محافظ القاهرة الدكتور عبد القوي خليفة أكد محافظ القاهرة الدكتور عبد القوي خليفة، أن غياب رؤية مستقبلية للقاهرة تسبب في ظهور عشوائيات الاسكان والمرور وكافة الخدمات المقدمة للمواطنين مثل رغيف الخبز واسطوانات البوتاجاز. وأكد المحافظ على ضرورة وضع رؤية مستقبلية لمواجهة المناطق العشوائية في القاهرة التي يبلغ عددها نحو 111 منطقة، منها 24 منطقة غير آمنة وتمثل خطورة على حياة ساكنيها، مشددا على ضرورة تضافر كافة الجهود للقضاء عليها من خلال مشاركة مؤسسات المجتمع المدني والشباب لتحديد جداول زمنية لتنفيذ المخطط الشامل لتطوير القاهرة. وأوضح خليفة، خلال الندوة، التي نظمتها محافظة القاهرة بمشاركة مجموعة من المتخصصين ومسئولى صندوق العشوائيات، أن المحافظة تتبع أربعة محاور للتخلص من العشوائيات تتمثل في التعامل مع مناطق الخطورة الداهمة التي تشكل خطورة على حياة المواطنين من خلال التنسيق مع وزارة الإسكان لتوفير مساكن جديدة وتعيد المحافظة تسكين المواطنين بها بعد إمدادها بكافة المرافق والخدمات. وقال خليفة إن المحور الثاني يتمثل في التعامل مع العشوائيات الآمنة ، حيث تسعى المحافظة إلى تطوير شبكات المرافق بها دون الحاجة إلى نقل سكانها إلى مساكن أخرى، كما يولي المحور الثالث أهمية لإعادة تأهيل المواطنين بالمناطق العشوائية وإيجاد فرص عمل مناسبة لهم، بينما يتمثل المحور الرابع في محاولة إغلاق باب الهجرة من المحافظات الأخرى إلى القاهرة نظراً لأن أغلب المواطنين بالمناطق العشوائية وفدوا من محافظات أخرى وفقاً للمسح الذي أجرته المحافظة. وفي سياق متصل، أرجع مستشار المحافظة للتخطيط العمرانى، الدكتور سامح العلايلي، أستاذ التخطيط العمراني، ظهور المناطق العشوائية إلى نقص موارد الرزق بالمحافظات الأخرى، الأمر الذي دفع سكانها إلى الهجرة للمناطق الحضرية مثل القاهرة والإسكندرية، مشيراً إلى أن سكان العشوائيات لم يعد لديهم الرغبة في تطوير حياتهم. واستعرض العلايلي، ركائز الاستراتيجية المقترحة لمواجهة ظاهرة العشوائيات والتي تعتمد على خلق مراكز عمرانية انتاجية في مجالات الزراعة الحديثة والصناعات الصغيرة والمتوسطة والحرف اليدوية في مواقع أخرى خارج الوادي والدلتا لاستقطاب الأجيال الشابة من سكان العشوائيات والباحثين عن فرص افضل للحياة لتحقيق طموحاتهم، وتوظيف نتائج الأبحاث العلمية في مختلف مجالات التعامل مع الصحراء، وتنفيذ برامج تدريب وتأهيل القاعدة البشرية في المناطق المهمشة والمحرومة للعمل في مشروعات التنمية في المجتمع الجديد. من جانبه، قال مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، إن مشكلة العشوائيات بدأت مع الثورة الصناعية في أوروبا، لذا لابد من الإستفادة من تجارب الغير لمواجهة الظاهرة، مشيراً إلى أن المشكلة أكبر مما نتصور وينبغي على المجتمع المدني القيام بدور واضح لحلها. من ناحيته، أكد محافظ الجيزة، الدكتور علي عبد الرحمن، أن الهجرة من محافظات الصعيد إلى الجيزةوالقاهرة تسببت في ظهور العشوائيات بكثافة بالقاهرةوالجيزة، نظراً لتعدد فرص العمل ومصادر الرزق بهما، مشددا على ضرورة تضافر جهود كل مؤسسات الدولة لحل هذه المشكلة المتفاقمة. بينما رأى محافظ القليوبية، الدكتور عادل زايد، أن عشوائية الفكر هي سبب رئيسي في ظهور المناطق العشوائية لأنها تتسبب في عشوائية الحلول لمواجهة العشوائيات. من جانبه، طالب الدكتورعلي رأفت، أستاذ العمارة بجامعة القاهرة، بإيقاف إنشاء المباني العامة في القاهرةوالجيزة لأنها تزيد من تدفق المواطنين من المحافظات الأخرى عليها، وبالتالي زيادة عدد المناطق العشوائية. وقال رأفت إن تخطيط المدن لابد أن يخدم كل طبقات المجتمع، ولا يقتصر على طبقات بعينها.