نجحت روسيا، أمس الثلاثاء، مجددًا في وقف إطلاق النار بين أرمينياوأذربيجان، بعد التصعيد الخطير الذي حدث على حدود البلدين، برغم اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الجارتين. وبدأ تفجير الأزمة، عندما اتهم رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، قوات أذربيجان، الاثنين، بانتهاك حدود بلاده والدخول إلى أراضيها، وهذا دفعه إلى إقالة وزير الدفاع، ارشاك كارابيتيان. واشنطن تبدي قلقها العميق لتجدد القتال بين أرمينياوأذربيجان.. وتدعو لاستئناف المحادثات بوتين يبحث مع رئيس الوزراء الأرميني التوتر مع أذربيجان وقال باشينيان، خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الأرميني: "أجرينا عدة اجتماعات ومناقشات، وكان موضوع المناقشات يتمثل في حقيقة دخول القوات الأذربيجانية إلى أراضي أرمينيا في أحد الجوانب الشرقية للحدود الأرمنية الأذربيجانية". وأضاف: "دعوت كارابيتيان وشكرته على العمل الذي قام به في منصب وزير الدفاع، وقلت إنني أقدر عمله، لكن بسبب الأوضاع التي تشكلت حاليا اتخذت قرارا بأنه يجب أن يحدث تغيير لوزير الدفاع". من جانبها، قالت وزارة خارجية أذربيجان إن قواتها تمارس أنشطتها على الأراضي السيادية للبلاد واتهمت أرمينيا بتنفيذ أعمال "استفزازية". وعلى إثره تجدد النزاع الذي اندلع العام الماضي بين البلدين الخصمين، وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية، أمس الثلاثاء، وقوع 12 من جنودها أسرى في المعارك مع أذربيجان، مع مقتل 15 آخرين. وأكد سفير أرمينيا لدى روسيا، فاردان توجانيان، أن الوضع على حدود بلاده مع أذربيجان خطير، مشيرا إلى أن بلاده تبحث تطورات الأحداث مع موسكو. وأعلن سكرتير مجلس الأمن الأرميني، أرمين جريجوريان، أن بلاده تتوجه إلى روسيا بطلب المساعدة في حماية وحدة أراضيها في إطار الاتفاق الثنائي لعام 1997. من جانبه، دعا رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، المواطنين إلى الاستعداد للدفاع عن منازلهم إذا انتقلت التوترات المتصاعدة على الحدود المشتركة مع أذربيجان إلى صراع مباشر. فيما حملت وزارة الخارجية الأذربيجانيةأرمينيا المسؤولية عن التصعيد العسكري في المنطقة الحدودية بين البلدين، متهمة إياها بتنفيذ استفزازات متعمدة تسببت في هذا التوتر. مباحثات روسيا وبسبب هذا التصعيد، أجرت روسيا عدة مباحثات لتهدئة الوضع، فأجرى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو اتصالات بنظيريه في أرمينياوأذربيجان، داعيًا إياهما إلى وقف الأعمال التي من شأنها التسبب في التصعيد العسكري على الحدود بين البلدين. وحسب "روسيا اليوم"، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها إن شويجو أجرى اتصالين هاتفيين مع كل من وزير الدفاع الأذري زاكير جسانوف ووزير الدفاع الأرمني سورين بابيكيان، حيث بحثوا "تصعيد الأوضاع على الحدود الأذربيجانية الأرمينية في منطقة جبل كيليسالي". وأضاف البيان أن "شويجو دعا كلا الجانبين إلى وقف الأعمال التي تتسبب في تصعيد الأوضاع". كما تلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، حيث بحث معه الوضع على الحدود مع أذربيجان. وحسب قناة "روسيا اليوم"، قال الكرملين في بيان مقتضب،، إنه "خلال المكالمة الهاتفية التي جرت بمبادرة من الجانب الأرميني، بحث الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان الوضع الناشئ بعد عدد من الحوادث على الحدود الأرمينية – الأذربيجانية"، مضيفًا أن الجانبين اتفقا على مواصلة الاتصالات بهذا الخصوص. وعقب ذلك، أعلنت أرمينيا، عن الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار مع أذربيجان بوساطة روسية، وفقًا لما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية. وأكدت روسيا النبأ، قائلة إن أرمينياوأذربيجان اتخذتا إجراءات لوقف الأعمال القتالية وبسط الاستقرار في المنطقة الحدودية بعد المحادثات مع وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو. وقالت الوزارة، في بيان أصدرته مساء الثلاثاء: "نتيجة المحادثات الهاتفية مع وزيري دفاع أذربيجانوأرمينيا، التي تم إجراؤها بمبادرة من وزير الدفاع الروسي، جنرال الجيش سيرجي شويجو، اتخذ الجانبان الأذربيجاني والأرميني إجراءات بسط الاستقرار في الأوضاع". واضافت الوزارة: "في الوقت الحالي تم وقف الأعمال القتالية في منطق جبل كيليسالي وتم تطبيع الأوضاع وهي باتت تحت السيطرة". إلا أن عددًا من الدول الأجنبية أعربت عن قلقها العميق بشأن تجدد القتال بين أرمينياوأذربيجان، وحثت الطرفين على اتخاذ خطوات ملموسة فورية للحد من التوترات وتجنب المزيد من التصعيد. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان "ندعو كلا الطرفين لاتخاذ خطوات ملموسة فورية من أجل خفض التوترات وتفادي المزيد من التصعيد". وأضاف "كما ندعو الجانبين للتفاوض بصورة مباشرة وبناءة من أجل حل كافة القضايا العالقة بما في ذلك ترسيم الحدود". كما أبدت وزارة الخارجية الفرنسية قلقها البالغ إزاء تدهور الوضع بين أرمينياوأذربيجان، داعية البلدين إلى احترام وقف لإطلاق النار.