«بديع»: مسؤولياتنا «مغارم» نتحملها نيابة عن الناس ونحمل لهم «الخير»

قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن ما يتحمله «الإخوان» هو «مغارم وليست مغانم»، مؤكدًا أنهم يتحملون المسؤولية نيابة عن الناس ويحملون الخير لهم، بحسب قوله.
وعرض، في رسالته الأسبوعية، الخميس، لحادث «تحويل القبلة» وما تبعه من جدال من قبل يهود المدينة وتعامل النبي محمد معه، مشيرًا إلى ضرورة أن «نستخلص العِبْرة ونُصَحِّح المسار ونتعلم كيف يكون التعامل مع كل طوائف المجتمع، كلٌّ حسب موقعه ومواقفه، وأنه قد يتغير الأسلوب حسب الظروف والأحوال والمواقف، حتى من صفته الغدر ونقض العهد».
وطالب «بديع» بأن يكون المنهج المتبع مع الطوائف المختلفة هو: «أن يكون مع المؤمنين دوامًا للتذكير بوجوب الطاعة والاستجابة في المنشط والمكره وعدم اتباع الهوى، بل مقاومة الهوى».
وحذّر «بديع» من غير المسلمين، بقوله إن التعامل مع «المخالفين في العقيدة» يكون ب«مقارعة الحُجَّة بالحُجَّة، مع أخذ الحذر منهم وتجنُّب أراجيفهم؛ لأنهم لن يرضوا عنا أبدًا»، مستدركًا «هذا مع العدل بينهم وعدم ظلمهم أو انتقاص حقوقهم، ولا ننسى أن هناك من تبيَّن له الحق واستجاب لدعوة الله عز وجل من كبار أحبارهم وعلمائهم ورهبانهم».
وأضاف: «هكذا يكون تعامل المسلمين الصادقين مع كل مواقف الحياة ومع كل طوائف البشر، بُغْيَة الهداية والإصلاح لكل الناس، نثبت على ديننا ومبادئنا ونتجرَّد عن الهوى، وفي الوقت نفسه لا نحمل حقدًا ولا نجادل أحدًا إلا بالحسنى ولا ننافس أحدًا في لُعَاعات الدنيا».
وتابع «بديع»: «حتى ما قدَّر الله أن نتحمله من أعباء ومسؤوليات هي ليست مغانم بل مغارم، فنحن نتحمل المسؤولية نيابة عن الناس ونحمل الخير للناس، كما وصفنا رسول الله (كالنَّحْلَة تتعب وتجمع الرحيق من كل الزهور، وتخرج عسلًا غذاء وشفاء للناس)، بل نبغي الهداية والخير لكل الناس»، مختتمًا بقوله إن «هذه هي مسؤولية الدولة المسلمة عن جميع رعاياها مهما اختلفت توجهاتهم عدلًا ورحمة للجميع».