قال الدكتور عبد المنعم السعيد المحلل السياسي والاستراتيجي تعليقاً على الأزمة الأوكرانية بين الناتو وواشنطن من جهة وروسيا على الجانب الأخر وسط توتر ينذر بقيام حرب أن قيام هذه الحرب في حال اندلعت تعني حرباً نووية كبرى بما يعني فناء كل الأطراف المتقاتلة في حال اندلاعها " . مستبعداً في مداخلة هاتفية خلال برنامج " كلمة أخيرة " الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة " ON أن يكون هناك حرب شاملة بين الأطراف قد تؤدي لاستخدام الأسلحة النووية قائلاً : "أعتقد أن هذا المفهوم بعيد إذا كان هناك حداً أدنى من العقلانية بين هذه الأطراف المتصارعة ". واصل : " ما نشاهده الأن هو عملية أزمة وصلت لمرحلة التصعيد حيث تتبادل الأطراف عمليات ضغط كبيرة خاصة أن القرب الجغرافي لروسيا يعزز من قدرتها على تكثيف قواتها سواء من ناحية الشرق حيث روسيا أو شمالاً لدى الحديث عن جمهورية البلاروس بالإضافة للضغط الداخلي في منطقة شرق أوكرانيا وهو ما يعيد تجربة القرن فيما يخص أزمة " القرم " " ما حدث بعد انتهاء الحرب الباردة كان يهدف إلى تغيير شكل العالم". لكن السعيد بين أن روسيا هذه المرة ليس هدفها تكرار تلك التجربة عبر ضم مناطق من أوكرانيا لكن مراجعة نتائج إنتهاء الحرب الباردة التي نجم عن توسع حلف الاطلنطي في منطقة شرق أوروبا عبر الجمهوريات السوفيتية السابقة حيث بقي حلف الاطلسي بقوة كبيرة في مناطث لها إمتداد مع روسيا " مشيراً إلى أن عملية روسيا الأساسية هي مراجعة نتائج الحرب الباردة والتي نجم عنها أمرين الأول هو الإهانات التي تعرضت لها روسيا حيث أنها من دول الصف الثاني واستبعادها من الدول الصناعية حيث يريد بوتين أن يرسل رسالة مفادها أن أية تحولات عالمية جديدة فيها الولاياتالمتحدةوالصين لابد أن يوجد بها الصين أيضاً " واصل : " سلاح بوتين في هذه الخطوة المخزون النووي الاستراتيجي ووضع قوات في مناطق لصيقة لأوروبا وسوريا على سبيل المثال حيث أن تحركات بوتين الأن عكس ما قامت به واشنطن من قبل من تراجعات مختلفة وانسحابات مؤخراً وهي قائمة على الأيدولوجية أكثر من استخدام أدوات اقتصادية وعسكرية بحيث تقسم العالم مابين القوى الديموقراطية والسلطوية وهو حق التدخل في الشئون الداخلية للدول وتعاملها مع الانتخابات ". ولفت إلى أن طبيعة العلاقات الدولية التاريخية معقدة و لا تختفي وتتسم بالتعقيد حيث أن ما حدث من نتائج في أعقاب الحرب الباردة حيث تحول العالم من فكرة القطبين لقطب أوحد نجم عنه تغيرات على مدا ر ثلاثين عاماً لكنها شهدت تغيرات مؤخراً مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة الجائحة وترجع كفاءة الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي في التعامل معها وهو مايعتبره الجانب الروسي فرصة تاريخية لاعادة الاوضاع ليس كما في الشكل السابق وهو الاتحاد السوفيتي لكن عبر أدوات جديدة ترسخ لاتفاق واضح وصريح " وأوضح أن أوكرانيا تعتبر في حضن روسيا من الناحية الجغرافية، وروسيا تريد أن تكون موجودة في أي تشكيلات جديدة في العالم، وبوتين يستند على القوة النووية لبلاده. حيث أن ما حدث بعد انتهاء الحرب الباردة كان يهدف إلى تغيير شكل العالم، وروسيا حاليا تسعى لاستعادة وضعها، ووضع أوكرانيا مثل أزمة الصواريخ الكوبية. وذكر أن أوكرانيا ليس لديها سلاحًا نوويًا، وبوتين يريد أن يغير الوضع القائم، وتغيير نتائج الحرب الباردة، ويرسل رسالة بقوة للولايات المتحدة. وحول تأثيرات الأزمة عالميا حال اندلاع الحرب قال : " أزمة أوكرانيا مثل أزمة كورونا سوف تؤثر على كل العالم بما فيها الأطراف المعنية نفسها، وروسيا سوف تعاني كثيرًا بعد هذه الأزمة وسوف تهمل وجودها في روسيا وغيرها من الأماكن.". ولفت إلى أن أزمة أوكرانيا ستنعكس بالاستفادة بشكل جزئي ، مثل ارتفاع أسعار النفط، وعلينا الاعتماد على أنفسنا في توفير احتياجاتنا، والدول العربية شايفة إن الأزمة أوروبية.