توقع محللون سياسيون أن يعلن الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه المرتقب استقالته من رئاسة الجمهورية وإقالة حكومته لتخرج الجماهير عقب هذا الإعلان في مسيرات معدة مسبقا لمطالبة بشار الأسد بالتراجع عن استقالته والتأكيد على تمسكها بزعيمها في خطوة تشبه سيناريو استقالة الزعيم العربي جمال عبد الناصر عام 1967 بعد هزيمة حرب الستة أيام، وحينها خرجت الجماهير المصرية في مسيرات ضخمة أرغمت عبد الناصر على التراجع عن قراره. ويترقب الشارع السوري والعربي باهتمام شديد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الذي اعتلى السلطة في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد لما قد يفرزه من قرارات مصيرية وربما تاريخية إلا أن محللين آخرين يعتقدون أن بشار الأسد لن يقدم في خطابه سوى وعود إصلاحية سيعلن فيها عن جملة من الإصلاحات السياسية.
وفي هذا الصدد أكدت أمس مستشارة الرئيس السوري الدكتورة بثينة شعبان أن "الرئيس بشار الأسد سيتوجّه قريباً بكلمة إلى السوريين لشرح الوضع وتوضيح الإصلاحات التي يعتزم القيام بها في البلاد".
وتعتزم السلطات السورية خلال الساعات المقبلة إعلان دخول عدد من القرارات الإصلاحية حيز التنفيذ، في مقدمتها "رفع حالة الطوارئ" المفروضة في البلاد منذ 1963 وإجراء "تغيير حكومي"، حيث أوضحت بثينة شعبان في تصريح خاص لوكالة الأنباء الفرنسية أنه بعد "تنفيذ رفع قانون الطوارئ سيتم إطلاق سراح كل الأشخاص المعتقلين استنادا إليه"، وأشارت إلى أنه "من بين الإصلاحات التي ينوي الأسد الحديث عنها في خطابه المرتقب "قانون تعددية الأحزاب السياسية وقانون أكثر ليبرالية للصحافة".
وذكرت قناة العربية نقلا عن مصادر مطلعة أن الحكومة السورية برئاسة ناجي العطري ستعلن استقالتها اليوم الثلاثاء، وأنه سيتم تعديل المادة 8 من الدستور التي تنص على "قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي للدولة والمجتمع"، وسيتم "تعديل هذه المادة خلال أيام" حسب ذات المصادر، التي أكدت أن إلغاء قانون حالة الطوارئ "سيُنفَّذ بعد صياغة قانون مكافحة الإرهاب