بعد قرار اعتزالها، قررت الفنانة شادية دلوعة السينما المصرية، عدم الظهور في مناسبات عامة أو خاصة، ولكن يبدو أن هذه المناسبة التي جعلتها تتخلي عن هذا القرار مناسبة عزيزة عليها، ففي زفاف أحد أقاربها المقربين إليها طلت علينا قيثارة النغم العربي ليشاهدها جمهورها الحبيب بعد طول غياب.. فقد بدت في الصورة وقد تغيرت طلتها تماما فقد زاد وزنها واصبحت تميل إلى الشكل التلقليدي للمراة عندما تخبو عنها الأضواء. اسمها الحقيقي فاطمة أحمد شاكر ولدت بجي عابدين في عام 1934.. أطلق عليها لقب "شادية" الراحل الكاتب الصحفي بجريدة الأخبار عبدالفتاح البارودي.. عندما كان يترأس لجنة اختيار المطربين ..وعندما سمعها تغني وتشدو.. صاح لأعضاء اللحنة قائلاً يوجد لدينا "شادية الكلمات" مواصلاً هي بالفعل تشدو باعزب الكلمات والألحان أيضاً متابعًا لقد سميتها "شادية"... وقد كان، وغدت بالفعل شادية من أهم وأشهر مطربي العالم العربي. مثلت ما يقرب من 112 فيلمًا وعدد من المسلسلات الإذاعية تربعت على عرش السينما وأصبحت نجمة الشباك الأولى ما يقرب من 25 عامًا تالقت في جميع الادوار فقد مثلت الفتاة الشقية الحالمة في فيلم التلميذة.. وفتاة الليل في فيلم "زقاق المدق" .. ودور المرأة والأم المظلومة المطعونة في شرفها في فيلم "المراة المجهولة". ودور الزوجة التي اكتشفت خيانة زوجها المتعددة والتي أصرت أن تلقنه درسا للعدول عن هذا الطريق في فيلم "الزوجة 13"، قامت أيضا بالكثير من الأدوار المتنوعة في أفلام ليلة العيد، ظلموني الناس.. ليلة الحنة حمامة السلام، ميرامار، اللص والكلاب، شيء من الخوف، وقبل اعتزالها وقفت امام يسرا ومديحة يسري في فيلم "لا تسالني من أنا" ليكون آخر روائع اعمالها السينمائية، ولكنها أرادت أن تترك لنا بصماتها ولمساتها وانتاجها المبدع فكان ختامها مسك مع رائعتها مسرحية "ريا وسكينة" التي وقفت بها أمام عملاق الكوميديا الراحل عبد المنعم مدبولي، والفنانة القديرة سهير البابلي وأحمد بدير، ومن إخراج الراحل الفنان المخرج حسين كمال، ليقدما لنا أروع الأعمال المسرحية والتي ستظل من أهم علامات المسرح العربي. تزوجت ثلاث زيجات، الأولى وهي مازالت في بداية طريقها الفني من المهندس عزيز فتحي والتي لم تستمر طويلا نظرا للغيرة الشديدة من زوجها فقررت الانفصال حتي ييفرغ لمشوارها والمجد إلى ينتظرها.. الزيجة الثانية من الفنان عماد حمدي. واستمرت ثلاث سنوات ليعلنا انفصالهما بمنتهي التحضر ويقررا أن يظلا صدقين.. التجربة الثالثة والأخيرة كانت من الفنان الراحل صلاح ذو الفقار، حيث تم الزواج في نوفمبر عام 1967، ولم يشأ القدر أن تنجب من الثلاث زيجات.. وتعتزل الفن والحياة العامة تماما وتتفرغ للعبادة وحفظ وتجويد القرآن.