أفادت التقارير الواردة من العراق بمقتل 72 شخصا على الأقل في سلسلة التفجيرات التي ضربت الخميس العاصمة بغداد ومدينة الناصريَّة الواقعة جنوبي البلاد. ونُقل عن مسؤولين عراقيين قولهم إن 45 شخصا قضوا في تفجير انتحاري استهدف زوَّاراً شيعة في الناصريَّة، بينما قُتل 27 آخرون في عدد من التفجيرات وقعت في مناطق شيعية مختلفة ببغداد.
وقد ازدادت حدَّة التوتُّر في العراق بعد رحيل القوات الأجنبية عن البلاد في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد حوالي تسع سنوات على الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدَّام حسين من قبل تحالف دولي قادته الولاياتالمتحدة.
وقد أسهمت مذكَّرة القبض التي أصدرتها السلطات العراقية مؤخَّرا بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي بإذكاء نار التوتُُّر الطائفي في البلاد.
وكان قصي العبادي، رئيس المجلس البلدي بالناصرية، قد قال إن مهاجما انتحاريا استهدف الخميس زوَّارا شيعة في المدينة، ممَّا أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة 70 آخرين بجروح.
وأضاف العبادي أن الهجوم وقع عند نقطة تفتيش للشرطة إلى الغرب من الناصرية الواقعة على بعد 300 كيلومتر جنوب شرقي بغداد.
مصادر أمنية وكانت مصادر أمنية قد ذكرت في وقت سابق أن 27 شخصا قُتلوا وأُصيب العشرات بجروح في سلسلة انفجارات ضربت مدينتي الصدر والكاظمية في بغداد.
وقال مسؤولون في الوزارة ل بي بي سي إن 66 شخصا قد أُصيبوا بجروح جرَّاء التفجيرات. وشهدت مدينة الصدر شرقي بغداد ثلاثة تفجيرات بعبوات ناسفة أسفرا عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 35 آخرين، حسب الداخلية العراقية.
وتلاها انفجاران في حي الكاظمية شمالي بغداد أسفرا عن مقتل 15 شخصا وإصابة 31 آخرين بجروح. واشار مراسل بي بي سي في بغداد إلى أن التفجير الأول وقع بالقرب من تجمُّع لعمال البناء بمدينة الصدر في ساعة الذروة الصباحية.
دراجة مفخَّخة ونقل عن مصادر في وزارة الداخلية قولها إن التفجير عن دراجة مفخَّخة، ثم تلاه تفجير عبوتين ناسفتين قرب مستشفى الصدر العام.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر في وزارة الداخلية أيضا قوله: "لقد انفجرت دراجة نارية مفخَّخة في ساحة 55، حيث يتجمع العمال حوالى السابعة صباحا (الرابعة بتوقيت غرينتش)، ما أدَّى الى مقتل سبعة أشخاص وإصابة نحو عشرين آخرين بجروح".
وتابع: "بعد وقت قصير، انفجرت عبوتان ناسفتان عند مستشفى الصدر العام، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة حوالى 15 أخرين بجروح".
تصاعدت اعمال العنف مؤخرا مع تفجر ازمة سياسية بين اطراف حكومة الشراكة الوطنية وقال ضابط شرطة لوكالة رويترز للأنباء: "كانت مجموعة من العمال المياومين ينتظرون في الميدان عندما وصل شخص على دراجة نارية وتركها في المكان ومضى. وبعد دقائق قليلة انفجرت الدراجة."
أزمة سياسية وكانت بعقوبة، مركز محافظة ديالى الواقعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة العراقية، قد شهدت يوم الأربعاء سلسلة من التفجيرات المتتابعة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 17 آخرين بجروح.
ويربط الكثير من المراقبين بالتوتُّر الأمني الذي يشهده العراق بتصاعد الأزمة السياسية بين زعماء البلاد السياسيين والخلاف بين الكتل السياسية المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية، حيث علقت الكتلة العراقية مشاركة وزرائها في الحكومة ونوابها في البرلمان بعد خلاف مع رئيس الوزراء نوري المالكي.
وكان التلفزيون العراقي قد بثَّ "اعترافات أشخاص متورطين بأعمال عنف واغتيالات يعملون تحت حماية نائب رئيس الجمهورية والقيادي في الكتلة العراقية، طارق الهاشمي.