بعد 24 ساعة من التحقيقات.. اِعرف آخر تطورات واقعة التحرش الجماعي ب فتاة المنصورة

اهتزت الدولة بأكملها لواقعة التحرش بفتاة المنصورة تلك الواقعة الغريبة على أصالة وشرف وأخلاق المصري، ففي الوقت الذي يحتفل فيه الجميع من مسيحيين ومسلمين بأعياد رأس السنة والعام الجديد تتعالي صرخات فتاة وسط مجموعة من الشباب الطائش.
واقعة التحرش بفتاة المنصورة أو كما عرفت بحادثة المنصورة بدأت حينما تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك فيديوهات لواقعة التحرش الجماعى بفتاتين ليلة رأس السنة الميلادية بمنطقة المشاية بالمنصورة وتمكنت احداهما من الهرب، وكشف أحد الفيديوهات الذى صور قبل واقعة التحرش ان هناك فتاتين بملابس مثيرة.
فيما اظهر الفيديو عشرات الشباب وهم يحاولون اللحاق بالفتاة ووسط صراخ وبكاء منها بالتزامن مع محاولات التحرش الجماعى بها من قبل الشباب كما حدث مع زميلتها الاخرى .
وأكد شاهد عيان رفض ذكر اسمه ان الموقف كان صعبا، وهو ما جعل الخوف يتملك صاحب محل الموبايلات حين فوجئ بفتاتين تلبسان ملابس ضيقة ومثيرة ويطاردهما عدد من الشباب يتخطون ال 100 شاب يحاولون التحرش بهما.
وأضاف شاهد عيان آخر، رفض ذكر اسمه، انه حاول وبعض أبناء المنطقة، الدفاع عن الفتاتين من التحرش الا انه لم يتمكن بسبب كثرة العدد، الا ان شابين أنقذا إحداهما وأدخلاها سيارة.
وتلقي بعدها اللواء فاضل عمار مدير أمن الدقهلية إخطارا من اللواء سيد سلطان مدير المباحث الجنائية بانتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تظهر واقعة تحرش جماعي بفتاتين بشارع الجمهورية بمنطقة المشايه بالمنصورة بالقرب من بوابة جامعة المنصورة ليلة رأس السنة الميلادية.
وبتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء سيد سلطان مدير المباحث ويضم ضباط قسم مكافحة جرائم الآداب العامة ومباحث قسم أول المنصورة بالتنسيق مع ضباط فرع الأمن العام تم التحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة بالمنطقة لتحديد الجناة في واقعة التحرش وكذلك الكشف عن هوية الفتاة ضحية الواقعة.
وتم تحديد 7 متهمين في الواقعة بينهم 4 طلاب "18 عاما" وطالبان "20 عاما " وماسح أحذية "20 عاما" وتم ضبطهم.
كما تم ضبط 11 شخصا ممن ظهروا فى الفيديوهات ، كما تم استجواب ما يزيد على 21 شخصا من العاملين بالمنطقة فيما جار تفريغ باقى الكاميرات.
وأمر المستشار إيهاب عطوة رئيس نيابة أول المنصورة بحبس 7 متهمين بالواقعة على ذمة التحقيقات لحين ورود تحريات المباحث الجنائية وإرفاق مقاطع الفيديو المصورة للمتهمين وتفريغ كاميرات المراقبة بنطاق المنطقة التى حدث بها الواقعة مع عرض إحداهن على الطب الشرعي لبيان ما بها من آثار تعدي جسدي جراء الشد والجذب.
وكانت الفتاتان أدلتا بأقوالهما أمام النيابة في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة وهما "ز.ع"، 20 عاما طالبة بمعهد هندسة السلاب ومقيمة بمدينة الكردى بالدقهلية وصديقتها "م. م"، 20 عاما، طالبة بكلية التربية الرياضية بجامعة المنصورة.
وقالت الفتاتان فى تحقيقات النيابة إنهما نزلا في تمام التاسعة من مساء الثلاثاء الماضى إلى منطقة المشاية بالمنصورة للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية إلا أنهما فوجئتا ببعض الشباب يسيران خلفهما وما أن اقتربا منهما البعض أظهر أحدهم هاتفه المحمول وقام بتصويرهما ألا أنهما هرولتا بسرعة ناحية إحدى محلات الموبايلات.
وأضافت "ز.ع" بأنها فور دخولها للمحل للاحتماء بداخله فوجئت بصاحب المحل يطلب خروجها خوفا على البضاعة الموجودة بسبب تجمع الشباب فحاولت النزول واستقلال تاكسى إلا أن عددا من الشباب قاموا بجذبها ومزقوا ملابسها، وظلت تصرخ حتى قام أحد الأشخاص بإدخالها سيارة في محاولة لإنقاذها منهم.
وتابعت الفتاة الأخرى قائلة "أنا جالى صدمة من الموقف وتمكنت من الهروب وروحت للسكن وحاولت اتصل بصاحبتى شوف حصل إيه مكنتش عارفة أعمل إيه لحد ما هى رجعت وكانت فى حالة انهيار ومرضناش نتكلم فى الموضوع لحد ما لقينا الفيديوهات منتشرة على فيس بوك والمباحث وصلت لمنزلنا .
من جانبه كشف سلامة أحمد سلامة، الشاب الذى أنقذ الفتاة من التحرش، عن مصيرها بعد أن وضعها فى السيارة هو واصدقاؤه.
وقال إن السيارة التى ركب فيها هو والفتاة كانت متوقفة فى الشارع ولا تتحرك، وأنه وضعها فى السيارة وركب بجوارها خوفًا عليها من تجمع الشباب خلفها، وأكد أنه لم يذهب بها لاى مكان.
وأوضح منقذ فتاة المنصورة من التحرش، أنه كان يسير فى الشارع هو واصدقاؤه ليلة رأس السنة وبعدها شاهد مجموعة شباب كثيرة تسير خلف بنتين.
وأضاف، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج " يحدث فى مصر" المذاع على قناة إم بي سي مصر، أن الشباب كانوا يسيرون خلف فتاتين وليست فتاة واحدة كما ظهر فى الفيديو.
وأشار منقذ فتاة المنصورة من التحرش إلى أن الشباب ظلوا يتحرشون بالبنتين وبعد ذلك جرت كل منهما فى مكان ودخلت احداهما فى أحد المحلات كما ظهر فى الفيديو المعروض على السوشيال ميديا.
وتابع: " بعد ذلك قام صاحب المحل بطرد الفتاة خوفًا على المحل و ذلك لكثرة الشباب أمام المحل.
وأكد أن الفتاة عندما خرجت من المحل وقفت تحت عمارة تستغيث، وبعدها تجمع الشباب خلفها وقاموا بالتحرش بها.
وتوجه فريق من النيابة العامة بأول المنصورة بقيادة ميسرة مجدى وكيل النائب العام، تحت إشراف المستشار إيهاب عطوة، رئيس النيابة، إلى مكان واقعة التحرش التى تعرضت لها فتاتان خلال سيرهما بمنطقة المشاية بالمنصورة ليلة رأس السنة الميلادية مما تسبب فى حالة من الغضب على مواقع التواصل الإجتماعى بعد تداول مقاطع فيديو تظهر الواقعة.
اجرى فريق النيابة معاينة لكاميرات المراقبة المنتشرة بالمحلات التجارية محل حدوث الواقعة و إستعلمت النيابة العامة من أصحاب المحلات التجارية المتواجدين بالمنطقة عن شهود الواقعة وتبين وجود شهود جدد وتم إصطحابهم إلى مقر نيابة أول المنصورة للإدلاء بأقوالهم.
وفي سياق آخر ، أدان مركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية، التحرش الجماعي بفتاة المنصورة، مؤكدا أن التحرش آفة تهدد سلامة وأمن المجتمع، والتحرش هو التعرض للغير في مكان عام أو خاص أو إتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل أو بأي وسيلة أخري.
وأضاف أن المادة 306 مكرر (أ) تنص على "يعاقب المتهم بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه، ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.
وأوضح أن العقوبة تكون الحبس مدة لا تقل عن الحبس سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجنى عليه.
فيما طالب رضا الدنبوقي الناشط الحقوقي والمدير التنفيذي للمركز، المحامي العام، بفتح تحقيق قضائي في تلك الواقعة وإعلان نتائج التحقيق للرأي العام وصولا لردع المتهمين وعدم تكرار تلك الوقائع المشينة وحفاظا علي سمعة ومكانة مصر، فوفقا لآخر إحصاء لمكتب الأمم المتحدة بمصر فإن 99٪ من النساء المصريات تعرضن ولو لمرة واحدة لواقعة تحرش جنسي وعلي ذلك يجب تكثيف الجهود للحد من تلك الظاهرة السيئة.