قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم، السبت، إن "إسرائيل بدأت في تغيير أساليبها في التعامل مع الملف النووي الإيراني، من توجيه انتقادات علنية ضارية للإدارة الأمريكية إلى ممارسة ضغط في الخفاء بشأن المرحلة المقبلة من مفاوضات دول 5+1 مع إيران". ونقلت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى عن مسئولين أمريكيين وإسرائيليين وغربيين، قولهم إنه "عقب مرور عدة أسابيع على محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للضغط على الرأى العام الأمريكى ضد الاتفاق المؤقت الذي توصلت إليه 5+1 مع إيران فى جنيف الشهر الماضي، تسعى الحكومة الإسرائيلية الآن إلى استخدام نفوذها فى واشنطن لصياغة الموقف التفاوضي للإدارة الأمريكية". وأوضحت أن "وفدا يضم مسئولين إسرائيليين رفيعي المستوى بقيادة مستشار الأمن القومى يوسى كوهين، من المنتظر أن يزور واشنطن في الأيام المقبلة لإجراء مناقشات مفصلة مع إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما". وأضافت أن "الحكومة الإسرائيلية ترى، على الرغم من كلماتها الحادة، أن هذا الاتفاق الأخير كان أفضل من مسودة اتفاق سابق كان مطروحا على الطاولة؛ نظرا للضغوط التي مارستها على القوى الست المشاركة وتعتزم الآن مواصلة هذا الجهد بواشنطن". ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي قوله: "لا تزال وجهة نظرنا تقول إن الاتفاق الأول كان خطوة في الاتجاه الخاطئ، لكننا سنركز الآن على ما سيحدث في الشهور المقبلة". كما نقلت عن مسئولين إسرائيليين آخرين قولهم إنه "إلى جانب حوارهم مع الإدارة الأمريكية، سيواصلون التحدث مع أعضاء الكونجرس الأمريكي الذين وجه بعضهم انتقادات لاذعة لاتفاق جنيف كما يضغطون لفرض عقوبات جديدة على إيران". وأشارت الصحيفة إلى أن "أقوى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل هى "ايباك"، وتضغط لفرض عقوبات جديدة تدخل حيز التنفيذ في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي". وتابعت أنه "على الرغم من أن إسرائيل تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديدا لوجودها، فإن كثيرا من المراقبين يرون أنه سيشكل خطورة كبيرة على علاقة إسرائيل طويلة الأمد بالولايات المتحدة في حال لومها على دفع واشنطن إلى حرب جديدة في منطقة الشرق الأوسط".