور السلطات السورية إلى الالتزام ببنود خطة المبعوث الدولي كوفي عنان، بما في ذلك التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار. وأضاف أن تعليق مهمة المراقبين يشكل لحظة حرجة. كما أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس السبت أن قرار تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين "يعيد النظر جديا" في قدرة هذه البعثة على الاستمرار في عملها. وقال الوزير البريطاني في بيان إنه يأسف لاضطرار بعثة الأممالمتحدة إلى تعليق دورياتها وتقييد حركة أعضائها بسبب تفاقم العنف في سوريا. وأضاف "هذا يدل على اتساع تدهور الوضع الأمني وزعزعة الاستقرار في سوريا"، واعتبر الوزير البريطاني أن "تدهور الوضع تسببت فيه ممارسات نظام الأسد". واعتبر أن "النظام السوري هو الوحيد المسؤول عن وضع حد للعنف"، قائلا إنه "يدين بأشد العبارات فشله الكامل في هذا الصدد". كما دعا هيغ المعارضة المسلحة في سوريا إلى التوقف عن اللجوء إلى العنف. وأضاف "أن هذه الأحداث تؤكد ضرورة توحد المجتمع الدولي بشكل عاجل لإجبار النظام على التقيد بالتزاماته". وأكد الوزير البريطاني أن مجلس الأمن سينظر في الخيارات المتاحة، ومن بينها تلك المتعلقة بمستقبل بعثة الأممالمتحدة في سوريا، في ضوء التقرير الذي سيقدمه الثلاثاء الجنرال روبرت مود قائد هذه البعثة.
مود سيرفع تقريرا يوم الثلاثاء إلى مجلس الأمن وأكد أحمد بن حلي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أن قرار تعليق عمل المراقبين مؤقت، وقال لبي بي سي إن إلغاء المهمة بشكل كامل سيتم فقط بالتشاور بين الأممالمتحدة والجامعة العربية.