نشرت شبكة "سي إن إن" مقالا تحت عنوان "ومرة أخرى إلى العراق.. هذه خيارات أمريكا"، وتناول الموضوع سيطرة الميليشيات المسلحة التابعة لتنظيم "القاعدة في العراق وبلاد الشام"، المعروف ب"داعش" على مدن عراقية. وبحسب الشبكة، فقد صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، الخميس، بأن إدارته تنظر في خيارات على ضوء مستجدات الوضع في الدولة العربية، التي ارتبطت بها واشنطن منذ حرب الخليج الأولى، وحتى الإطاحة بالرئيس الراحل، صدام حسين، في 2003، والانسحاب من هناك بنهاية 2011، ومن ثم محاولة بناء العراق، عقب الانسحاب منه، من على بعد 6 آلاف ميل. على جانب آخر، وجه معارضو أوباما، وعلى رأسهم السيناتور الجمهوري، جون ماكين، انتقادات لاذعة لقراره بسحب القوات الأمريكية من العراق، محملا تبعة ما يشهده العراق الآن من استيلاء داعش على ثاني أكبر مدنه، على ذلك، وقال المرشح الجهوري السابق: "هل كان يمكن تفادي كل هذا؟... الجواب هو نعم وبلا أدنى شك". وبحسب الشبكة، فإن "إدارة أوباما تنتظر حاليا بعدد من الخيارات للتعامل مع المستجدات الأخيرة في العراق والتصدي ل"داعش"، شدد الناطق باسم البيت الأبيض، جي كارني، على أن "إرسال قوات برية قطعا ليست من بينها". ومن بين خيارات أوباما في العراق: الأول: إرسال قوات أمريكية؛ وقد سبق وأن قامت واشنطن بذلك إبان غزو العراق في 2003، وبلغ عدد القوات الأمريكية، إبان ذروة انتشارها هناك في أكتوبر 2007، عند 166300 جندي. إلا أنه من الخيارات المستبعدة، فقد قال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، الخميس، إنه ما من أحد دعا لإرسال قوات أمريكية إلى العراق، واكتفى أوباما بالإشارة إلى أن جميع الخيارات قيد النظر، حددها الناطق باسم البيت الأبيض، بأن تكرار إرسال قوات برية ليست، وبالتأكيد، من بينها. الخيار الثاني: ضربات جوية؛ وقد شرح المتحدث باسم البيت الأبيض تصريح أوباما الذي قال فيه إن "جميع الخيارات مطروحة"، بأنه مجرد رد على طلب بتوجيه ضربات جوية ضد داعش".. الأربعاء قال مسئولون أمريكيون إن الحكومة العراقية أبدت رغبتها في تسديد الجيش الأمريكي ضربات جوية ضد أهداف ل"داعش"، وبالفعل فقد سبق وأن أثبتت القوى الجوية الأمريكية فعاليتها في كوسوفو وليبيا. ويبدو حتى هذا الخيار بعيدا عن الخيارات الآنية التي قد تتخذها واشنطن، بالنظر إلى رد المتحدث باسم المقر الرئاسي، على سؤال إذا ما كان أوباما سيجري مشاورات مع الكونجرس قبل إرسال طائرات مقاتلة إلى العراق"، بقوله: "من المبكر للغاية الإجابة عن ذلك لأن الرئيس لم يقرر بعد أفضل الخيارات". ووفقا للشبكة، فقد تبقى للخيار سلبياته، فقد يسقط مدنيون قتلى في الغارات الجوية، بجانب ذلك بالعمليات الجوية فعالية وكافية للقضاء على مسلحي "داعش" على الأرض، الذين قد يندسون وسط المدنيين. الخيار الثالث: تقديم مزيد من الدعم العسكري؛ وهو خيار تحبذه واشنطن وتبنته بالفعل، وقال مسئول دفاعي إن معدات وتدريبات، بجانب خدمات عسكرية أخرى، بقيمة 15 مليار دولار قد أرسلت للعراق، غير أن مسئولين أمريكيين وصفوا الوضع في العراق بأنه "عاجل للغاية"، وما تسلمه العراق وما هو في الطريق إليه، ليس بكاف في الوقت الراهن، فمثل تلك المساعدات العسكرية أثبتت عدم جدواها، كما حصل في مدينة الموصل، على سبيل المثال، فقد أشار شهود عيان إلى أن قوات العراقية تخلت عن أسلحتها، ونزعت حتى ملابسها العسكرية، قبل أن تفر من وجه المقاتلين المتشددين الذين استولوا على أسلحة ومعدات عسكرية. ومن جهته، أقر أوباما بذلك خلال كلمته الخميس قائلا: "العراق بحاجة إلى مزيد من المساعدات منا ومن المجتمع الدولي"؛ وقال محلل عسكري إن الأمر يجب أن يتجاوز إرسال موارد إلى العراق ومن ثم إهدارها، وهذا ما حصل حين جنت الميليشيات المتشددة بعضا من تلك الأسلحة، وبعضها أمريكي؛ وقد صرح أحدهم بأننا لم نتفاجأ فالأمر برمته كان مسألة وقت، وليس إذا ما كان سيحدث على الإطلاق". الخيار الرابع: تغيير سياسي فعال في العراق؛ هزم ودحر "داعش" عن الموصل والمدن الأخرى التي استولت عليها سيعتبر بمثابة انتصار كبير للحكومة العراق، لكنه بحاجة ماسة إلى حكومة فاعلة وموحدة، ومعالجة الانقسامي الطائفي بين السنة والشيعة، وهى إحدى انعكاسات الأزمة التي يشهدها العراق حاليا، على حد قول أوباما: "طيلة الأعوام القليلة الماضية لم نشهد تطورا في التعاون والثقة بين السنة المعتدلين وقيادات الشيعة في العراق، وهذا يلعب دورا في جانب من ضعف الدولة الذي انتقل بدوره إلى الجيش". ومن جانبها، فقد عبرت الخارجية الأمريكية بدورها، عن طريق المتحدثة باسم الوزارة، جين ساكي، قائلة: "كان على رئيس الوزراء المالكي القيام وفعل المزيد على مر الوقت، هذه رسالة أبلغناها له سرا وعلانية"؛ وتابعت: "لكن العدو هنا.. ونحن بحاجة للعمل معا والوقوف كجبهة موحدة".