بعد أكثر من ثلاثين عاما من الزهق والقرف والواسطة والمحسوبية واليأس، قامت ثورة عظيمة لم نكن نحلم أن تتحقق ولو بنسبة 10% ولكن وبكل سلمية نجحت ثورة قام بها شعب عظيم.. وليس فصيلا بعينه. ولأن من قام بالثورة شعب مسالم ليس له مآرب شخصية ولا يريد إراقة أى دماء، فقد سمح لمن هم عاشقين للمناصب والكراسى واستولوا على الثورة بل على الدولة كلها، ومرت علينا سنة عصيبة احترقت فيها أعصابنا ونزفت دماؤنا وكادت أن تضيع مصر كلها. ولأن هذا الشعب عظيم ودائما ما يبهر العالم بمواقفه، استرد ثورته التى سرقت منه مرة أخرى وأنقذ البلد من الضياع، ووقف الجيش مرة أخرى مع الشعب. والآن ظهر لنا مسمى وظيفى جديد ألا وهو وظيفة ناشط سياسى! ولا أعرف ماذا يفعل هذا الناشط السياسى غير التنقل بين القنوات الفضائية وانتقاد الجيش والشرطة ومحاربة مؤسسات الدولة ويبيح دم من قتل من الشرطة والجيش ولا يبالى، أما إذا تم مجرد اعتقال أى من المشاغبين أو الإرهابيين على الفور يقوم هذا الناشط بمهاجمة الشرطة والدولة كلها وينادى بحقوق الإنسانية. وهكذا وكأن هذا الناشط السياسى لا يجد له وظيفة إذا هدأ البلد واستقرت الأمور، فيحاول إشعال النار من جديد حتى تقوم القنوات بدعوته ويجد لنفسه وجود فى المشهد الذى صنعه. فيا أيها الناشط السياسى، ألم يحن الوقت للعمل وأن تعمل عملا مفيدا للوطن، وأن تدعوا الشباب إلى العمل بدلا من القيام بالمظاهرات وتعطيل الإنتاجية وتدهور الاقتصاد ووضع أنفسهم فى خندق واحد مع الجماعة الإرهابية، ألا تستحق مصر منا جميعا أن نعمل من أجل عودتها إلى مكانتها السياسية والاقتصادية بين دول العالم.. أرجوكم أن تعملوا من أجل مصر وليس من أجل مصالحكم الشخصية والمناصب والكراسى. خذوا المناصب والكراسى بس اتركوا لنا مصر اتركوا لنا الوطن.. مصر تستحق منكم الكثير.. تستحق أن نضحى بأنفسنا من أجلها حتى تعود أم الدنيا.