قال الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين أن تعامل المسلمين الصادقين مع كل مواقف الحياة ومع طوائف البشر يجب أن يكون بُغْيَة الهداية والإصلاح لكل الناس، وأن نثبت على ديننا ومبادئنا ونتجرَّد عن الهوى، وفي الوقت نفسه لا نحمل حقدًا، ولا نجادل أحدًا إلا بالحسنى. وأضاف المرشد في رسالته الأسبوعية التي حملت عنوان " تَحْوِيلُ القِبْلَة.. وَمُخَالَفَةُ الْهَوَى" :" ما قدَّر الله أن نتحمله من أعباء ومسئوليات هي ليست مغانم بل مغارم، فنحن نتحمل المسئولية نيابة عن الناس ونحمل الخير للناس، كما وصفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كالنَّحْلَة تتعب وتجمع الرحيق من كل الزهور، وتخرج عسلا غذاء وشفاء للناس، بل نبغي الهداية والخير لكل الناس وهذه هي مسئولية الدولة المسلمة عن جميع رعاياها مهما اختلفت توجهاتهم، عدلاً ورحمة للجميع". وتابع بديع:" حادثة تحويل القبلة لم تكن حدثًا عاديًّا عَبَر بالأمَّة المسلمة، بل كان نقطة تحول كبيرة، اُختبِر فيها المؤمنون ومن حولهم من المنافقين واليهود الذين جاوروهم في المدينة بعد الهجرة ولقد كانت الجماعة المؤمنة في مكة قبل الهجرة جماعةً مُنتقاة، اختارهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فردًا فردًا، رجالاً ونساءً ورغم الكيد والمكر والسخرية والاستهزاء والاضطهاد والتعذيب الذي استمر ثلاثة عشر عامًا خرج أعظمُ جيلٍ عرفته البشرية خُلُقاً وعَزْمًا، طُهْرًا ونقاءً، صفاءَ عقيدة وسُموَّ سلوك صلةً بالله لا تنقطع، وامتثالاً لأمر الله بغير تردُّد، وثبات على دين الله مهما بلغ العنت والإرهاق". وأشار بديع إلي أن اليهود كانوا يظنون أن نبي آخر الزمان سيأتي منهم لينصرهم على من خالفهم من المشركين، وكانوا يشعلون الحروب ويثيرون الجدل والخلاف بين الأوس والخزرج، فلما جاء النبي الخاتم من غيرهم أكل الحسد والحقد قلوبهم، رغم يقينهم أنه النبي الخاتم مضيفاً:" أمام هذا التنوع والاختلاف، كان على رسول الله والمجتمع المسلم الناشئ أن يتعامل مع كل طائفة بما يناسبها وبالحكمة والموعظة الحسنة، فاستمرت الدَّعوة المباركة تسمو بمجموع أهل المدينة وترتقي بهم، وتُنَظِّم الشريعة أحوالهم ومعيشتهم وعُقِدت العهود مع كل قبائل اليهود للتعايش وحفظ الحقوق وعومل المنافقون حسب ظواهرهم مع استمرار الوعظ والتبليغ". وطالب بديع المؤمنين بدوام التذكير بوجوب الطاعة، والاستجابة في المنشط والمكره، وعدم اتباع الهوى ومقارعة الحُجَّة بالحُجَّة، مع أخذ الحذر من المخالفين في العقيدة وتجنُّب أراجيفهم؛ لأنهم لن يرضوا عنا أبدًا.