تصاعد الحرب الباردة بين واشنطن وطهران والتي وصلت أخيرا إلي حد التهديد من جانب إيران بإغلاق مضيق هرمز في مواجهة التسريبات الإسرائيلية عن الاستعداد لعمليات عسكرية ضد إيران,أثار مخاوف الكثيرين من تداعيات انفجار هذا الملف علي منطقة الشرق الأوسط بأكملها. لذلك تكتسب التصريحات التي أدلي بها منذ أيام السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان لشبكة فوكس نيوز الأمريكية أهمية خاصة, لأنها تكشف عن دور مهم تقوم به السلطنة مع الجانبين الأمريكي والإيراني لتهدئة الأوضاع, والدخول في حوار لحل الأزمة سلميا. فقد أشار السلطان قابوس إلي أن سلطنة عمان بناء علي إيحاء بطلب المساعدة من أمريكا نقلت أخيرا, والي أعلي المستويات في الحكومة الإيرانية, رسالة حول النتائج الوخيمة التي يمكن أن تترتب علي إغلاق مضيق هرمز, وأكد السلطان قابوس في المقابل سعي إيران الجاد للخروج من العقوبات التي تقودها الولاياتالمتحدة بشأن برنامجها النووي, وأنها تحث واشنطن علي استئناف الحوار معها حول مجموعة من القضايا وليس فقط البرنامج النووي. وإذا كان الغرب وإيران يقدران دور السلطانقابوسفي تهدئة المواقف وتغليب صوت الحكمة والعقل, فإن هناك احتراما كبيرا من الجميع لشخصيته الوفاقية, ونهجه الذي يقوم علي تكريس الحلول السلمية للنزاعات, وسلطنة عمان في هذا السياق مؤهلة لأن تكون الوسيط بين الغرب وإيران من أجل ضمان الاستقرار العالمي والاقليمي, وهي مقتنعة بأن ذلك لن يتم الا من خلال بناء جسور الثقة وإشاعة أجواء الفهم المشترك, وهذا المنهج السلمي لا يمثل حلا للملف النووي الايراني فقط, بل يمكن انتهاجه كأسلوب لتسوية كل النزاعات والملفات العالقة علي أسس سلمية. وفي ظل المتغيرات السريعة التي تمر بها منطقتنا الآن, وشبح الأزمات الكثيرة الذي يخيم عليها ويهدد الأمن والسلم الإقليمي والعالمي, ماأحوجنا الي هذه الشخصية التوافقية التي يمكن أن تجنبنا كثير من المخاطر, وخاصة مع حالة التفاؤل التي ظهرت في حديث السلطان قابوس للقناة الأمريكية, وإيمانه الكامل بأن الاستقرار سيعود إلي المنطقة إذا التزم الجميع بهذا النهج.