الكأس الأولى لا دُوامة في القعر..، لا سكون..، لا ثُمالة لا مهد للصدى..، لا هدوء لسعير الأرض..، لا بقايا للربيع..، في القعر .. لن تكون.. أبدا الأخير..! شهد حمىً كانت.. أم رعشة برد..؟ أم إن شفتيكَ.. حبتا بَرَدٍ..؟ الشتاء سيسهو هذا العام..، والصيف سيقيم أعلى الجبل الثلجي..، وأنت ستبدو بين الأغصان العارية بأجفان مورقة..! هل هذا الطلُّ..؟ أم عيناك النبع..؟ وأين الطريق الملتوية نحوك..؟ نحو.. الحنظل في جلباب الشَهْد ؟ وطن أنا.... والصيف...وبرق.... أيتمتْه غيمة بنينا كوخ قصب! للصيف الفيء والرُّطب ، وللبرق أن يصنع غيمة من قصب ، و لي أن اصرخ ملءَ الوجود : هذا وطن!! *** الحب نخلة باسقة وانا مقطوعة الكفين ، عاشقة لها مقلوعة العينين اسائلُ آب، الهبوط على ارضي تهرول الشهور وتمضي وآب العنيد يشاكسني يسرق الاعذاق ، يفترش الغيوم ويفقأ النجوم..! *** ارق أيتها الليالي التي تمرّ دون كأس نعاس، أيتها الليالي التي تَصَمُّ آذانها عن توسلي، أيتها الليالي العقيمة سأرجوكِ يوما بصوت آخر، بلغة أخرى في زمن آخر أن تسكبي كأس نعاس على الوسادة وجه البحر، دقيقا كصغار هباء..! رحبا ، كالبحر الحالم..! مندهشا.. يسمو ووطني الوردي..! في مرآتي.. يبدو أنا..! فضفاض ردائي هذا ليس بجلدي لكنني صيّرته شراعي.. بيتي.. فراشي.. وغمامتي إذ يشتدُّ ظمئي..! حتى إن وجهي صغر كذرات هباء..! مُحِق كالأقمار..! وجهي الذي كان شراعي.. صار وجه البحر..! لوجهينا ثمت لقاء كلما توغلتُ في رحاب النُسك كبرت ْالقلاع بين وجهي وعينيك بين عيني ووجهك كلما فرّتْ أيامي من جاذبية الأرض ودورة الكواكب ودائرة الكون اقتربتُ من كفّ الرحمة من الرأفة العظيمة ونفرتْ خيولك تمضي نحو الهُوَّة ما بين النور والهيماء الغول سبايا مرّوا من هنا.. بهوادجهم لكنهم.. ما مروا..! فالرمل نديم الريح يشاطرها الأسرار كل وجوه السبايا سيرسمها الرمل..! كل دموع السبايا سيشربها الرمل..! ويهديها لهوى الريح ومجون البوادي..! شعر : د. ماجدة غضبان - العراق