أكد الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت أن أمن الكويت واجب مقدس لا تهاون فيه ولا تساهل وهو على رأس الأولويات والاهتمامات فلا بناء ولا تنمية ولا اقتصاد ولا خدمات ولا مدارس ولا مسشفيات في غياب الأمن. وقال - في كلمة له الليلة بمناسبة حكم المحكمة الدستورية الذى صدر اليوم الأحد بتحصين مرسوم الصوت الواحد في انتخابات مجلس الأمة وببطلان المجلس الحالي والدعوة لانتخابات جديدة لعدم دستورية اللجنة الوطنية العليا للانتخابات - إن حماية أمن البلاد مسئولية الجميع وواجبهم، وهي أمانة تقتضي الوعي والحكمة وروح المسئولية وتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مصالح واهتمامات وأهواء. وأوضح أن أولى أولوياتنا في المرحلة الراهنة حماية وطننا من شرور الكوارث المحيطة بنا وصيانة أمنه واستقراره وتحصينه ضد العواصف الهوجاء التي تزمجر حولنا تحرق البلاد وتهلك العباد وتنشر الدمار والخراب، حيث مئات الأبريء يسقطون قتلى وجرحى كل يوم وملايين المشردين يهجرون أوطانهم طلبا للنجاة. وقال أمير الكويت: إن هذا الحكم التاريخي الذي انتظرناه جميعا في قضية تباينت الاجتهادات حولها وشغلت الناس وأشاعت جوا من القلق في النفوس والاحتقان في البلاد، يؤكد أن الكويت دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون، وأنه لا سلطة ولا سقف يعلو على سلطة الحق والعدالة. وأضاف أن هذا الحكم التاريخي هوه حقيقة مهمة يحرص أهلها عند اختلافهم على الاحتكام للقضاء والالتزام بالقنوات والأطر الدستورية وهي سمة حضارية والتزام بمرجعياتنا وانتصار للديمقراطية يحق لكل كويتي أن يفخر بها. وقال "أكرر لكم اليوم ما قلته من قبل بأنني أقبل عن طيب خاطر حكم المحكمة الدستورية أيا كان وأدعو جميع المواطنين إلى احترامه والامتثال له إجلالا واحتراما لقضائنا الشامخ وإعلاء لمنزلته والتزاما بدستورنا، وهو ما حرصنا عليه دائما وسوف نظل نحرص عليه بعون الله وقد وجهت مجلس الوزراء باتخاذ الاجراءات الكفيلة بتنفيذه والان وقد قال القضاء قوله الفصل علينا ان نترك هذه القضية وذيولها المفتعلة خلفنا ونواصل مسيرتنا في الاصلاح والتنمية مدركين دروس هذه التجربة وعظاتها. وأشار إلى أن أول هذه الدروس أن نؤكد بأن ما شهدته البلاد كان تجربة مريرة ولكنها لم تكن معركة فيها منتصر ومهزوم ولا منازلة فيها غالب ومغلوب فالكويت بفضل الله وتوفيقه هي المنتصرة وهي الفائزة اننا نفترض حسن الغرض وسلامة القصد للجميع، وإذا كنا نسجل بالاعتزاز مواقف الأخوة المواطنين الذين انسجموا مع مبادئهم وتحملوا مسؤوليتهم بالتعبير عن أرائهم وتوجهاتهم، فإننا نلتمس العذر لمن أخذه الحماس فأنحرف عن جادة الحق والصواب سائلين الله لهم الهداية والرشاد ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر والتقدير لرئيس وأعضاء مجلس الأمة بما قاموا به من جهود مخلصة في تحمل أعباء مسؤليتهم وآداء واجبهم الوطني وما حققوه من انجاز. ودعا أمير الكويت في كلمته الجميع إلى الالتزام بقيم إسلامنا الحنيف وتعاليمه السمحاء والتحلي بأخلاق الأباء والأجداد الحميدة والتأسي بقيمهم الكريمة في التسامح والتراحم والتعاون والتكاتف وعفة القلب واليد واللسان وتوقير الكبير ورعاية الصغير وأن يعود الجميع تحت مظلة وحدتنا الوطنية درع الكويت الحصين التي لا ترد أحدا من أبنائها.