نقلت صحيفة (النهار) اللبنانية عن مصدر دبلوماسي لم تحدد هويته إمكانية اعلان "حزب الله" انتهاء مهمته في سوريا بعد نحو شهر أو شهر ونصف وسحب مقاتليه، مسقطاً الذريعة التي يعلنها التكفيريون للقيام بعمليات تفجير ارهابية في لبنان ، وذلك في إطار جملة من التفاهمات التي تتوافر لها رعاية اقليمية وتحتاج إلى اتصالات لانضاجها. وأشار المصدر إلى أن المطلب الثاني للجماعات الإرهابية التي تستهدف لبنان وهو تحرير السجناء الاسلاميين في سجن رومية، فهو مطلب لا علاقة للحزب به، بل يسأل عنه الفريق الآخر، وخصوصاً الذي يتولى حقائب الأمن والعدل.(في إشارة إلى تيار المستقبل الذي تولى الحقيبتين). ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام قد دعا إلى الابتعاد عن الخطاب السياسي الكيدي والتشنج،والى مواجهة "أقسى واشد انواع الارهاب بالموقف الداعم للمؤسسات الأمنية"، مشددا على ضرورة ضبط الحدود. ووصفت الصحيفة الجلسة الأولى لمجلس الوزراء أمس بالإيجابية، مما يمكن أن يدفع الى بيان توافقي، واعتماد الصيغة التي يطرحها النائب وليد جنبلاط وهي لا تشير الى اعلان بعبدا أو إلى ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، فيأتي النص مقتضباً ومركز دون أوهام، ويشدد على الأولويات الملحة والانتقائية. وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق وعضو اللجنة الوزارية لإعداد مشروع البيان الوزاري ل"النهار" عشية الاجتماع الأول للجنة: "سنصل الى بيان لن يكون فيه أي بند خلافي ولا بد من التوافق على صيغة تدعم دور الدولة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وأمنياً". وأشارت النهار إلى أن مسودة للبيان الوزاري أعدت ووزعت على أعضاء في لجنة الإعداد وتتضمن الموضوعات الرئيسية غير الخلافية، وقد تكتم الوزراء عليها، والمضمون اقتصر على مبادئ الدستور والميثاق ومعاودة الحوار لحل كل القضايا الخلافية. من جانبها ، قالت صحيفة (السفير) اللبنانية إن المناخ الذي ساد الجلسة الاولى لمجلس الوزراء اللبناني التي انعقدت في القصر الجمهوري في بعبدا، امس، والمداخلات الوزارية الهادئة التي تخللتها، قد قدمت حكومة المصلحة الوطنية كمساحة للانفتاح ومد اليد الى الآخر، فإن العبرة تبقى في تجاوز اختبار النيات الذي سيبدأ مع اول جلسة للجنة صياغة البيان الوزاري في السادسة مساء اليوم وفي كيفية التعامل مع معادلة المقاومة في البيان الوزاري. وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كان سلام قد صارح مجلس الوزراء بأن تأليف الحكومة تطلب معجزة، فإن انجاز بيان وزاري قد يتطلب معجزة مماثلة في ظل الانقسام حول "الثلاثية" وموقع المقاومة فيه، الا ان اجواء الساعات الماضية تشير إلى ليونة على مختلف الجبهات السياسية، بالتوازي مع جهود لتحييد البيان عن العقبات التي واجهت التأليف وعن "8 و14 اذار". وعلمت الصحيفة أن سلام سيطرح على لجنة الصياغة "صيغة مخرج يرضي الجميع"، بينما تحدثت مصادر وزارية عن مسودة تفيد "بأن الحكومة اللبنانية تؤكد التزامها بكل المبادئ والسياسات الوطنية التي كرستها البيانات الوزارية للحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ اتفاق الطائف".