على الرغم من التحذيرات المتوالية من خبراء ومتخصصين، من خطورة تناول الفسيخ خلال احتفالات شم النسيم في مصر غدا، في ظل الظروف التي يعيشها العالم بما فيه مصر من أخطار انتشار وباء فيروس كورونا. وحاولت الحكومة المصرية جاهدة من خلال أجهزتها التنفيذية تقويض احتفالات المصريين ب شم النسيم فمنعت التجول والتجمعات وأغلقت الشواطئ والمتنزهات، كما أوقفت حركة التنقل بين المحافظات، فيما شنت مباحث التموين حملات على متاجر ومحال الأسماك لمنع تداول الفسيخ خلال تلك الفترة. سبب خطورة الفسيخ وتكمن خطورة الفسيخ في طريقة تحضيره أو تحوله من السمك النيء إلى المملح عن طريق التعفن بدون تسوية على النيران أو عملية طهي. وبحسب مراجع تاريخية فإن أول من قام بتصنيع الفسيخ وأكله هم المصريون القدماء، واستخدموا في صناعته السمك البوري عن طريق تخزينه وتخميره مع الملح، حتى يمكن تمييزه برائحته النفاذة. وفي تصريحات ل برنامج على مسؤوليتي الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى على قناة صدى البلد، يقول الدكتور عمر أبو العطا، مسئول الترصد بمنظمة الصحة العالمية، إن الفسيخ قد يتسبب في حالات تسمم غذائية؛ بسبب بكتيريا، وليس فيروس. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية تناشد المواطنين ل طهي الطعام جيدا خاصة الأسماك واللحوم ولا أنصح بتناول الفسيخ بشم النسيم لأنه غير مطهي من الأساس. علاقة الفسيخ ب فيروس كورونا كشف أبو العطا أيضا، خطورة الفسيخ على الجهاز التنفسي الذي يستهدفه فيروس كورونا، فأوضح أن طريقة تصنيع الفسيخ؛ تحفز البكتيريا على النشاط؛ كي تخرج سُمًّا يؤدي إلى تسمم غذائي، والسم يؤدي إلى شلل لبعض الأعصاب في الجسم وقد يؤثر على عضلات الجهاز التنفسي وقد يدخل المصاب بالتسمم على جهاز تنفس صناعي". وتابع: "هذا أمر مكلف جدا يسبب ضغط إضافي على المنظومة الصحية في مصر في ظل انتشار فيروس كورونا عالميا". التاريخ السيء ل الفسيخ على الرغم مما يسببه من خطورة على الصحة، خاصة في مثل هذه الأيام، لكن المصريون لا ينفكون عن ممارسة عاداتهم التاريخية في مثل هذه الأيام، وبالكاد لا تخلو سنويا منصات الأنباء عن استقبال وعرض مئات حالات التسمم بسبب تناول الفسيخ. آخر ما تم رصده من كوارث الفسيخ، كان خلال شهر أكتوبر 2019 بمدينة الاسكندرية فيما عُرف إعلاميا ب ضحايا الفسيخ، حيث أصيب ما يقرب من 100 شخص من محافظاتالبحيرة وكفر الشيخ والاسكندرية، فيما لقي شخصان مصرعهم بسبب تسمم الفسيخ.