احتضنت مصر الأرمن منذ قدومهم إليها وأصبحت وطنًا ثانيًا لهم، وأصبح لهم بصمات مؤثرة في نسيج المجتمع المصري على مر العصور، وباتوا جزءًا لا يتجزأ من الوطن، كما أن الجالية الأرمينية التي عاشت بمصر عاشت طيلة عقود وأثرت في الحياة المصرية، فقد كانوا ولا يزالون جزءًا لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري بل ولعبوا دورا هاما في تاريخ مصر القديم والحديث، ومازالوا يساهمون حتى هذا اليوم بشكل مؤثر في توطيد العلاقات بين البلدين على عدة أصعدة، إسهامتهم ومدى ارتباطهم بمصر واسترجاع ذكرياتهم فيها. وخلال تصريحات لرئيس الجالية الأرمينية فى مصر، أبدى من خلالها حالة الحب والعشق لمصر متحدثا عنها وكأنها وطنه الأم حيث امتزج بكل صفات وعادات وتقاليد الشعب المصري، مؤكدًا أن مصر احتضنتهم منذ أكثر 150 عاما منذ أن تعرضوا للإبادة من قبل الأتراك. من جانبه، قال رئيس الجالية الأرمنية في مصر ورئيس الهيئة الوطنية الأرمنية فى القاهرة أرمن مظلوميان، أن عدد الأرمن فى مصر يبلغ نحو 7 آلاف شخص بعدما كان عددهم يزيد عن 50 ألف في فترة الخمسينيات. وأوضح "مظلوميان"، فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن تواجد الأرمن فى مصر بدأ منذ مئات السنين، ما قبل الإبادة الأرمنية في 1915، وطوال فترة وجودهم على أرض مصر لم يدخروا وسعا فى المساهمة بما لديهم من علم وثقافة فى العمل والمساهمة فى بناء مصر الحديثة، حيث تمصروا واندمجوا في الحياة السياسية المصرية وشغل الأرمن أرفع المناصب منهم وزير خارجية مثل نوبار باشا وبوغوس يوسفيان وزير خارجية مصري. ولفت "رئيس الجالية الأرمينية فى مصر"، إلى أن الأرمن يتمتعون بخصوصية ثقافتهم متعايشون فى سلام وأمان مع المصريين ، ويمارسون حياتهم بحرية محافظين على هويتهم الثقافية ، وعقائدهم الدينية وذلك بترحاب من المصريين ، مشيرًا إلى أن حيث عدد الكنائس الأرمينية فى مصر يبلغ 7 كنائس ومدرستين فى القاهرة والإسكندرية. ولفت "مظلوميان"، إلى أن الجالية الأرمينية تعمل فى الوظائف المختلفة مصر ومهتمون بالثقافة والإبداع والرياضة ولهم فرق فنية خاصة بالفلكلور الأرمني بجانب تقديمهم كذلك للفلكلور المصري، كذلك فرق شبيبة رياضية وكشافة ، وهذا يدعم حفاظهم على الهوية الأرمينية. وأضاف أن الجالية تقوم بتنظيم رحلات الى أرمينيا للتواصل ولخلق روح التعاون بين البلدين، مؤكدًا أن الأرمن المصريين لم يكن لهم أزمة هوية أو صراع ثقافى بين الجذور الأرمينية وانتمائهم لمصريتهم، إنهم آرمن الجذور ولكن مصريين الانتماء والهوى. وأشار "مظلوميان"، إلى أن لقاءات لمسؤولين المصريين و الأرمن التى عقدت مؤخرا على مستوى وزراء خارجية ورؤساء الوزراء وبرلمانيون تم مناقشة فرص تنمية العلاقات التجارية والبرلمانية والاقتصادية و تبادل الخبرات في عدة مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والأدوية والنسيج. وأكد "مظلوميان"، أن حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فى فبراير الماضى خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ عن مذابح الأرمن ولجوئهم الى مصر قبل أكثر من مائة عام يوضح عظمة مصر عبر التاريخ وريادتها في احتواء واستقبال اللاجئ إليه واعتبارهم جزء من نسيجها الوطني، وإعطائهم فرصة المعايشة مع شعبها. وأشار إلى أن مصر احتضنت الأرمن وخاصة بعد مذابح الارمن في 1915، حيث تم استقبالهم في بورسعيد بعد هروبهم من منطقة جبل موسي بتركيا، ولابد من الإشارة هنا لوثيقة في غاية الأهمية حيث أصدر فضيلة الشيخ / سليم البشرى شيخ الأزهر في 1909 فتوى تدين ذبح الأبرياء الأرمن وتستنكر التنكيل بهم من قبل العثمانيين باسم الدين الإسلامى وهو براء.
