حالة من الإحباط والترقب أصابت الفنانة نيللي كريم بعد فوز التيار الإسلامي في المرحلة الأولي من انتخابات مجلس الشعب حيث قالت إنها مثل كثير من المصريين لا تريد أن تتخذ مواقف مسبقة من هذه التيارات لكنها في ذات الوقت لن تغير من أفكارها وحياتها حتي تركب الموجة.. نيللي في حوارها مع «روزاليوسف» أكدت أنها تنتظر المرحلة الثانية من الانتخابات حتي تدلي بصوتها في دائرتها بالجيزة وستختار التيار الذي يؤمن بالديمقراطية وحرية الإنسان مؤكدة أن ثورة 25 يناير لم يقم بها الإخوان والسلفيون حتي يجنوا هم فقط مكاسبها وإنما قام بها كل المصريين الذين ضحوا بأرواحهم من أجلها. وأشارت إلي أنها لن تترك مصر مهما حدث وأنها ستعيش وتموت فيها وأن أعمالها الفنية مستمرة ولن تجعل حرية رأيها وفكرها بيد تيار أو سلطة مؤكدة أن مصر لن ترجع للخلف وأننا لن نستبدل ديكتاتورًا بديكتاتور آخر، فإلي نص الحوار: بداية ما تعليقك علي نتائج الجولة الأولي من الانتخابات؟ - في الحقيقة خايفة جدًا لأني مش عارفة مصر رايحة علي فين وقبل أن أقول تعليقي أحب أن أؤكد أنني لست ضد التيار الإسلامي فهم من حقهم أن يعرضوا أفكارهم لكن نتيجة المرحلة الأولي جعلت الخوف يتسلل إلي قلبي فبعدما تخلصنا من نظام فاسد ورئيس ديكتاتور ظل يحكمنا لمدة 30 سنة نقابل ديكتاتورًا آخر اسمه التيار الإسلامي وتتحول مصر إلي دولة دينية يحكمها التشدد والتعصب في كل شيء في حياتنا. وإلي أي تيار ستعطي صوتك؟ - أنا مع تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية وإرساء مبدأ الديمقراطية للمواطن المصري لذلك أبحث الآن عن التيار الذي يؤمن بهذه المبادئ ويكون شعاره «الدين لله والوطن للجميع» الذي هو شعار كل المصريين منذ قديم الزمن وبالطبع إذا وجدته سأذهب لدائرتي الانتخابية في الجيزة وأعطيه صوتي. هناك بعض الفنانين والمثقفين قالوا لو التيار الإسلامي وصل لكرسي الحكم سيهاجرون من البلد، فهل أنتِ مع هذا الرأي؟ - طبعًا لا فهذا نوع من السلبية فلماذا نترك بلدنا ونهاجر لأن الثورة عندما قامت لم تقم للإخوان والسلفيين صحيح أنهم أحرار ومن حقهم أن يعبروا عن أنفسهم كما يريدون لكن دون أن يجبرونا علي تقبل فكرهم واعتقد أن الفيصل بيننا وبينهم هو قانون مدني يسري علي الجميع ويحمل ثوابت لا يمكن الاقتراب منها ولا يرجع مصر للخلف. هناك حالة ترقب في الوسط الفني من صعود التيار الديني وخوف علي مستقبل الفن منهم، فما تعليقك؟ - فعلاً هذا الشعور ينتابني أنا وزملائي لأن المستقبل غامض أمام الجميع لكن الذي يطمئنني أن الناس لن تقبل مرة أخري الخضوع لديكتاتور وإذا جاء تيار متشدد يحرم كل شيء لن يسكتوا والتاريخ أثبت ذلك خاصة أننا في القرن الواحد والعشرين والإنسان فيه طلع القمر وهناك نقطة أخري أحب أن أشير إليها هو أن مصر دولة متدينة بطبعها وليست كافرة حتي تخاف من التيار الديني فالحل هو الديمقراطية لإرضاء كل أطياف الشعب المصري. نترك السياسة ونتحدث عن أعمالك الفنية. ماذا عن مسلسل «ذات» واستعدادك لهذه الشخصية؟ - هذا المسلسل أعتبره من الأعمال الفنية التي تؤرخ لفترات مهمة من تاريخ مصر وتجيب علي سؤال مهم وهو ماذا حدث للشخصية المصرية علي المستويين السياسي والاجتماعي منذ عام 1952 وحتي 2011 والشخصية التي أجسدها في المسلسل وأقدم من خلالها لأول مرة ثلاث مراحل عمرية من الشباب وحتي الشيخوخة لذلك أحاول الاستعداد للشخصية بشكل جيد سواء من خلال الشكل أو جوهر الشخصية. أليس تقديم شخصية عمرها 60 عامًا هو نوع من التحدي؟ - لا أعتبره تحديا لكنه امتحان أثبت من خلاله أنني ممثلة أقدم كل الأدوار. هل ستتم الاستعانة بماكيير أجنبي من أجل «ذات»؟ - لم نحدد ذلك بعد لكنني واثقة في تفكير المخرجة كاملة أبو ذكري التي تريد أن تقدم 30 فيلمًا سينمائيا في هذا المسلسل وحاليًا أقوم بإنقاص وزني من أجل الشخصية خاصة بعد عملية الوضع. إلي أي شيء ترمز «ذات»؟ - أكيد أقصد مصر بكل ما مرت به من محن. وهل تم تعديل الأحداث والنهاية بعد ثورة يناير؟ - الغريب هو أن نهاية المسلسل هي قيام ثورة وكأن الكاتبة مريم نعوم تنبأت بما سيحدث في مصر لذلك لم يتم تعديل أي شيء في الأحداث. وماذا عن «يوم للستات»؟ - فيلم تدور أحداثه في يوم واحد من خلال مجموعة من الحكايات المختلفة لمجموعة من السيدات من طبقات مختلفة لكل منهن مشكلة ما وهو بطولة جماعية وأيضًا اسم علي مسمي لأن أبطاله معظمهن ستات بداية من الكاتبة والمخرجة والمنتجة وأكثر ما أسعدني هو أن فريق العمل في فيلم «واحد صفر» معظمه يشارك في يوم للستات خاصة إلهام شاهين وكاملة أبو ذكري. ومتي سيبدأ تصويره؟ - كان المفترض أن يبدأ تصويره هذه الأيام لكن لظروف الانتخابات وأحداث التحرير فضلنا تأجيله. لأول مرة تتعاونين مع المخرجة إيناس الدغيدي من خلال فيلم «الصمت» ماذا عن هذا التعاون؟ - إيناس الدغيدي من المتميزات في مجالها ولها فكرها وإبداعها وكنت أتمني أن أعمل معها من قبل إلي أن أرسلت إلي فيلم «الصمت» قبل قيام الثورة وبعد أن قرأته أعجبت بالقصة جدًا وحتي الآن لم استقر علي الدور الذي سألعبه خاصة أن الفيلم به بطلتان وأنا أنتظر اتفاق إيناس الدغيدي مع شركة إنتاج حتي استقر علي الدور لكنني أرجح دور الطبيبة النفسية لأنه جديد ويتماشي مع اتجاهاتي.