يحتفل المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها في شهر شعبان من كل عام بحادث جلل في تاريخ الأمة الإسلامية ألا وهو تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، ولكن المنافقين كعادتهم فإنهم يتحينون الفرصة لتشكيك المسلمين في عقيدتهم فنراهم لا يدخرون جهدا ولا يضيعون فرصة من أجل هدم الدين، ولذا فهم أشد خطرا على الإسلام من اليهود والمشركين فاليهود والمشركون معروفون وعداوتهم واضحة ظاهرة، أما المنافقون فهم طائفة تتكلم بألسنتنا ومن بنى جلدتنا،ظاهرهم الرحمة وباطنهم العداء هذا ما بينه الدكتور/مختار مرزوق عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين بأسيوط وأضاف هذا ولقد كان للمنافقين فى عهد النبي صلى الله عليه وسلم كثير من المواقف المخزية والمثبطة لآمال الأمة الإسلامية والتي تفت في عضدها ومن هذه المواقف: طعنهم فى أمر تحويل القبلة رغم أنه جاء صريحا في القرآن الكريم »فول وجهك شهر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره« فالمؤمنون قالوا سمعنا وأطعنا أما المنافقون ومن على شاكلتهم من اليهود والمشركين لم يعجبهم ذلك الأمر فقالوا: «.. ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها..» فهم سفهوا الحق وجحدوه وأنكروا نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وقد لقن الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يرد عليهم «قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم» فالأمكنة كلها ملك لله تعالى ملكا وتصرفا وهى بالنسبة إلى الله تعالى متساوية وله جل وعلا أن يختص بعضها بحكم دون بعض وله سبحانه وتعالى أن يفضل بعضها على بعض. أما المؤمنون فقد استجابوا لنداء الحق لدرجة أن بعضهم كان فى الصلاة وحين بلغهم الخبر تحولوا وهم في الصلاة إلى المسجد الحرام روى البخاري في صحيحه عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت». ومن مواقف المنافقين أيضا: أنهم لما وجدوا بعض الصحابة قد مات على القبلة الأولى قبل تحويل القبلة فإذا بهم يثيرون الأراجيف حول هذا الأمر وكان من قولهم للمسلمين أخبرونا عن صلاتكم إلى بيت المقدس إن كانت على هدى فقد تحولتم عنه وإن كانت على ضلالة فقد عبدتم الله بها مدة ومن مات عليها فقد مات على الضلالة. فقال المسلمون إنما الهدى فيما أمر الله والضلالة فيما نهى عنه. فقالوا فما شهادتكم على من مات منكم عن القبلة الأولى فأنزل الله تعالى «وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم» والمراد بالإيمان هنا صلاتهم وأعمالهم الصالحة التى قاموا بها قبل تحويل القبلة لأنه تعالى بعباده رءوف رحيم لا يضيع أجر من أحسن عملاً. ويختتم الدكتور مختار مرزوق كلامه :من خلال مواقف المنافقين من تحويل القبلة يتجلى لنا أن المنافقين وضعاف الإيمان فى كل زمان لهم علامات وعلى المسلمين أن يتنبهوا لها حتى يحفظوا دينهم وأوطانهم والوشائج التى بينهم. ومن هذه العلامات:الطعن في أمور الدين والتشكيك في أحكام الشرع وهذا ما نراه قديما في بطون الكتب وحديثا فيما تبديه ألسنتهم من التشكيك في أحكام المواريث وقولهم إن الشريعة لا تناسب العصر الحديث وما إلى ذلك من أقوالهم وما أشبه الليلة بالبارحة. وكذلك السخرية من عظماء الرجال كأصحاب النبى صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح وكذلك من علماء المسلمين في هذا الزمان ولم يسلم من سخريتهم كل من ينتمى إلى رموز الدين الإسلامي كاللغة العربية. ومن يوثقون عقود الزواج للمسلمين... إلخ.