خطيب المسجد النبوي: لا سعادة إلا بالتقوى .. ولا فلاح إلا بطاعة المولى

قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه لا سعادة إلا بالتقوى ولا فلاح إلا بطاعة المولى ، وطاعة الله خير مغنم ومكسب ورضاه خير ربح ومطلب والجنة حفت بالمكاره وحفت النار بالشهوات، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز.
أعظم الأزمان والحرمات
وأوضح «البعيجان» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن الزمان يتفاضل حسب الشهور والأيام والساعات وإن للعبادات مواقيت محددة في مواسم الطاعات وأنتم في شهر من الأشهر الحرم التي عظمها الله وشرفها وفضلها ونهى عن جميع أنواع الظلم فيها، لما قال تعالى : «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» الآية 36 من سورة التوبة .
واستشهد بما ورد عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال « إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة المحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان»، مضيفًا: « ألا وإنكم عباد الله في شهر ذي الحجة المحرم والمعظم شرع الله فيه أعظم الطاعات والقربات وجعله من أعظم الأزمان والحرمات ألا وإنكم في موسم عظيم في موسم الحج وفي الأشهر الحرم وبين يدي أحد أركان الإسلام حج بيت الله الحرام».
إنكم في موسم النفحات
وتابع: ألا وإنكم في موسم النفحات والهبات والبر والخير والطاعات فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ألا وإنكم في عشر ذي الحجة أفضل أيام سائر العام جمع الله فيها من أنواع العبادة ما لم يجتمع في غيرها من الأيام ففيها الصلاة والحج والصدقة والصيام وغير ذلك من خصال المعروف.
وأوضح أنه قد أقسم الله بها في القرآن فقال عز وجل « وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ» ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى عليه وسلم « ما من أيام العمل الصالح أحب فيها إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر وفي رواية ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ".