تربعت علي عرش النجومية منذ عرفها الجمهور في أدوار البنت الشقية الدلوعة منذ احترافها الغناء والتمثيل عام 1947، وحتي اعتزالها الفن في عام 1987 بعد غنائها «يا ختام المرسلين»، وظلت تبكي وهي تردد المقطع الأخير، وأدي حالي وحال جميع المؤمنين». مشوار طويل، قدمت خلالها 106 أفلام سينمائية وما يقرب من 700 أغنية ما بين عاطفية ودينية ووطنية وأطفال، وهي من مواليد 8 فبراير 1930 - بحي عابدين باسم فاطمة أحمد كمال شاكر، وهي نجلة المهندس الزراعي «أحمد كمال شاكر» مدير مزارع الخاصة الملكية بأنشاص - وهي ابنة السيدة «خديجة طاهر» التركية، قضت طفولتها ما بين مدرسة السنية الابتدائية، مدرسة شبرا للبنات. بداية المشوار دور صغير في فيلم «ازهار واشواك» عام 1947 - بناء علي ترشيح مدرس الموسيقي للمخرج أحمد بدرخان - الذي قدمها بدوره لمخرج الفيلم حسين حلمي المهندس في تلك الفترة كان المطرب «محمد فوزي» يستعد لفيلم «العقل في إجازة» كمنتج - واختار لإخراجه الماكيير «حلمي رفله» وكان يبحث عن وجه جديد للبطولة أمامه، فرشح له أحمد بدرخان «فاطمة شاكر» التي ظهرت في هذا الفيلم ولأول مرة باسم «شادية» وحقق الفيلم نجاحا غير متوقع مما جعل محمد فوزي يوقع معها عقد احتكار لتمثيل خمسة أفلام متتالية معه دون أن تمثل مع غيره، ولأن هناك علاقة قوية وصداقة عميقة تربط بين أنور وجدي ومحمد فوزي- فقد أستأذن وجدي من فوزي أن يسمح له بأن يستعير شادية لتقوم ببطولة فيلم من إنتاجه وإخراجه هو «ليلة الحنة» أمام كمال الشناوي ووافق فوزي وبدأت مرحلة الثنائيات في السينما المصرية وبدأت بين كمال الشناوي وشادية ومثلا معا 25 فيلما. وفي هذا العام 1951 حطمت شادية كل الأرقام القياسية ومثلت خلاله 14 فيلما ضاربة الرقم القياس المسجل باسم «إسماعيل يس» وهذه الأفلام هي مشغول بغيري، ليلة الحنة، السبع أفندي، سماعة التليفون، في الهوا سوا، الدنيا حلوة، عاصفة علي الربيع، القافلة تسير، حماتي قنبلة ذرية، أولادي،اشكي لمين، الصبر جميل، قطر الندي واستمر هذا النجاح أعوام 52، 53، 1954 ومثلت خلال السنوات الثلاث 34 فيلما أولها «آمال» الذي شاركتها فيه البطولة شقيقتها عفاف شاكر وآخرها فيلم «ليلة من عمري» وكان نقلة جديدة في حياة «شادية» تخلصت منه من شخصية الفتاة الدلوعة الشقية الساذجة وبدأت مرحلة النضوج الكبير. نجمة الفيلم الغنائي في فيلم «ليلة الحنة» قدمت شادية أجمل أغنيات مرحلة البداية، مثل أغنية «يا حسن يا خولي الجنينة يا حسن»، «غاب عني ليه.. يا تري»؟ من ألحان محمود الشريف، كما غنت من ألحان منير مراد، «واحد اثنين» يا دبلةالخطوبة، ما اقدرش احب اثنين، دويتو أنا وحبيبي»، ويذكر أن شادية كانت السبب في تحول منير مراد من مساعد مخرج مع أنور وجدي إلي ملحن ومعه قدمت سلسلة من الألحان الجميلة منها «أن راح منك يا عين، يا سارق من عيني النوم، القلب معاك، قلبي علي قلبي، فارس أحلامي» وتقريبا فقد مثلت شادية أمام جميع المطربين المشاهيرفي عصرها مثل محمد فوزي، عبدالحليم حافظ، فريد الاطرش، عبدالعزيز محمود، كارم محمود، كمال حسني، سعد عبدالوهاب، وشاركت من خلال أفلامها في أداء ثنائيات مع فريد الاطرش، عبدالحليم حافظ، منير مراد، كمال الشناوي. الممثلة تمردت علي دور الدلوعة واقتحمت الأدوار الصعبة مثل دورها في فيلم المرأة المجهولة، زقاق المدق، اللص والكلاب، شيء من الخوف، ميرامار، واستمرت تؤدي أدوارها الرائعة حتي آخر أفلامها «لا تسألني من أنا» إخراج أشرف فهمي عن قصة احسان عبدالقدوس، وفي عام 1985 نجح المخرج حسين كمال في اقناعها بأداء شخصية «ريا» السفاحة القاتلة صاحبة القضية المشهورة «ريا وسكينة» وأثناء عرض المسرحية توفي «طاهر» شقيقها الذي كان أقرب الاشقاء إليها - فاصيبت بحالة من الحزن والاكتئاب وقررت السفر إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية للإقامة لدي شقيقتها «عفاف» التي تعيش هناك منذ سنوات، وعقب أدائها مناسك الحج أعلنت في 25 نوفمبر 1987 اعتزالها الفن نهائيا وارتدت الحجاب. قصص الحب في حياتها كان أول أزواجها ضابط مهندس بالقوات المسلحة الذي استشهد في حرب فلسطين 1948 قبل موعد زفافها بشهر، عقد قرانها بعد ذلك علي مدرس-وبعد عقد القران طلب منها اعتزال الفن بعد إن كانت قد حققت أولي درجات الشهرة، إلا أنها رفضت وتم الطلاق. وفي عام 1953 تزوجت بالفنان عماد حمدي الذي كان يكبرها ب23 عاما ولكن هذا الزواج لم يدم أكثر من ثلاث سنوات بعده تزوجت بالكاتب الصحفي مصطفي أمين الذي كتب لها قصة فيلم «معبودة الجماهير» من إخراج حلمي رفله، وتم هذا الزواج سرا وانفصلا سرا أيضا. وفي عام 1956 عاشت قصة حب حقيقية مع فريد الاطرش - إلا أنها لم تنته بالزواج، ففي العام التالي تزوجت من المهندس الإذاعي «عزيز فتحي» وانتهي بالطلاق بعد ثلاث سنوات، وفي عام 1965 تزوجت بالفنان صلاح ذو الفقار- إلا أنها طلبت في أحد أيام أن يعود إلي زوجته الأولي أم أولاده، وبقيا اصدقاء حتي أنها قررت عدم الزواج مرة أخري. ارتداء الحجاب بعد أدائها فريضة الحج بدأت تتردد علي الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي قيل أن له دورا كبيرا في اعتزالها الفني وتفرغها للعبادة. كان أول شيء فعلته بعد ذلك إقامة مسجد أو مركز لتحفيظ القرآن الكريم ومستوصف خيري ودار لكفالة الايتام وجمعية خيرية للانفاق علي المسجد باسم والدتها السيدة «خديجة طاهر» - أيضا اشترت شقة بعمارة الأوقاف بشارع جامعة الدول العربية ووهبتها لمسجد الدكتور مصطفي محمود لتكون مركز الاشعة والتحاليل الطبية لعلاج الفقراء كصدقة جارية علي روح شقيقها محمد طاهر متعها الله بالصحة والعافية وبارك لها فيما اعطاها.