احدث إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والقصف الإسرائيلى على غزة تغييرات فى حسابات وترتيبات القمة العربية الجاري انعقادها فى تونس بعد إعلانه سيادة إسرائيل على أراضى الجولان ومنحه لإسرائيل اراضى عربية بالقوة ذاك القرار الذى أحدث غضبا دوليا واسعا ونددت به دول وبلدان عربية. المقرر لجدول القمة للتباحث جاء كالتالى بحث ملفات القضية الفلسطينية وأزمة سوريا والوضع في ليبيا واليمن والسودان، بينما الإعلان الأمريكى جاء جعل الجولان تزاحم وبقوة جدول أعمال القمة لتحتل رأس المباحثات يليها الوضع فى غزة. وانطلقت أمس في تونس الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الثلاثين باجتماع لكبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لمناقشة العديد من القضايا، إضافة إلى متابعة قرارات القمة العربية الاقتصادية، بينما اجتمع المندوبون الدائمون اليوم ، كما سيتم عقد اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري غدًا الخميس، فيما يعقد اجتماع وزراء الخارجية يوم الجمعة المقبل، ليكون يوم السبت مخصصًا لاستقبال القادة على أن تعقد القمة يوم الأحد 31 مارس. ويتضمن جدول أعمال القمة المقرر انعقادها نهاية الشهر الجاري عدة ملفات على رأسها القضية الفلسطينية وأزمة سوريا والوضع في ليبيا واليمن والسودان. ويتصدر جدول أعمال اجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، تقرير الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، وتقرير حول متابعة تنفيذ قرارات الدورة ال29 للقمة العربية التي عقدت في الظهران. الملف الليبى أكثر خطورة من المستجدات من جانبه، أكد عبد الحكيم معتوق المتحدث بأسم الحكومة الليبية سابقا والمستشار الإعلامى للمندوبية الليبية فى القاهرة ، أن قمة تونس المرتقب انعقادها ستناقش العديد من ملفات المنطقة التى باتت نقطة ملتهبة للصراعات، لافتًا إلى أن توقيتها جاء متزامنا فى خضم التطورات الجديدة بقصف غزة وإعلان الرئيس الأمريكى إسرائيلية مرتفعات الجولان. وأوضح "معتوق"، فى تصريحات لصدى البلد، أن الملف الليبي سيكون على رأس مباحثات القمة على الرغم من تخييم الأحداث الأخيرة لغزة وللجولان على العالم، إلا أن الأحداث فى ليبيا دخلت فى مأزق أصبح صعبا الخروج منه، وتعقد ليبيا آمالها على أن تحدث القمة انفراجة. وأشار المحلل السياسي الليبي، إلى أن القمة ستبحث الملفات الإقليمية كالوضع فى سوريا واليمن وتأكيد الموقف العربي على عربية أرض الجولان، إضافة إلى ردع التدخلات الإيرانية فى المنطقة. قمة تحصيل حاصل وفى سياق متصل، أكد الدكتور محمد الزيات، الخبير بالشئون الإقليمية عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن توقيت مباحثات قمة تونس سيؤكد الثوابت القديمة بأن أرض الجولان عربية والقدس للفلسطينيين في ضوء القرارات الأخيرة للرئيس الأمريكى ترامب، إضافة للملفات الإقليمية كاليمن وليبيا. وأوضح "الزيات"، فى تصريحات ل"صدى البلد"، أن مباحثات القمة لن تخرج بشيء يحرك مجريات الأحداث، خصوصًا بعد إعلان الجامعة العربية أن الحديث عن عودة سوريا لمقعدها غير مدرجة ضمن جدول أعمال القمة، متسائلًا: "فكيف تكون النتائج وسوريا غائبة؟". وأرجع المحلل السياسي غياب سوريا عن مقعدها بالجامعة العربية حتى الآن نتيجة عدم توافق الأطراف على عودتها وأيضا الضغوط التي تمارسها أمريكا على الدول العربية. ولفت المحلل السياسي إلى أن التوصيات التى تخرج بها القمة هى تحصيل حاصل ودائما ما تواجه عقبات في تنفيذها. لابد من ردع سياسات أمريكا بهذه الوسائل: «وعلى صعيد أخر، أكد السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن القمة العربية فى تونس لن تخرج بقرارات فعالة تخص أرض الجولان والوضع فى غزة على الرغم من تزامن انعقادها مع توترات حادة فى المنطقة، لافتًا إلى أن البيان الختامى لا يزيد عن ما جاء فى البيانات الصادرة المنددة بقرارات ترامب الأخيرة. وأوضح "رخا"، فى تصريحات ل "صدى البلد"، أن الأوضاع التى تمر بها الدول العربية كاليمن وسوريا واليمن وتباعد دول عربية أخرى جعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يمرر قراراته بسهولة والعالم العربي فى موقف المتفرج، مشددًا على ضرورة اتخاذ موقف عربي دون الاكتفاء ببيانات التنديد التى تصدر عقب كل قرار واتخاذ إجراءات من شأنها أن تردع أمريكا عن سياساتها الصارخة بحق الدول العربية عن طريق مقاطعة اقتصادية وإجراءات أخرى. وطالب "رخا"، الجامعة العربية والدول العربية بإعادة سوريا لمقعدها فى الجامعة لتحسين موقفها السياسي والدبلوماسي بغض النظر عن الاختلاف فى وجهات النظر وفتح السفارات العربية فى دمشق. ويتضمن جدول الأعمال بندًا حول الانعقاد الدوري للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، وبندًا حول المؤسسة الوطنية الفلسطينية للتمكين الاقتصادي، كما يناقش مقترح إنشاء المركز العربي الاستشاري للمساهمة في التحقيق في الحوادث البحرية، والخطة التنفيذية للإستراتيجية العربية للإسكان والتنمية الحضارية المستدامة، ويبحث كذلك عدة بنود تتعلق بالتحرك العربي في مفاوضات تغير المناخ والتعامل مع قضايا تغير المناخ، وحول شرعية أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا في المنطقة العربية، والإستراتيجية العربية لكبار السن، إضافة إلى خطة العمل العربية لمعالجة الأسباب الاجتماعية المؤدية للإرهاب، وحول وضع حد لعمليات تجنيد الأطفال ضمن العصابات الإرهابية (عصابات داعش كنموذج)، علاوة على مناقشة البند المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن إنشاء المجموعة العربية للتعاون الفضائي.