كانت الأسواق وما يعرض فيها من أطعمة وملابس وحلوى المكان الأول للمصريين خلال شهر رمضان قبل ما يزيد على مائتي عام، وكانت تنشط فيها الحركة التجارية بشكل أكبر عن باقي شهور العام، الأسواق المصرية كانت ملتقى التجار المصريين وتجار بلاد الشام. ومن الأسواق التي كانت تنشط فيها الحركة التجارية خلال شهر رمضان سوق «الشماعين» بشارع النحاسين، خلال القرنين الثامن والتاسع الهجري، وتحدث المقريزي عمدة مؤرخي مصر الإسلامية عن هذه الأسواق، قائلا: "كان شهر رمضان به موسم عظيم، لكثرة ما يشترى من الشموع الموكبية التي تزن الواحدة منهن عشرة أرطال". وتابع المقريزي عن التسوق في شهر رمضان: "ومن المزهرات العجيبة، الزي المليحة الصنعة ويبلغ وزن الواحدة منها قنطارا". اقرأ أيضا| من السحور للفطار.. يوم رمضاني في حياة الخليفة الفاطمي ب سماط الذهب وكان ينتظر المصريون حينها شهر رمضان لأداء صلاة التراويح، كان الكبير والصغير يجتمعون في المساجد وبعد الصلاة يجلسون في حلقات لذكر الله، وكان الشارع مكان الأطفال المفضل خلال الفترة من بعد الإفطار حتى السحور، يمرون على المنازل وهم حاملون الشموع المضيئة أو الفوانيس المعدنية، ويغنون ويضحكون خلال سيرهم في حواري القاهرة. وتواجد بالقاهرة واحد من أجمل الأسواق وكان اسمه «سوق الحلاويين»، وكان لا يخلو من الأشخاص خلال شهور رجب، شعبان ورمضان، وعلى حد وصف المقريزي فقد كان من أبهج الأسواق، فكان يُصنع فيه التماثيل من السكر على أشكال خيول وقطط، وكانت تسمى ب «العلاليق» لأنها كانت تعلق من خيط رفيع أمام المتاجر. اقرأ أيضا| ثريا من الفضة ومسك للمساجد.. كيف احتفلت الدولة الفاطمية بشهر رمضان في مصر وكان يوجد سوق لبيع الياميش فقط وهو سوق السمكرية، وكان يقع في باب زويلة، تحديدا عند بوابة المتولي بالغورية، وكان أشهر ما يباع فيه هو ( قمر الدين ) والبلح، وكانت وكالة (قوصون) بشارع باب النصر، التي ترجع إلى القرن الثامن الهجري هي مقر تجار الشام، وكان تجار الشام يجلبون معهم الزيت والصابون والفستق والجوز واللوز والخروب. ولما تخربت وكالة قوصون في القرن التاسع اتقلت تجارة المكسرات إلى وكالة مطبخ العمل، وكانت تقع في التمبشكية في الجمالية وكانت منطقة مخصصة لبيع مكسرات أهل الشام.