...مع كل هجعة طير، ونسمة ليلٍ، وطلعة فجر، ولحظة عمر، وبسمة حب، وصفاء قلب، ودعاء كرب، ودمعة عين، نرسل تحياتنا، وأشواقنا ودعواتنا، لأحبة القلب، ونعمة الرب، ورفاق العمر، (شهداء ثورة يناير، فالرُّوح روَّحت، والنفس سبَّحت، والعين توَّاقة، والنفس مشتاقة، والقلب يرنو، والروح تهفو، لرؤية الأحباب، حبَّات القلوب، ومن نذكرهم عند كل شروق وغروب!! ...إلى الكبار، صانعى النهار، يا بسمتنا وفرحتنا، يا غصن زيتون، وفرع ليمون، وشذى ريحان، وثمار رمَّان تناثرت على قلب ظمآن، فأشعلت لهيب الشوق فيه، وأضاءت بالحب لياليه، يا طير جميل غدا بالخير وراح، وأسكن بالقلب حباً فاستراح. أيها الأحرار فراقكم أفجعنا وآلمنا وأوجعنا، فبالله هل تعودون؟! إذا هبَّت رياحُ الشوق بنا دعونا الله بأن تعودوا، فهو الهفى على جيل تبدَّد، قَلَّ الزمان بمثلهمُ يجود، جزاكم المولى عن الأوطان خيرًا فأنتم الأصحاب والخِلُّ الودود، دافعتمُ عنا وعن قضايانا كثيراً، فأنتمُ رمزُ البطولة.. والصمودُ، فبالله لا تطيلوا البعد عنا، وبالله يا أحباب عودوا. عودوا فالكريم له معاد وظنُّنا بكم يا أحبَّة أن تعودوا. أيها الشهداء.. فى الحزن نذكركم وفى الفرح نشكركم، فى صلاتنا نذكركم، وفى دعائنا نذكركم. كيف ننساكم يا رمز البطولة والفَخَار، ويا كُلَّ الشهامة والرجولة والانتصار. يا من كتبتم بدمائكم أغلى شعار (ثوار– أحرار– هنكمل المشوار). كيف ننساكم وأنتم تاريخنا الذى سَطَرْتم، ومجدنا الذى صنعتم. لا ننسى الذى قدَّمتم أبدًا، ولا الذى ضحَّيتم. فأنتم أول قَطْفةٍ من ثمار ثورة الثوار، وأول ضَريبةٍ دفعتموها أنتم أيها الأحرار، أنتم الروح التى ألقت بنفسها فداء هذا الدين، أنتم نفسٌ أبيَّة سكَنتْ سجون الظالمين، قاتلوها حاربوها ساوموها لأجل أن ترضخ أو تستكين لكنها نفس كريمة لا تهادن، لا تداهن، لا تلين!! وهذه دماؤكم فى يد السَّجَّان شاهدة على ظلم الطغاة المجرمين، فما باعت دينها أبدًا، فأى شىء فى الحياة مهما علا يساوى هذا الدين؟! يا شهداؤنا الأبرار.. يا أيها الروح الحنون، أشجيتمونا بهتافكم وصمودكم، والله لا ننساكم أبداً ولا ننسى عبير دمائكم. عشتم كباراً، ومُتُّم كبارًا، فكنتم رجالاً، ودمتم فَخَارًا!! لا ننسى أحمد ولا أنطوان ولا ننسى مريم ولا سوميه، ولا ننسى السويس ولا التحرير ولا ماسبيرو ولا العباسية، لا ننسى قلوبًا بريئة نقية ولا ننسى نفوساً عفيفة زكية، ولا ننسى أُسُوداً أذلُّوا (البلطجية). شهداؤنا الأبرار، يا حُلم الليل، وطموح النهار، فراقكم مفزع، وبعدكم مفجع، وبلاؤنا بموتكم موجع. أيامنا طويلة من غير لقياكم، ليالينا ثقيلة من غير رؤياكم، بعدكم عنا يشعرنا بغربة كغربة الحياة، والقلب يهتف بالشوق (آآآآآه). شهداؤنا الأحرار، يا أيها الوجه المُنَوِّر والسَّمر، يا أيها الليل المُحدِّق والسفر، يا شمس الحياة، يا ضوء القمر، يا صُبحنا النَّادى، ويا غَيث المطر، ويا حَبَّة العين ويا كل العُُمُر، كلما افتقدناكم بكيناكم، لن ننسى العهود التى بيننا حتى نلقاكم. أيها الشهيد.. على البعد نسمعك تقول: يا أحرار، يا ثوار، منذ ارتحلتُ وأنا حزين، حزين فوطنى ما زال سجينًا، وأكتم همى بقلبى الحزين، حتى ابتسامة قلبى الحزين التى طواها الفراق فصارت أنين، لكن قلبى بكل اليقين، يقول إن النصر المبين حليفك يا مصر وشعبٍ أمين. ونُجيبُك نحن أيها الشهيد فنقول: منذ ارتحلتَ وطعم الحياة لم نذق منه يوماً إلا البلاء، كابدنا دموعنا وكتمنا الجراح وأمسينا نبكى لرب السماء، راح الأحبةُ والصَحْبُ عنَّا فما قطعنا يومًا عنهم رجاء. أيها الشهيد عُذراً فما وفيناك حقك!! سنترك خلفنا تلال الهموم، ونأتى إليك كسيل المطر، ونلقاك يومًا بدار الخلود وننجو بإذن الإله من سقر، بحضرة ربٍّ كريم ودود، وصُحبى النبى ووادٍ نَضِر، لنحيا كرامًا، ونحيا سُعُود، وتبقى الذكرى ويحيا الأثر.