خرج المصريون فى الخارج للمشاركة فى انتخابات رئيس الجمهورية القادم. وقد بلغت اعداد المصوتين أكثر من ثلاثمائة وخمسة عشر ألف مصرى وكانت الأغلبية الكاسحة منهم قد أعطت اصواتها للسيسى . وهنا وبكل وضوح نحن لا يعنينا كم حصل أو سيحصل كل من السيسى او حمدين على نسبة الأصوات لأنها ليست هذه هي القضية فسيكون واحداً منهم رئيساً للجمهورية . واذا كان هناك اجماع شعبى وجماهيري على اختيار السيسى لأسباب موضوعية منها اختيار الشعب للسيسى نتيجة لتحمله المسئولية التاريخية فى 30 يونيو . تلك المسئولية التى تحملها حاملاً روحه على كفه . الشىء الذى جعل الشعب يخرج لمساندته فى اعلان خارطة الطريق فى 3\7 ثم خروج المصريون فى 26\7 لتفويضه فى مواجهة الارهاب . بل قد وجدنا هذا التفويض الشعبى للسيسى والذى فرض عليه فكرة الترشح لرئاسة الجمهورية باعتباره رجل المرحلة والضرورة . حيث أن السياسة هى توصيف الواقع توصيفاً صحيحاً لأمكانية مواجهته بشكل صحيح بهدف اخذ الوطن للتقدم . ولذا فالواقع بظروفه وملابساته تجعل السيسى هو مرشح هذه الضرورة . ومع ذلك فالقضية ليست السيسى وكم سيحصل على الاصوات . ولكن الان القضية الاهم هى مصر الوطن ولذا فخروج المصريون يومي 25 و26 مايو القادم هو خروج من اجل مصر . حيث ان عدد المصوتين هو الذى سيحسم قضايا كثيرة داخلية وخارجية ستكون بداية صحيحه وحقيقية لاستعادة الوطن واستعادة هيبته . وهنا لابد من استحضار الاستفتاء على دستور 2014 يومى 14 و15 يناير الماضى حيث كانت هناك دعوة لمقاطعة هذا الاستفتاء ومع ذلك وجدنا ان الذين حضروا للأستفتاء اكثر من عشرين مليون مستفتى اى بزيادة اربعة ملايين عن المستفتين على دستور 2012 الذى تم اثناء حكم الجماعة والذى كانت الجماعة قد حشدت له كل امكاناتها . لما يعنى اما انه لم تكن هناك مقاطعة او انه لا تأثير البته لمثل هذه المقاطعة . وبذات القياس وفى ظل دعوة المقاطعة الحاليه لأنتخابات الرئاسة وجدنا ان عدد المصوتين فى الخارج قد زاد عن الذين صوتوا فى انتخابات الرئاسة عام 2012 . مما يعنى ان الخروج للمشاركة فى انتخابات الرئاسة هو موقف لمصر المستقبل . فالخروج الحاشد سيكون فى مواجهة دعوات المقاطعة التى تريد ان تثبت ان 30\6 هو انقلاب عسكرى ولا علاقة له بارادة جماهيرية حره . كما ان الخروج الكاسح والحاشد سيكون ردا ً ورساله قوية للداخل والخارج بأن 30\6 هي اختيار شعب وارادة جماهير مارست الديمقراطية المباشرة فى اسقاط نظام الاخوان وهي الان تمارس ديمقراطية الصندوق مره اخرى . وخروج الجماهير يومى 25 و26 \5 يعنى ان ارادة المصريين ما زالت قوية وصامدة فى مواجهة الحرب ضد الارهاب ومصره على تحقيق الثورة واستكمال خارطة المستقبل بما يعنى اسقاط كل الادعاءات حول ما يسمى بعودة شرعية مرسى . فلا شرعية بعد خروج الملايين فى 30 يونيو والشرعية الحقيقية هي تكرار الخروج والاصرار عليه فى انتخابات الرئاسة تحدياً لكل العمليات الارهابية التى يريدون بها ترهيب الشعب . فالمصريون قد خرجوا من القمقم ولا عودة للوراء . فهل لنا ان نأكد ارادة المصريين الذين ضربوا اروع الامثلة كعادتهم طوال التاريخ ؟ حمى الله مصر وشعبها من كل سوء .