تجيب دار الإفتاء المصرية: نوَّه القرآن الكريم والسنة النبوية في أكثر من حديث بفضل ليلة القدر فقال تعالى : " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ " (القدر 001-005). وقال صلى الله عليه وسلم :" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". وقد أُبهمت هذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان ، لكي يتحراها المسلمون في هذه الأيام بمضاعفة العبادة وكثرة الدعاء ، وقد ضرب النبي صلي الله عليه وسلم المثل في الاجتهاد في التعرض ليلة القدر فكان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان يحيي الليل كله وكان يوقظ أهله ويشد مئزره .. وكان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره ويجتهد في العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيرها. والأحاديث الواردة في شأن هذه الليلة تشير إلى أنها في العشر الأواخر من رمضان خاصة في السبع الأواخر منه ، وأنها تكون في الليالي الوتر ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن نفراً من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال صلى الله عليه وسلم: " أرى رؤياكم قد توطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرّها في السبع الأواخر .. وتقول عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان . ويقول : تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان " وعن عائشة أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان " . وبعض المدققين من العلماء يقول : إن ليلة القدر تطلق على ليلتين ليلة يقول فيها الله تعالى : " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ "(الدخان 003-005). وهذه هي الليلة التي نزل فيها القرآن جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك متفرقاً . وهذه الليلة ليست بالضرورة من ليالي شهر رمضان .. وإن اتفق أنها كانت كذلك عند نزول القرآن ، وليلة خاصة بشهر رمضان وهي التي تلتمس في أوتار العشر الأواخر منه ولا تخرج منها .. ومن قصد الليلة الأولى قال : هي في كل السنة ومن قصد الثانية قال : هي في العشر الأواخر من رمضان . ويكون إحياء ليلة القدر بكل أنواع العبادة من صلاة وذكر وتلاوة للقرآن وإيمان واستغفار وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من المغرب إلى طلوع فجرها الصادق بقدر الطاقة .