خرج الآلاف من المتظاهرين السودانيين، اليوم السبت، إلى الشوارع، لإحياء الذكرى الثانية لثورة 19 ديسمبر التي أطاحت بنظام الإخوان والرئيس المخلوع عمر البشير في السودان. والتحم مئات من ثوار الخرطوم مع ثوار أمدرمان عند مدخل كبري شمبات في منطقة بيت المال، في مشهد ينم عن الروح الثورية لشباب السودان في الذكري الثانية لثورة ديسمبر، حيث طالب المتظاهرون الذين وصلوا إلى القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، بتصحيح مسار الثورة، وتحقيق العدالة من عناصر النظام السابق المتورطين في قضايا أمنية وسياسية واقتصادية، بالإضافة إلى تقديم الجناة في حادثة فض اعتصام القيادة التي وقعت في يونيو 2019 إبان الاعتصام الشهير. وخرجت مسيرات ذكرى ثورة 19 ديسمبر المجيدة للشوارع في موعدها المحدد وتعالت أصوات الشباب والشابات وربات البيوت والأطفال، مرددين شعارات منها "مدينة... مدنية، والشعب يريد قصاص الشهيد... وحقنا كامل ما بنجامل". وكانت قد تمت الدعوة للإحتفالات بمناسبة الذكري الثانية لثورة ديسمبر، للمطالبة بمحاكمة نظام الرئيس المخلوع، والضالعين في فض اعتصام القيادة العامة، فضلا عن تشكيل المجلس التشريعي وإدخال إصلاحات هيكلية في أجهزة الأمن والقضاء. وكان رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك شدد على ضرورة إلتزام كل المواكب والتظاهرات التي يتم تسييرها وتنظيمها بالاحترازات والإشتراطات الصحية المتبعة لجائحة كورونا، مؤكدًا أن السودان يؤسس لمرحلة جديدة تسودها حرية التعبير وحرية التظاهر. في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء السودانية، بأن عشرات الثوار عمدوا إلى إغلاق كبري عطبرة الجديد الذي يربط طريق التحدي بطريق عطبرة-هيا، وطالبوا بتحقيق مطالب الثورة وأهدافها. وطالب محتجون بتحسين الأوضاع المعيشية الصعبة والدفع بكفاءات في الحكومة السودانية لإدارة البلاد التي تواجه أزمات في الخبز والوقود وارتفاع معدلات التضخم والبطالة وانهيار قيمة الجنيه السوداني وغلاء أسعار السلع الأساسية. وتجدر الاشارة إلى أن يوم 19 ديسمبر من العام 2018 شهد بداية النهاية لنظام حزب المؤتمر الوطني المنحل بعد أن أحرق الثوار في ذلك اليوم دار حزب المؤتمر الوطني بعطبرة، وطردوا زعمائه من خارج مكاتبهم وظلت السنة النيران مشتعلة في دار الحزب أكثر من ساعتين، لتصبح تلك الحادثة بمثابة تحول تاريخي في المشهد السياسي السوداني.