مصر التى فى خاطرى لا تستحق مايجرى لها الآن على أيدى بعض أبنائها، لقد كنا متفائلين خيرا بعد الثورة المباركة، وقلنا انزاحت الغمة لكن الكارثة أن الغمة أصبحت غمامًا، وأضحينا لا نرى شيئا سوى الخناقات الإعلامية، والمعرك الجانبية، وأحاديث المكسب والخسارة، وهذا ثار وهذا ركب، وكلها احاديث تتنافى مع مبادئ الطهر الثورى التى تحتاج إنكار ذات وإعلاء للمصلحة العامة للشعب والمجتمع. لقد أثبت الساسة أنهم مجموعة من الانتهازيين لايريدون سوى مصالحهم، وأثبت الثوار حقيقة تبعثرهم واختلافهم فى كل شىء إلا شىء واحد اتفقوا عليه هو مواجهة السلطة بالطوب والضرب والكر والفر طوال الوقت، إن مصر فى حاجة للهدوء لالتقاط الأنفاس لأن الشعب كره وقف الحال وسئم من المظاهرات والعنف ولم يعد يدرى إلى أى جانب يركن بعد ان سيطر الإعلام على دماغه وهذا يجره يمينا وذاك يجره يسارا، وأصبح المواطن المصرى كمن يتعرض لماء مثلج وماء ساخن يصبان فوق رأسه طوال الوقت.