بدأ مئات الأقباط في التوافد على دير القديس" ماري جرجس" بجبل الرزيقات بمركز أرمنت غرب الأقصر استعدادا للاحتفال بمولد ”ماري جرجس“، بعد أن رفض البابا شنودة تأجيل الاحتفالات رسميا، خشية الانفلات الأمني. وأمر الدكتورعزت سعد، محافظ الأقصر، بتشكيل لجنة موسعة تتولى توفير كافة الخدمات اللازمة استعدادا لاستقبال أكثر من مليون زائر مشارك في الاحتفالات والتي تبدأ في العاشر من الشهرالمقبل وتستمر أسبوعا، وتوفير الرعاية الطبية والاجتماعية لهم حتى نهاية الاحتفالات. ووضعت الأجهزة الأمنية في المحافظة خطة لتكثيف التواجد الأمني، وشن حملات تمشيط للمناطق الجبلية تشارك فيها قوات من الجيش لتأمين ساحة الاحتفالات وإخضاع مداخل ومخارج مدينة أرمنت التي يقع فيها الدير لعمليات تفتيش دقيق للمغادرين والقادمين للمدينة. ودير مار جرجس بالرزيقات يرجع تاريخه إلى عام 184 م، حيث كان كنيسة صغيرة على رأس مقابر الأقباط بالمنطقة أقيمت على بعد 500 متر من دير أثري قديم ما زالت أنقاضه باقية حتى اليوم. واعيد بناؤه على الطراز الروماني،خلال الفترة الأخيرة على غرار التجربة التي تبناها الأب "متى المسكين"، بدير أبي مقار غرب الإسكندرية، ثم تم تحويله إلى مركز اتصال وتعليم واسع للشئون الكنسية، وضم منشآت إنتاجية وخدمية كبيرة. وتم نقل المقابر إلى خارج الدير بعد بنائها بطريقة صحية، وتم إخلاء المنطقة المحيطة بالكنيسة القديمة التي تضم إحدى عشرة قبة وستة هياكل لتدخل في نطاق منشآت الدير. وبالدير مركز للرهبنة يضم مجمع وقلايات ”المكان الذي يستقبل فيه الراهب زواره”ومحابس “ المكان الذي ينقطع فيه الراهب للعبادة، وينتظم بالدير عدد من الرهبان، وخاصة المرشحين منهم لسلك الرهبنة. يذكر أن ماري جرجس قد ولد في مدينة ملاطية بتركيا، وكان والده” أنطاسيوس“ أميرا لها، وعندما قتل والده، حملته والدته هو وشقيقتيه إلى فلسطين، وهناك التحق بالجيش وتولى المناصب العليا حتى أصبح أميرا، ووهبه الملك الروماني حصانا جميلا. وعندما أصدر الملك ”ذادا يافوس“، مرسوما بهدم الكنائس، وحرق الكتب المقدسة، رفضه ماري جرجس، ومزقه أمام الجنود فقادوه مكبلا أمام الملك، وتعرض منذ تلك اللحظة إلى سلسلة من التعذيب انتهت باستشهاده. ويحكي التقليد الكنسي أن جزءا من جسده انتقل من ”اللد“ بفلسطين إلى مصر حتى استقر أخيرا بكنيسة مصر القديمة.