حظيت التطورات التى تشهدها سوريا باهتمام صحيفة الجارديان، فتحدث الكاتب سيمون تسيدال فى مقاله بصفحة الرأى، عن يوم الحساب للرئيس السورى بشار الأسد، حيث من المقرر أن يلقى أول خطاب متلفز له صباح اليوم منذ بدء الاحتجاجات، واعتبر الكاتب أن هذا الخطاب ربما يمثل لحظة الفرصة أو خطوة قاتلة فى طريق سقوط الأسد. ويصف تسيدال هذا الخطاب بأنه يمثل أكبر لحظة فى الحياة السياسية لبشار الأسد، وقد واجهت سوريا العديد من الأزمات خلال حكم بشار المستمر منذ 11 عاما بما فيها التدفق الغزير للاجئين العراقيين بعد الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، والانتفاضة الكردية عام 2004، والخلاف مع لبنان بعد اغتيال رفيق الحريرى عام 2005، وتفجير مفاعلها النووى من قبل الطائرات الإسرائيلية عام 2007، لكن أيا من الأزمات السابقة لم يهدد قبضة الأسد (45 عاما) على السلطة أو يؤثر على بقاء نظامه، والأزمة الحالية مختلفة، فالاحتجاجات التى هزت المدن السورية على مدار الأيام الماضية غير مسبوقة فى حجمها وطبيعتها. فهى بطرق كثيرة تشبه الثورات المصرية والعربية الأخرى، وتعبر عن الغضب من انعدام الفرص الاقتصادية ومحدودية فرص الشباب فى الحياة وتراجع الحريات الشخصية والاجتماعية إلى جانب الفساد. لكن هناك اختلاف أيضا، كما يقول تسيدال. فالنظام السورى اعتمد أكثر من الأنظمة الأخرى على السمع والطاعة المطلقة، وفرضها كرها بفضل الأجهزة الأمنية المرعبة. فلم يتم التسامح مع المعارضين.والتغيير الآن هو أن المعارضة أصبحت صريحة وجامحة فى انتشارها.. والمعارضة هى عاصفة تحرق كل الأمور التى كانت مؤكدة قديماً فى سوريا.