علي وقع الاشتباكات الجارية بين الجيش اللبناني والتنظيم المسمي فتح الإسلام وفي اشارة الي ان الوضع الامني في لبنان اصبح اكثر تعقيدا ،وقع الانفجار -الرابع من نوعه الذي يهز لبنان منذ العشرين من مايو الماضي- ،حينما هز انفجار حي مسيحي في ضاحية بيروتالشرقية ،وأصيب فيه مالايقل عن سبعة أشخاص في انفجار وقع في أتوبيس للركاب بمنطقة سد البوشرية بشرق بيروت في حافلة كانت متوقفة قرب كنيسة مارتقلا، ولم تكن تحمل اي ركاب، وقد أدي الإنفجار إلي تدمير الحافلة بصورة كلية، بالإضافة إلي إلحاق أضرار بواجهة مركز تجاري قريب ،بينما ارتفع عدد المصابين في الإنفجار إلى اثني عشر جريحا فضلا عن خسائر مادية كبيرة. وهذا الانفجار هو الأول في يونيو الجاري، بعد ثلاثة انفجارات شهدها لبنان في مايو الماضي، استهدفت مركز ABC التجاري في منطقة الأشرفية في الشطر الشرقي من العاصمة بيروت، وشارع فردان الراقي في شطرها الغربي، ومنطقة عاليه في جبل لبنان. و فى الوقت نفسه دخل مخيم عين الحلوة علي خط المواجهات مع الجيش اللبناني،فى أحداث شهدتها لبنان أمس احتوت تصاعدا وتطورات خطرة أفرزت مخاوف ونذر بتوسع الاشتباكات والتفجيرات وفتحها على مصراعيها وفي كافة الاتجاهات.فوسط مخاوف من انتقال المعارك إلي مخيمات أخري،دخل الصراع بين الجيش اللبناني، ومقاتلي فتح الاسلام و جند الشام مرحلة جديدة تهدد بإغراق لبنان في حالة عدم الاستقرار علي المدي الطويل، مع دخول تنظيم جند الشام أمس علي خط المواجهات للمرة الثانية بعد ساعات معدودة من توقف اشتباكات اندلعت مساء أمس الأول في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، مما أدي إلي مقتل جنديين من الجيش، ومسلحين من التنظيم.
وتأتي اشتباكات عين الحلوة كمحاولة لفتح جبهة جديدة في الجنوب ضد الجيش لتخفيف الضغط علي مقاتلي فتح الإسلام في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في الشمال.وكان الرجل الثاني في تنظيم فتح الإسلامالمدعو أبوهريرة قد هدد في تصريحات له ، بعد ساعات قليلة من الاشتباكات،بنقل القتال من' نهر البارد' الي' عين الحلوة'.. وكانت مصادر مطلعة قد نفت أنباء عن مصرع أبوهريرة، مؤكدة اصابته، في حين لقي المدعو أبوعائشة وهو الحارس الشخصي لشاكر العبسي زعيم فتح الإسلام مصرعه.
ويلاحظ المراقبون أن أمس4/6 وهو اليوم السادس عشر للقتال بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الاسلام» الاصولي ، قد حمل مؤشرات قوية الى إمكانية إتساع رقعة المواجهة، وامتدادها من مخيم نهر البارد في شمال لبنان الى اكثر من مخيم فلسطيني في غير منطقة لبنانية. لكن الجيش الذي تعرض احد حواجزه قرب مخيم عين الحلوة (شرق صيدا) لاعتداء من قبل عناصر تنظيم «جند الشام» مساء اول من امس، رد بقوة نارية لم يتوقعها المسلحون الاصوليون في حي التعمير الملاصق لعين الحلوة، بما في ذلك المدفعية الثقيلة التي احدثت دماراً في هذا الحي الذي جعل منه الاصوليون معقلاً لهم. وذلك في الوقت الذى ساد فيه هدوء حذر في الساعات الماضية بمخيم نهر البارد شمال لبنان بعدما شهد اشتباكات متقطعة بمختلف الأسلحة بين عناصر تنظيم فتح الإسلام والجيش اللبناني. وقال متحدث عسكري لبناني إن الجيش يسيطر على مداخل المخيم الثلاثة ويستمر في ملاحقة المسلحين. وعلى صعيد الوضع العسكري في مخيم عين الحلوة قرب صيدا، افاد المراسلين انه على الرغم من الهدوء الحذر الذي عاشته امس المنطقة المحيطة بهذا المخيم بعد ليل من المواجهات العنيفة بين الجيش اللبناني وعناصر «جند الشام» والتي استخدم فيها الجيش للمرة الاولى المدفعية الثقيلة من مرابض بعيدة عن ساحة القتال، بدا ان جبهة مخيم نهر البارد انتقلت بكامل تداعياتها الى محيط مخيم عين الحلوة: تعزيزات عسكرية للجيش وحشد من الاعلاميين وكاميرات الفضائيات التلفزيونية تحضيراً، ربما، لتغطية تطورات خطيرة هناك. وقد عمد الجيش الى ابعاد الاعلاميين الذين اخضعوا لاجراءات مشددة عند محاولتهم الدخول الى عين الحلوة.
وكان ليل الاحد الاثنين4/6 والساعات الأولى من فجرنفس اليوم شهدت إشتباكات عنيفةوذلك بعد أن كانت الاشتباكات اندلعت مساء الاحد عقب القاء قنابل يدوية على حواجز الجيش في محيط المخيم.، حيث خاض عناصر الجيش اللبناني معركة يجمع كثيرون على وصفها بأنها الأعنف في هذه المنطقة منذ العام 1991. وقد استخدم الجيش وللمرة الاولى مرابض المدفعية الثقيلة البعيدة عن ساحة المواجهة لدك مواقع عناصر «جند الشام» والمنازل التي كانوا يحتمون فيها . وافادت معلومات ميدانية ان الجيش تمكن من إنهاك مسلحي «جند الشام» الذين تختلف التقديرات حول عددهم، وعقب توقف الإشتباكات صباح أمس، نشطت المعالجات على اكثر من صعيد فلسطيني داخلي وفلسطيني لبناني، لاسيما بعدما بدا ان الجيش وجه، عبر القصف المدفعي العنيف، رسالة قوية تشير الى انه لن يتساهل حيال تمادي العناصر المسلحة في الاعتداء عليه وعلى كرامة جنوده. ولعل البارز على مستوى الاتصالات زيارة وفد كبير يضم كل الاطراف الفلسطينية الى ثكنة الجيش اللبناني في صيدا واللقاء المطول الذي عقده مع مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العقيد عباس ابراهيم الذي تبلغ من الوفد التوصل الى تفاهم فلسطيني فلسطيني لضبط الامور وضبط عناصر «جند الشام» من خلال تشكيل قوة امنية فلسطينية مشتركة تضم عناصر من «عصبة الانصار» الاسلامية وقوى وعناصر تدور في الفلك الاسلامي.. وهى العملية التى إنتقدها نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ،الذى أشار الى أن اللبنانيين كانوا يطالبون في السابق بتوقيف عناصر "عصبة الانصار" المشتبه في إرتكابهم جريمة قتل القضاة اللبنانيين الأربعة في مدينة صيدا.ومشدداً على أنه لاحل الا بحكومة الوحدة الوطنية، محذرا من إضاعة الوقت بمعالجات أمنية وعسكرية ،وداعيا الى حماية المؤسسات العسكرية والأمنية وتضحياتها الكبيرة بالوفاق الوطني. في المقابل،أكد سلطان أبوالعينين ممثل حركة' فتح' بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداد الفصائل الفلسطينية لمنع انتقال المعارك بين الجيش والأصوليين المتطرفين في نهر البارد في شمال لبنان الي مخيمات أخري.. وقال تعمل جميعا كل الفصائل الفلسطينية بقوة لمنع اعتداء المشاغبين علي الجيش واتخذنا إجراءات عسكرية حول حواجز الجيش في عين الحلوة لمنع الاعتداء عليها.وأوضح أن ذلك يتم بالتنسيق مع الجيش، وقال سنعمل بكل قوة ولو استعملنا السلاح لمنع أي فتنة بين الجيش والشعب الفلسطيني.
وذلك فى الوقت الذى أشارت فيه التقارير الى أنه تم التوصل الى إتفاق على خطة لانتشار الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة تهدف الى سحب فتيل التفجير ومنع تجدد الاشتباكات، ومنع أي تسلل أو إعتداء على الجيش اللبناني، على أن يبدأ تطبيقها في غضون الساعات المقبلة. وتقضي الخطة بتقسيم المخيم الى ستة محاور ومربعات أمنية على أن تحمل كل مجموعة من القوى التي وقع عليها الاختيار مسئولية الأمن كاملا في محورها أو المربع الأمني الذي إنتشرت فيه وسيكون المحور الأكثر حساسية حيث تتواجد عناصر جند الشام خاصة أن هذه المحاور على تماس مباشر مع المناطق التي ينتشر فيها الجيش اللبناني بعدالاشتباكات الاخيرة. وكان اجتماع قد عقد في صيدا في حضور ممثلي الاحزاب اللبنانية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وتحالف القوى الفلسطينية والاسلامية (التي هي خارج المنظمة)، وأصدر المجتمعون بياناً دانوا فيه الإعتداء على الجيش ودعوا الى وأد الفتنة والى معالجة سريعة لما يجري في مخيم نهر البارد من خلال وضع حد نهائي ل «فتح الاسلام». وعلى الصعيد السياسي الداخلي، حذر الرئيس اللبناني العماد إميل لحود من تكرار الاعتداءات علي الجيش اللبناني أو محاولة نقلها من مكان الي آخر.. وقال أن إستهداف الجيش اللبناني والاعتداء عليه يخدم أعداء لبنان وفي مقدمتهم اسرائيل ،ومن جانبه دعا رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" وليد جنبلاط الى وقفة موحدة خلف الجيش بعيداً من الخلافات السياسية العنيفة، وامتدح جنبلاط دعوة مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي الى تنظيم العلاقات اللبنانية – الفلسطينية. كما ربط وزير الإعلام اللبناني غازي العريضي بين إعتداء سد البوشرية والمعارك الدامية في مخيمي نهر البارد وعين الحلوة في شمال لبنان وجنوبه. وحول تداعيات هذه الأحداث على المجتمع الدولى ،أطلقت وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، مناشدة عاجلة لتقديم ملايين الدولارات لمساعدة المهجرين الفلسطينيين الفارين من القتال في مخيم نهر البارد. وقالت الوكالة إنها تطالب بتقديم اثني عشر مليونا وسبعمائة ألف دولار لتأمين احتياجات ضرورية لآلاف المهجرين الفلسطينيين.
ومن ناحيته أيضاً أعلن البيت الابيض الاثنين ان الولاياتالمتحدة تدرس احتمال زيادة مساعداتها العسكرية الى لبنان حيث يخوض الجيش اللبناني مواجهات مع مجموعة فتح الاسلام في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان.وكانت موازنة الادارة الاميركية للمساعدة العسكرية للبنان محددة بخمسة ملايين دولار في 2005. وابلغت الادارة في 25 مايو الكونجرس نيتها الإفراج عن مساعدة طارئة بقيمة 30,6 مليون دولار للجيش اللبناني من الذخائر والشاحنات وقطع غيار لمروحيات وآليات.
وبينما تفتعل جهات مشبوهة الاقتتال على الأراضى اللبنانية، يدعو العقلاء من الجانبين اللبنانى والفلسطينى إلى رص الصفوف وتوحيد الموقف، بهدف الحفاظ على العلاقة الأخوية الفلسطينية اللبنانية التى يجب أن تكون وطيدة دائماً.