استضاف متحف اللوفر في باريس، يوم الثلاثاء، معرضا لمجموعة من مقتنيات فرعه الجديد في الإمارات العربية المتحدة المقرر افتتاحه في ابوظبي أواخر العام المقبل. ونظم المتحف المعرض تحت اسم "نشأة متحف لوفر أبوظبي" الذي عرض أعمالا فنية من مختلف أنحاء العالم من المقرر أن تكون جزءا من المعروضات الدائمة في المتحف الجديد الذي يجري تشييده بمساعدة مستشارين من اللوفر في باريس. ومن أبرز المعروضات سوار ذهبي مزين برؤوس اسود صنع في إيران قبل 3000 عام تقريبا، ولوحات للرسامين بابلو بيكاسو وجيوفاني بيليني وهنري ماتيس. ويأمل مؤيدو المشروع أن تساعد المقتنيات بمجرد إعادتها الى ابوظبي في أن تجعل منها مركزا ثقافيا. والمتحف الجديد الذي يشيد على مساحة 64 ألف متر مربع هو واحد من ثلاثة متاحف تعتزم الإمارات إقامتها على جزيرة قرب وسط مدينة أبوظبي وتمثل جزءا من خطة أوسع لجذب السائحين لبلد يعتمد بشدة على النفط. وبددت تصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند الذي افتتح المعرض في باريس يوم الثلاثاء القلق الذي أبداه البعض من أن افتتاح فرع للمتحف في الخليج يعني التفريط في تراث فرنسا الثقافي. وقال أولوند موجها كلامه لداعمي المشروع "بالنسبة لفرنسا فإن متحف اللوفر في ابو ظبي هو موقع بناء فريد." ومضى يقول "إنه أكبر مشروع ثقافي لنا في الخارج وأيضا أكبر مظهر رمزي للتعاون الوثيق الذي يربطنا بالامارات العربية المتحدة." وقال فيسنت بوماردي راعي المتحف ان فكرة المتحف هي عرض مجموعة متنوعة (من الاعمال الفنية) تتيح للزائر تتبع التطورات الفنية عبر الثقافات والقرون." ومضى يقول "مشروعهم عالمي." ومن المقرر افتتاح المتحف في ديسمبر 2015. وأضاف "اسم اللوفر علامة جودة بالنسبة لهم .. علامة على المستوى العالي من الحرفية بين الفرق التي تعمل هناك والمعروضات التي يحويها." ويعد متحف اللوفر اكبر المتاحف في العالم استقبالا للزوار حيث يجذب ما يصل الى عشرة ملايين زائر في العام وقد وافقت حكومة الامارات على دفع 400 مليون يورو (553 مليون دولار) على مدى 30 عاما مقابل استضافة فرع للمتحف بناء على اتفاق مع الحكومة الفرنسية عام 2007. ومن شأن الاتفاق ان يعزز الروابط بين البلدين فالامارات هي اكبر شريك تجاري لفرنسا في الشرق الاوسط حسب بيانات وزارة الخارجية الفرنسية وتستقبل ثلث الصادرات الفرنسية في المنطقة. وتستضيف ابو ظبي ايضا القاعدة العسكرية والبحرية الوحيدة لفرنسا خارج افريقيا والجامعة الفرنسية الوحيدة في الخليج وهي جامعة باريس-السربون ابوظبي . وعلى الجانب الآخر استثمرت الامارات نحو ملياري يورو في فرنسا خلال عام 2010 اغلبها في قطاع العقارات مما جعلها اكبر مستثمر من منطقة الخليج العربية وفقا لبيانات صدرت مؤخرا. ويتضمن اتفاق اللوفر تبادل الخبرات في حيازة الاعمال الفنية والعمل في المتاحف وأيضا تدريب أمناء المتاحف الاماراتين في المستقبل. كان المعرض المقرر ان يستمر حتى الثامن والعشرين من يوليو نظم على هيئته الحالية تقريبا في الامارات في ابريل العام الماضي.