انتشرت اليوم الأحد في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا، جنوبي لبنان، قوة أمنية فلسطينية مشتركة تم تشكيلها من جميع القوى والفصائل الفلسطينية، وقوامها 50 عنصرا، بحسب مصادر فلسطينية مطلعة. وقالت المصادر إن نطاق انتشار هذه القوة يشمل مختلف أحياء وشوارع المخيم، و"لن تكون قوة عسكرية ضاربة بقدر ما هي قوة أمنية محددة المهام لحفظ الأمن والاستقرار". وأوضحت أن تلك القوة تهدف إلى "الحفاظ على النظام وتنظيم حركة الأسواق والشوارع وإزالة المخالفات والتدخل عند أي إشكال فردي منعا لتطوره". وأضافت أن "القوة تضم 20 عنصرا من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية و15 عنصرا من تحالف القوى الفلسطينية و10 عناصر من القوى الاسلامية و5 عناصر من جماعة انصار الله، بقيادة العميد أحمد النصر". وأوضحت المصادر أن تلك القوة ستمول من كافة القوى الممثلة فيها، وستتخذ من مقر لجنة المتابعة في منطقة "بستان القدس" وسط المخيم مقرا رئيسيا لها، إضافة إلى نقطتين ثابتتين عند مفترق سوق الخضار وفي منطقة عيلبون، جنوبي المخيم. وقالت إن "الأسبوعين الأولين لانتشار هذه القوة سيكونان بمثابة اختبار لمدى فعاليتها وقدرتها على الامساك بزمام الأمور، وفي حال نجحت فستكون قابلة لتطوير وتعديل مهامها بما يعزز استقرار المخيم بشكل دائم". ويشهد مخيم "عين الحلوة"، وهو أكبر المخيمات للاجئين الفلسطينيين في لبنان، من وقت إلى آخر توترا أمنيا بين حركة التحرير الوطني (فتح) وتنظيمات إسلامية توصف بالمتشددة. من جانبه، قال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في المخيم اللواء صبحي أبو عرب في تصريح لصحفيين اليوم الأحد: "أجمعنا على تدعيم القوة الأمنية الموجودة وتعزيزها حتى نخفف عن شعبنا وأهلنا والموجودين داخل المخيم". وتابع بقوله: "هناك 100 الف نسمة في المخيم (..) وكلنا اجتمعنا من اجل مصلحة المخيم وأمنه واستقراره". من جهته، قال أمين سر القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب في تصريح له الأحد: "اليوم تتجلى وحدة كافة القوى الفلسطينية في المخيم ويظهر حرص الجميع على الامن والاستقرار". وعن الاتهامات لمخيم "عين حلوة" بأنه يأوي "جبهة النصرة" (السورية التي يعتبرها البعض متشددة) وتنظيم القاعدة، قال خطاب: "هذه شائعات الواقع يكذبها فلم يخرج من عين الحلوة لا سيارات مفخخة ولا عمليات امنية هنا او هناك". واعتبر أن "تلك الأكاذيب تستهدف تشويه صورة المخيم لإعطاء مبرر لقوى خارجية لضرب المخيم ولتهجير الفلسطينيين من المخيمات إلى خارجها". وكانت لجنة المتابعة للقوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية في مخيم عين الحلوة قررت في ختام اجتماعها مساء أمس السبت تنفيذ خطة انتشار القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيم، اعتبارا من صباح اليوم الأحد في كافة نقاط الانتشار المحددة في الخطة التي اقرتها اللجنة. ودعت اللجنة أهالي المخيم ولجان الأحياء وكافة الفعاليات الاجتماعية إلى التعاون مع قيادة القوة الأمنية المشتركة في تنفيذ مهامها ضمانا لاستقرار امن المخيم والجوار.