قالت السلطات أمس السبت إن أكثر من 20 شخصًا لقوا حتفهم في أسوأ فيضانات تشهدها البوسنة وصربيا في أكثر من قرن في حين تم إجلاء الآلاف من بلدات مازالت عرضة للخطر مع ارتفاع منسوب المياه في الأنهار. وبلغ عدد القتلى في البوسنة وحدها 19 قتيلا بينهم تسعة أشخاص عثر على جثثهم السبت عندما انحسرت المياه في مدينة دوبوي بشمال البلاد. وانضم آلاف المتطوعين إلى جنود الجيش والشرطة ورجال الإطفاء في بناء حواجز من أكياس الرمل لصد مياه الفيضانات بالعاصمة الصربية بلجراد ومدينة ساباك بغرب البلاد. وقال الجيش إن منسوب المياه في نهر سافا بلغ أعلى مستوى له في صربيا ومازال يرتفع بمعدل ثلاثة سنتيمترات (بوصة) كل ساعة بعد أيام من هطول أمطار هي الأغزر منذ نحو 120 عاما. وتأكد مقتل ثلاثة اشخاص في صربيا أمس الجمعة وقال رئيس الوزراء ألكسندر فوسيتش انه هناك مزيدا من القتلى في مدينة أوبرينوفاك على بعد 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة الصربية بلجراد حيث نشر الجنود مركبات برمائية لإنقاذ مئات من الأشخاص احتشدوا على سطح مدرسة ابتدائية. وقالت السلطات في صربيا انها لن تعلن عدد القتلى في أوبرينوفاك التي يقطنها نحو 30 ألف شخص حتى تنحسر المياه ويتضح الحجم الحقيقي للأضرار. وقال مصور من رويترز ان المياه غمرت وسط البلدة بأكمله بما يتراوح بين مترين وثلاثة امتار. وانقطعت الكهرباء عن عشرات الالاف من المنازل في صربيا وعن نحو 150 ألف منزل في البوسنة حيث كانت مدينة دوبوي الاشد تضررا. وقال يوكو فاسيتش قائد الشرطة في جمهورية صرب البوسنة التي تتمتع بحكم ذاتي "كان الوضع صعبا على نحو خاص في دوبوي لان مياه الفيضانات كانت مثل تسونامي حيث وصل ارتفاعها من ثلاثة إلى اربعة امتار. لم يستطع أحد المقاومة." وفي بلجراد تبرع سكان بالطعام والملابس وتجهيزات النوم. ووجهت الشرطة نداء لتوفير المزيد من القوارب. وتواصل هطول الأمطار اليوم السبت مع توقعات بسقوط المزيد يوم الأحد. وقال فاسيتش في مؤتمر صحفي مشترك مع زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك "علينا الان الجلوس والانتظار ..الانتظار للموجة القادمة وان نتحلى بالأمل." وفي بلدة بيلينا البوسنية الحدودية قالت السلطات انها ستجلي 10 الاف شخص. وأجلي بالفعل اكثر من 15 الف شخص في صربيا. وقالت ساكنة من اوبرينوفاك تدعى دراجانا ايليتش نقلت إلى مأوى في بلجراد "تركنا خلفنا السيارة والدراجة النارية والادوات وكل اثاثنا ومقتنياتنا الثمينة." وأضافت "جلبنا فقط هواتفنا المحمولة وغادرنا. تركنا كل بطاقات هويتنا. المياه غمرت المنزل بالكامل."