عانت الأسواق بجميع دول العالم من أزمات كبيرة بسبب الركود والتضخم نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في 24 فبراير 2022 وألقت بظلالها سلباً على جميع دول العالم، خاصة على الأسواق الغربية. كما قالت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية والتي تضم 38 دولة متقدمة، إن تكلفة الحرب الروسية الاوكرانية على الاقتصاد العالمى تقدر ب 2.8 تريليون دولار بنهاية عام 2023، كما توقع صندوق النقد الدولى انخفاض معدل النمو الاقتصادى العالمى في 2023 إلى نحو 2.8%، خُفضت بعد ذلك إلى 2.2%، وهناك احتمالات للمزيد من الارتفاع في 2024. ومع ارتفاع حدة الصراع بين الدول الغربية والكتلة الشرقية قررت بعض الدول التخلي عن الدولار الذي يمثل السلعة العالمية التي يتعامل بها الجميع شرقاً وغرباً. أكبر انهيار للدولار الأمريكي حدثت أزمة كبيرة عندما انهار بنك "سيليكون فالي"، والذي يحتل التصنيف رقم 16 كأكبر البنوك فى الولاياتالمتحدة، مما أدى إلى تدخل السلطات الأمريكية، ووصف أن ما حدث هو أكبر انهيار لبنك أمريكى منذ عام 2008، وبعدها بيومين، قامت السلطات بإغلاق بنك سيجنيتشر فى نيويورك، وقالت بى بى سى إن السلطات الأمريكية تدخلت لضمان ودائع العملاء التى تتجاوز الحدود المعتادة 250 ألف دولار، سعيا لتفادى المزيد من عمليات سحب الودائع البنكية، لكن التقلب ظل مستمرا فى الأسواق المالية. ووصفت بى بى سى بأن ذلك هو علامة على اضطراب النظام المصرفى، حيث سجل الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى زيادة هائلة فى حجم الإقراض الطارئ للبنوك، إذ بلغت قيمته 318 مليار دولار فى شكل قروض مستحقة في شهر مارس 2023 مقارنة ب15 مليار فقط دولار، وشمل ذلك ما يقرب من 12 مليار دولار عُرضت من خلال صندوق تأسس فى أعقاب انهيار بنك "سيليكون فالى". وقال بول أشوورث، كبير الاقتصاديين فى أمريكا الشمالية لدى مؤسسة "كابيتال إيكونوميكس"، إن حجم الزيادة فى الإقراض الطارئ للاحتياطى الفيدرالى يؤكد أن هذه أزمة خطيرة للغاية تواجه النظام المصرفى، محذرا من آثار كبيرة على الاقتصاد الحقيقي. وقالت شبكة CNN الأمريكية، إن الولاياتالمتحدة ستواجه أزمة اقتصادية ذات أبعاد غير مسبوقة عندما يتوقف الدولار عن السيطرة على السوق العالمية، مشيرة إلي أن الدولار الأمريكي يواجه الانهيار. وقالت CNN إن الازمة الروسية الاوكرانية خلقت إلى جانب نهج المواجهة المتزايدة لواشنطن تجاه بكين، عاصفة كاملة تعمل فيها كل من روسياوالصين على تسريع جهود التنويع بعيدًا عن الدولار، وأضافت نقلاً عن بيان للمستثمر روشيرا شارما، أن الدولار الأمريكي يضعف بدلاً من أن يرتفع كما كان من قبل على غير العادة. وأوضحت أنه إذا كانت العملة الأمريكية تفقد قوتها حقًا، فيجب أن يبدأ القلق لدى مواطني الولاياتالمتحدة، لأن واشنطن لن تتخلى عن العادات الجيوسياسية السيئة من منظور أمريكي للعالم، وقالت إن "البيت الأبيض معتاد على الإنفاق الزائد، ولا يهتم بنمو العجز: فقد نما الدين العام للبلاد ما يقرب من خمس مرات على مدار العشرين عامًا الماضية، وأنقذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الاقتصاد الأمريكي مرارًا وتكرارًا. اليوان والدولار الصين تستورد من الامارات بالعملة الوطنية تساءل الإعلامي أحمد موسى، عن إمكانية دفع أمريكا ثمن هيمنتها على العالم عبر الدولار؟ بالإضافة إلى تأثير ذلك على ما شهده العالم خلال السنوات الثلاثة الماضية، مؤكدًا أن الإجابة هي نعم. وذكر احمد موسى خلال تصريحات اعلامية عبر قناة "صدى البلد"، خبر بورصة شنغهاي للبترول الذي أفاد باستيراد الصين 65 ألف طن غاز مسال من الإمارات، ودفع ثمنه باليوان الصيني؛ وهو الأمر الذي يتم لأول مرة بين الدولتين، موضحا أنه حان الوقت لكسر هيمنة الدولار، لافتًا إلى أن أمريكا تريد أن يموت العالم أجمع، وأن ينهار من أجل مصلحتها؛ فهي تبحث عن مصلحة 300 مليون مواطن أمريكي فقط؛ ولا يعنيها حياة 8 مليار إنسان. وتابع: أن أمريكا تقوم برفع سعر الفائدة؛ من أجل جذب الاستثمارات إليها، ولا يعنيها انهيار العملات الوطنية للدول الأخرى؛ بسبب التضخم، مشددا على أن الصين تعمل على وضع عملتها الوطنية في تعاملاتها مع دول العالم، كما أن الدول الخمس الكبرى في العالم قرّرت التخلي عن الدولار والتعامل بعملاتها الوطنية في العمليات التجارية حول العالم. وأكد، أن ما فعلته الصين هو البداية الحقيقية للتصدي للدولار الأمريكي، مشيرًا إلى أن واشنطن تتحكم في العالم بعد الحرب العالمية الثانية من خلال عملتها (الدولار)، لافتا إلى أن القوي يبحث عن مصلحته فقط؛ ولا يعنيه أن يشهد العالم أي دمار أو خراب، الأمر الذي يتجلى في سيطرة أمريكا على العديد من الدول، وتدميرها اقتصاديًا، مشددًا على أن ما قامت به الصين؛ بعد تعاملها باليوان مع الإمارات؛ هو الحل السحري للتصدي لهيمنة الدولار. الروبل والدولار اتجاه عالمي لانهاء الدولرة يذكر أن هناك عدد من الدول اتجهت بالفعل للتعامل بالعملة الوطنية لها مثل الصينوروسيا، حيث أن التجارة في روسيا تكون بالروبل، والصين باليوان وتسوية التعاملات بين البلدين تتم بالعملات المحلية وكذلك مع عدد من شركائهما التجاريين حول العالم، كما أعلن البنك المركزي الروسي في وقت سابق البدء في تحديد أسعار الروبل مقابل مجموعة من العملات الأجنبية من بينها الجنيه المصري، كعملات تبادل تجاري. كما أن البرازيل والأرجنتين يعتزمان مناقشة تبني عملية موحدة، لتقليص الاعتماد على الدولار الأميركي في تعاملاتهما المالية، في خطوة تأتي للتخلي عن الدولار. أزمة عالمية جديدة قال الخبير الروسي في مجال الصناعة والطاقة، ليونيد خزانوف، إن الاقتصاد العالمي قد يكون على وشك أزمة عالمية جديدة، لذا فإن المخاوف من ضياع عقد من الزمان لها ما يبررها. وأضاف أن أزمة الطاقة في أوروبا والصين بدأت في عام 2021 عنما ارتفعت أسعار الطاقة، ثم تحولت فيما بعد إلى أزمة عقوبات مرتبطة بروسيا، مشيراً إلى وجود أزمة مصرفية حالياً ، ونتيجة لذلك يؤدي ذلك إلى تراخي الاقتصاد العالمي. وأوضح الخبير الروسي أن في الوضع الحالي، يمكن أن يكون التطور الإضافي للأحداث أي شيء، من انخفاض دخل السكان إلى إفلاس هائل للبنوك الغربية. وأستكمل "بالنسبة لمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي في نهاية العام عند 2.2%، هناك فرص. أعترف أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي سيكون أقل من ذلك: في مكان ما حول 1-1.5% ، هذا في أفضل حالاته إذا كان من الممكن إبطاء الأزمة المصرفية في الغرب".
أسعار صرف العملات.. الدولار ب30.83 جنيه والدينار يتخطى ال100 استقرار الدولار أمام الجنيه في مستهل التعاملات اليوم