إن الدم غال، وفي أي حال من الأحوال لن يرخص الدم، كذلك هو الوطن، إن الوطن يجري في العروق كمجرى الدم، ولا يجوز أن تعكر صفو وطنك المتألم والحزين على ما يحدث على أرضه. كيف تحافظ على وطنك.. وأنت وطني؟ عزيزي الشاب المصري.. ماذا أعطيت لوطنك؟ وأنت كل يوم تقذف الحجارة على أرضه هنا وهناك (مع الاحترام لكل شباب مصر أجمع)، ليس من الوفاء أن تؤلم وطنك، وتنجرف قدمك وراء سراب محطم، كيف تكبر على أرض وطنك؟ وأنت تحطمه ليلاً نهارا. إن وطنك مثل أمك تماما، كيف وأنت ولدت على أرضه وكبرت وتعلمت على أرضه، ومهما يحدث أو تعاني من ظروف في المعيشة، لكن لا يكون رد الوفاء والجميل بقذف الحجارة في وجه أخيك المصري، سواء كان من رجال الشرطة أو الجيش أو المدنيين، لا يصح. يا أخي الشاب فكر في وطنك، وكيف تعلو به بين الأمم، يجب التعقل والهدوء، ولا تنجرف وراء أفكار هدامة، وأساليب غير مفهومة ومغلوطة، قد تؤدي بك إلى الوراء. قد تكون معذورا أيها الشاب فيما تقوم به، لكن هذا أمر مرفوض تماما، مهما كانت ظروفك المعيشية وآلامك، إن هذا لا يصح بالمرة يا أبنائي الشباب. أيها الشباب المصري العاقل، متى يكون لنا قدوة حتى نسير وراءه ونحتذى به، هو سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، كيف وقد قرأت الكثير عن كتاب إنجليز وزعماء لا ينتمون لمصر، وكم كانوا يضربون المثل بسيدنا رسول الله. يحضرني قول الزعيم الهندي مهاتما غاندي وهو يقول في حق سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، اقرأ معي هذه الكلمات وتمعن فيها بحسك المرهف المصري الأصيل: يقول هذا الزعيم "أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر، لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع بأن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته"، هكذا قال الزعيم المحترم عن سيدنا رسول الله، ما بالنا نحن وهو قدوتنا البناءة والمعطاء الوفي لنا، وكيف لم نقتد به نحن المصريون. يا كل أب وأم مصري.. ازرعوا في أولادكم حب الوطن، لقد أصبحنا الآن في احتياج إلى حنان الوطن، وليس بقذف الحجارة والألفاظ الخارجة الجارحة في وجه بعضنا البعض، إنها مسئوليتكم أيها الآباء والأمهات علموا أولادكم من أين يبدأون وإلى أين يسيرون، وكيف يتعامل مع أخيه في الشارع، علموهم كيف يحابوا ويتحابوا، علموهم أن الوطن غال، علموهم كيف يزيحوا الحزن من بيوتنا الآن، ونحن نرى على شاشات التلفاز كل يوم الشهيد والمصاب، والمسكين والفقير. نعم.. لم يحدث على أرض بلدنا الحبيبة أن يقف مصري في وجه أخيه المصري، يسبه ويقذفه ويستخدم أسوأ الأخلاق مع أخيه المصري، يا للأسف على شبابنا (مع الاحترام). يا كل أب وأم.. إن ما يحدث على أرض مصر أنتم شركاء فيه، نعم.. كيف أرى شابا في سن الخامسة عشر فما فوق وهو يقذف الحجر في وجه أخيه الشرطي، الذي يحميه بالليل والنهار، من غير المعقول أن يحدث ذلك، إنه أمر مؤلم للغاية. إن الوطن يتألم ومجروح وحزين، ولابد لنا جميعا أن نشارك في أن يخرج وطننا من كبوته الحزينة إلى أفراح في كل بيت مصري، وبناء وتنمية، وأن نرد له الجميل ولو بالقليل. يا شباب مصر أنتم أعمدة الوطن الصلبة، لا يستان بها أبدا، كيف لكم وأنتم تفعلون ذلك؟ يا شباب مصر خذوا قدوتكم من رسولكم العظيم، وابدأوا عهدا جديدا لمصرنا، الوطن لا يتحمل مثل هذه التصرفات والأفعال، كفانا.. وهيا بنا نحب بعضنا البعض بكل إخلاص وأمانة، هيا بنا نترك ورائنا المشاحنات والحقد، هيا بنا نغير دمائنا من جديد، هيا بنا نعمل لمصلحة أنفسنا ووطننا. الوطن غال أرجوكم حافظوا عليه، وعلى مؤسساته، نحن المصريون أصحاب القلوب الرقيقة، المخلصة الطيبة التي لا تعرف الحقد أبدا، طهروا أنفسكم وأبدأوا عهدكم بالحب، الإيمان، التعاون والتفاني، والصدق والمثابرة على الأزمات التي نمر بها، حتى نخرج جميعا إلى عهد جديد منير ومستنير بسواعدكم يا شباب مصر.