نهى زكريا تكتب: العلاج بالحب

مع أحداث سريعة الانتشار لعالم قابل للانتهاء في ثوانٍ، طبيعي جدًا أن يصيبنا القلق والتوتر، وإذا أصابك مرض نفسي فلا تخجل فهذا يعنى أنك مازلت تحتفظ بجزء من إنسانيتك، فالنفس تمرض مثل باقي أعضاء الجسد، وكيف لا نمرض نفسيا وقد ولدنا بنقاء ماء زمزم وبياض ثلوج سكنت قمم الجبال لنتفاجأ بحياة شاركت النفس الأمارة بالسوء الشيطان في الكثير من أحكامها وفي مجتمعنا الشرقي من النادر أن يعترف المواطن بالمرض النفسي وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص المرض النفسي على أنه سحر.
والإحصائيات تقول إن هناك مليار مريض نفسي في العالم.
وما يحدث هذه الأيام من صراعات ليست بجديدة على العالم فالحرب العالمية الأولى 1918 وصفت وقت حدوثها "الحرب التى ستنهي كل الحروب"، وتم جمع أكثر من 70 مليون عسكري، لقي أكثر من تسعة ملايين مقاتل وسبعة ملايين مدني مصرعهم، وأيضا عامل مساهم في عدد من جرائم الإبادة الجماعية والإنفلونزا الإسبانية عام 1918، الذي تسبب في ما بين 50 و 100 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم
وأيضا الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى وقوع ما بين 50 و 85 مليون قتيل حسب التقديرات؛ غالبيتهم من المدنيين مات عشرات الملايين من الناس بسبب الإبادة الجماعية بما في ذلك الهولوكوست.
والفرق بين اليوم والأمس هو سهولة متابعة لأخبار بل ومشاهدتها فكان من الطبيعي أن تصاب النفس بالمرض
وعلاج النفس ليس بالأدوية فقط ولكن ممكنا أن نعالجها بالحب وكنت أعتقد أن الحب مجرد مشاعر لا يمكن للعلم أن يكتشفها ولكن الحقيقة أن للحب هرمونا ويعرف باسم الاكسيتوسين (Oxytocin)، وهو يرتبط بالعديد من المشاعر ويؤثر بشكل كبير على مشاعر الأمومة والأبوة وعلى بناء العلاقات الإنسانية ويتم إنتاج هرمون الحب في منطقة ما تحت (المهاد) في الدماغ، ثم ينتقل من هناك إلى الغدة النخامية التي تفرزه إلى الجسم، وعادة ما تكون نسبته أعلى لدى المرأة، وهو يساعد الأم على تحفيز الولادة وتسهيلها، وذلك عبر تحفيز انقباض عضلات الرحم وتحفيز إنتاج هرمونات أخرى مساعدة، وتحفيز تقلص الرحم بعد الولادة وعودته إلى حجمه الطبيعي.
كما أنه يؤدي بصفة عامة إلى الشعور بالثقة، الاسترخاء، والتوازن النفسي. وله تأثير إيجابي عند استخدامه كعلاج في بعض حالات التوحد.
وقد تحول هذا الهرمون إلى علاج ظهرت عدة استخدامات له كدواء، مثل استعماله كحقنة لتخفيف آلام المخاض ووجع الولادة وتخفيف النزيف الحاصل بعد الولادة أو الإجهاض، وعلاج مفيد بشكل خاص للأطفال المصابين بالتوحد، وعلاج القلق، علاج الفوبيا والرهاب، تسريع شفاء الجروح، الحماية من الجروح الداخلية في الأمعاء خلال العلاج الكيماوي، وعلاج محتمل لمرض القولون العصبي.
إلى الذين يخشون على أنفسهم من المرض النفسي عالجوا أنفسكم بالحب ولكن تذكروا قول الإمام علي ابن أبي طالب (أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما) فكثرة الماء تُميت الزرع مثل قِلتُها تماما.