* 19 مجندا ضحايا حادث قطار البدرشين ومئات المصابين * 24 مواطناً يلقون حتفهم تحت أنقاض العقار المنهار بالإسكندرية * مصرع 4 بينهم طفلة في حادث تصادم قطار بتاكسي في أرض اللواء بالمهندسين فاجأنا عام 2013 في غرة أيامه المنقضية بأحداث مؤلمة لم يكن يتوقعها او يتمناها الكثير من المصريين الذين تمنوه عاما للانفراج والاستقرار بعد 2012 الذي كثرت أزماته وتعددت كوارثه. 46 شخصا ما بين مجندين ومواطنين مدنيين وأطفال هم ضحايا أول ايام عام 2013 نتاج حادثي قطار بالبدرشين وأرض اللواء وحادث انهيار عقار بالاسكندرية. بدأ نهار الرابع عشر من يناير يلملم ثوبه عن سماء أسيوط، فيما يجمع كل منهم متاعه القليل في "مخلته" (حقيبة الظهر في لغة المجندين)، ويرفعها على كتفه استعدادا لركوب القطار الذي ينطلق مساء ليقلهم إلى وجهتهم بالعاصمة، حيث انتدبوا لمدة عامين من وزارة الحربية إلى الداخلية. توزعوا على عربات القطار الاثنتي عشرة، واتخذ كل منهم مقعده بما يتناسب مع برنامجه للرحلة التي تستمر لساعات حتى مطلع فجر اليوم التالي، تدثروا جميعا ب"أوفرولاتهم" (الاسم الذي يطلقه الجنود على زيهم العسكري) وشدوا "بياداتهم" (الاسم الذي يطلقونه على أحذيتهم العسكرية) احتماء من برد يناير القارص. وضع البعض مخلته تحت رأسه كوسادة وغط في نوم عميق، بينما راح آخرون يتجمعون في جلسات للسمر والتندر يقطعون بها ساعات الليل التي أثقلها الصقيع، يرتشفون أكواب الشاي "الصعيدي" الساخنة بتلذذ وبطء كأنهم يريدون ألا تنتهي لمساتها الدافئة لشفاههم الجافة من شدة البرد وقسوة الحياة العسكرية. البدرشين بمحافظة الجيزة آخر محافظات الجنوب قبيل القاهرة مباشرة، وأخيرا أوشكت الرحلة الطويلة على الانتهاء، وآن للمسافرين أن يضعوا رحالهم.. هكذا بدا لهم الأمر دون أن يدروا أن تلك المدينة ستكون المحطة الأخيرة لبعضهم، ليس في هذه الرحلة فقط وإنما في الحياة ذاتها. فجأة اختل توازن العربة الأخيرة بالقطار، فتناثر الشاي الساخن على أيدي حامليه واستيقظ النائمون وتخبطت الأجساد بجدران القطار الحديدية، وفي أقل من ثانية كانت العربة التي ارتطمت بقطار بضائع متوقف على قضيب آخر تنقلب أرضا بحملها الثمين، وظل القطار يسحبها وراءه لنحو كيلو متر، لتتحول الضحكات إلى صرخات، والمسامرات إلى أنين، والغفوة إلى نوم أبدي. 19 قتيلا و117 مصابا.. هذه هى الحصيلة الرسمية لضحايا الحادث المروع، الذي وقع في وقت متأخر من مساء أمس، والذي يروي جانبا من تفاصيله شهود عيان لمراسل الأناضول في السطور التالية. إبراهيم أبو الفضل، من سوهاج، أحد المجندين من ركاب العربة المنكوبة، يقول: "صدر قرار بترحيلنا يوم 14 يناير إلى معسكر مبارك للأمن المركزي بالقاهرة، بعد انتدابنا من وزارة الحربية إلى وزارة الداخلية لمدة عامين، ومع منتصف الليل شرع القطار في رحلته بشكل متقطع، ثم بدأ صوت في الظهور داخل العربة الأخيرة، حتى محافظة المنيا (جنوبا)". "في هذا التوقيت، بدأ المجندون يشعرون أن الصوت يتزايد وأنه ليس أمرًا طبيعيًا، وظل هذا الصوت في ارتفاع حتى قبل الوصول لمدينة البدرشين بدقائق، وبشكل مفاجئ حدثت حركة غريبة في العربة الأخيرة من القطار، إذ انفصلت العربة عن القطار وبدأنا نتخبط بين جنباتها، ثم خرجت عن قضبان السكة الحديدية واصطدمت بقطار البضائع الواقف في الأمام"، يستطرد أبو الفضل. ويتابع "بعدها وجدنا أنفسنا على الأرض، منا من سقط بين القضبان، وآخرون بين الأحجار، وغيرهم تحت العربة الزاحفة"، مردفا بمرارة تتجلى في ملامحه وتسطرها كلماته "القطار خرج من أسيوط وحالته سيئة، كان من المفروض أن يكون القطار أفضل من ذلك لأننا ذاهبون لخدمة الوطن". أما ناصر عودة الحلوثي، جندي آخر من شهود الحادث المروع، فيستنكر الإحصائية الرسمية لعدد القتلى والمصابين قائلاً "من يزعم أن هناك 19 قتيلاً فقط، فليأتي ويرى الأمر على طبيعته، 19 شخصا يموتون في حادث سيارة ميكروباص، وليس قطار تحمل كل عربة فيه ما يقرب من 200 فرد". ويسترجع المجند رائد إبراهيم، المصاب في الحادث، ما وقع له لحظة اصطدام القطارين فيقول "كنت نائمًا أنا وأصدقائي في العربة الأخيرة، ثم سمعت أصوات ارتطام في العربة، فقمنا نستكشف الأمر، لكننا سقطنا بعد ذلك وفقدنا الوعي، ووجدنا أنفسنا على قضبان السكة الحديد، ثم حملنا أهالي المنطقة إلى مستشفى البدرشين، بعد أن رأيت وأنا بين الوعي والإغماء أصدقاء لي يلفظون أنفاسهم الأخيرة". سيد رمضان، شاهد عيان من الأهالي الذين ساهموا في إسعاف الضحايا بمجهودات ذاتية قبيل وصول سيارات الإسعاف، يتساءل عن "دور وزير النقل في هذه الحادثة ووزير الداخلية، وأطباء المستشفيات"، مطالبا ب"إقالة الحكومة، فالشرطة لم تكن موجودة لمساعدة الأهالي في إسعاف ونقل المجندين المصابين، فور وقوع الحادث"، بحسب قوله. ويضيف ماهر البتانوني، أحد سكان البدرشين اللذين ساهموا في إسعاف الضحايا على سابقيه، إن "أهل المدينة بدأوا في نقل المصابين بمجرد رؤيتهم للحادثة، فيما أتى الإسعاف بعد نصف ساعة تقريبا"، موضحاً "نقلنا بأنفسنا 4 قتلى لمستشفى البدرشين و6 لمستشفى الحوامدية". فيما انهار صباح اليوم عقار سكني بمنطقة المعمورة بالإسكندرية راح ضحيته 24 شخصا من قاطني العقار. تلقي اللواء عبد الموجود لطفي، مدير أمن الإسكندرية، بلاغًا بانهيار عقار مكون من 8 طوابق بشارع الرحاب بمنطقة المعمورة البلد شرق المدينة. توجهت قوات الحماية المدنية الى مكان البلاغ وتبين من المعاينة المبدئية أن العقار مكون من 8 طوابق ومشغول بالسكان. وتقوم حاليًا قوات الحماية المدنية بعمليات الإنقاذ للبحث عن أحياء أسفل انقاض العقار. كما شهد شهد مزلقان أرض اللواء بالمهندسين اليوم اصطدام أحد القطارات بتاكسي أجرة كان يقل4 ركاب والسائق ، وتسبب الحادث في وفاة ركاب التاكسي وهم من أسرة واحدة . ويأتي الحادث استمرارا لمسلسل حوادث القطارات بسبب الاهمال في ادارة ومتابعة المزلقانات التابعة للسكة الحديد.