قال الأمين العام لمجلس النواب، المستشار محمود فوزي، إنه مع بدء العد التنازلي لنهاية الفصل التشريعي الحالي لمجلس النواب، تستدعي الذاكرة لحظات البدايات بما حملته من تحديات ومسئوليات ألقيت على عاتق هذا المجلس، وآمال عظام معقودة به، في ظل مشهد سياسي كان يموج بالتحديات داخليًّا وخارجيًّا، مثَّل عبئًا صعبًا ثقيلًا تحمَّله المجلس وأعضاؤه ومن ورائهم الأمانة العامة للمجلس. جاء ذلك فى مقال له بمجلة مجلس النواب، والتي يرأس تحريرها الكاتب الصحفي بهاء مباشر، مؤكدًا علي أن التحديات كانت حقيقية، والتهديدات جسيمة، والعواقب المتخوفة وخيمة، ولم تكن رفاهية الاختيار متاحة أمام المجلس، وإنما كان خيارًا وحيدًا هو الإصرار على النجاح والعبور بهذا الوطن إلى بر الأمان والاستقرار، فتحمل المجلس مهمته مؤمنًا بسمو الهدف ونبل الغاية، واضعا نصب عينيه دفع التهديد عن وجود الدولة ذاتها وتثبيت أركانها، واستعادة هيبتها. ولفت إلي أنه قد كان هذا المجلس - وبحق- على قدر المسئولية التاريخية، وعند حسن ظن الآمال المعقودة عليه، على المستويات جميعًا، فاقتفى خطا رئاسته مشتبكًا بكل شجاعة مع القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي فرضتها مرحلة تثيبث أركان الدولة وما تلاها من تحديات، فلم تُغزه المزايدات السياسية، أو يلجأ إلى محاولة دغدغة المشاعر، إنما حرص على تقديم صالح البلاد حتى وإن تعارض ذلك مؤقتًا مع الشعبية التي يسعى إلى تحقيقها كل نائب، فأدارت رئاسة المجلس أولويات العمل البرلماني بكفاءة وحكمة. واتسم الأداء التشريعي والرقابي لأعضاء مجلس النواب بإعلاء صالح الوطن والمواطن، وكانت انحيازاتهم الوطنية - أغلبية وأقلية - مثالا يحتذى وقاعدة لا استثناء عليها. وأكد المستشار فوزي بأنه من جهتها، فقد واصلت الأمانة العامة لمجلس النواب ليلها بنهارها، تبذل الجهود المخلصة لتقديم الدعم الفني والإداري للمجلس وأعضائه، مواكبة معدلات الأداء غير المسبوقة التي حققها هذا المجلس. ويجدر التمثيل هنا بما أنجزته الأمانة العامة من نجاح مشهود على صعيد النظم المعلوماتية البرلمانية. وواصل حديثه: "بقدر الإخلاص للوطن وعظم الهدف، كانت التضحيات. ساعات غير مسبوقة من العمل البرلماني المضني، تحت وطأة حملات تشويه وتشكيك تحيط بالمجلس من كل جانب، ولكن إيمان المجلس بنبل القضية ووعيه بما يحاك للوطن، وثقته في قيادة سياسية وطنية تحمل رؤية واضحة، كان الحافز الذي عزز مسيرة هذا المجلس نحو تحقيق الهدف، وتثبيت أركان الدولة. وتابع: "كانت الثقة في توفيق الله ثم وعي الشعب لا حدود لها، فأثبت أدوار الانعقاد الأربعة الماضية أننا كننا على الطريق الصحيح، وشهدنا ثبات الركائز واستعادة الدولة لمكانتها، فقد خرج الاقتصاد المصري من أزمته محققًا معدلات نمو مرتفعة، وانحصرت موجات العنف والإرهاب لأدنى مستوى لها بفضل جهود وتضحيات غالية لا تخفى على أحد، ودخلت مصر عصر المشروعات الكبرى، فتعززت المصداقية واستعاد المواطن ثقته في ذاته وقيادته السياسية وفي نوابه ومؤسسات دولته". وأختتم حديثه: "مازال الطريق طويلًا، وما تحقق حتى الآن ما هو إلا بدايات، والقادم إن شاء الله على مستوى الطموحات".