هل أنت متفائل بالعام الجديد؟ قد يبدو هذا السؤال مستهلكًا، إذ نكرره على أنفسنا مع غروب عام وشروق آخر، لكنه ومع اقتراب نهاية 2011، يستدعي إلى الأذهان زخمًا من الأحداث و"الثورات" وإرادة الحياة. في استطلاع لانطباعات المصريين عن العام المنصرم، تكررت العبارة: "كانت سنة جيدة وسيئة في ذات الوقت"، وعلل عدد منهم ذلك بأنها بدأت بداية تتسم بالحزن والأسى على ما حدث من عدوان على كنيسة القديسين بالإسكندرية، ثم أتت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتنهي عهدًا من الظلم والفساد. ولكن الأمل الذي بثته الثورة تعثر بالعديد من الأحداث المأساوية المتلاحقة، الدماء، والتأثيرات السلبية العنيفة على الاقتصاد المصري، مع عدم وجود تحسن ملموس في الأوضاع الاجتماعية والمادية للإنسان المصري. كان التعليق الأطرف على 2011، قد صدر عن رب أسرة، قال: "2011..!! كانت سنة غريبة!"، وعلى الرغم من غرابتها إلا أن الكثيرين يجمعون على أن مصر قد اختارت مسارها إلى "المساواة، الحرية، والعدالة الاجتماعية". قد تختلف الآراء حول كيفية الوصول إلى هذا الهدف، فجولة سريعة متأنية في الشارع المصري تلتقي فيها مع: - أنا مبسوط بما حققته الثورة، ولكن محتاج إني أشوف حكومة قوية وبرلمان جديد يصلح أحوال الناس، ويوفر العمل للعاطلين. - الثورة بدأت بداية جيدة، لكنها لم تحقق أهدافها إلى الآن، ولابد من استمرار الدفع نحو استكمالها. - الثورة خرجت عن مسارها، واستمرار الاعتصامات لن يسهم في تحقيق أهدافها. - لكي نحدث تغييرًا حقيقيًا يجب أن نبدأ بأنفسنا، وأن نبث فيمن حولنا الرغبة في التغير للأفضل. (التغير للأفضل). ذلك الهدف الممتد الذي بدأ في 2011 ويعزم المصريون على حمله معهم إلى 2012، والذي لن يتحقق إلا بمساعدة عاملين رئيسيين: أشار إلى العامل الأول رجل مصري بسيط بكلمات بسيطة: "نكون كويسين مع بعض". وضرب آخر للعامل الثاني مثلاً بقوله: "متوقع احنا رايحين في 2012 على فين؟ مفيش حاجة اسمها رايحين على فين. إما إنك تركب عربية وانت عارف انت رايح على فين، وتوصل، أو إنك تركب وخلاص وانت مش محدد وجهتك".