أربعون يوما بين عامي 2018 و2019، جمعت ثلاث وقائع خلعت فيها الأم قلبها، ولم يعد ل فلذة الكبد إلا أن تواجه مصيرها المحتوم بعد قسوة الأم، بين واقعة ربط أم لابنتها بسلسلة كلب داخل الحمام بمنطقة الطالبية في نهاية العام، وقتل أم لنجلها بسبب الامتحان بإمبابة، وإجبار الأخرى ابنتها طالبة الإعدادية على الرقص عارية وشرب الخمر أمام أصدقائها. سلسلة كلب في الثامن عشر من ديسمبر، بنهاية العام الماضي، باشرت نيابة العمرانية، بإشراف المستشار محمد حسن حنفي، المحامي العام الأول لنيابات الطالبية والعمرانية، التحقيقات في تعذيب طفلة على يد والدتها وزوج والدتها بعدما قامت الأم بربطها ب "سلسلة كلب" في حمام الشقة لمدة 5 أيام، وأودعت حينها الطفلة دور رعاية، وتضمنت التحريات بين طياتها أن قوات الأمن تلقت بلاغا من أهالي شارع العريش باستغاثة فتاة من شباك إحدى الشقق وادعائها خطف سيدة لها واحتجازها بحمام الشقة، وبالانتقال تبين العثور على طفلة تبلغ من العمر قرابة 12 عاما مقيدة من إحدى يديها ب "سلسلة كلب" حديدية طرفها الآخر مربوط في ماسورة "حنفية" بأرضية الحمام ومصابة بآثار حروق في اليدين والقدمين والصدر والظهر، وأن الطفلة تم تعذيبها من قبل والدتها وزوج والدتها، وتبين أن الأم تزوجت مرتين المرة الأولى أنجبت طفلا، وطفلة ثم طلقت من زوجها بعد 3 سنوات، وتركت طفليها برفقته ثم تزوجت مرة أخرى، وأنجبت طفلة من زوجها الثاني ومنذ قرابة 4 أشهر هربت ابنتها الكبرى من والدها في الإسكندرية وقدمت للإقامة مع والدتها بالطالبية فاستغلتها الأم في أعمال المنزل وتنظيف مقر الحضانة. الأم خلال المناقشات، أفادت بشقاوة طفلتها وعصيانها الدائم لأوامرها "مبتسمعش الكلام"، ما اضطرها إلى التعدي عليها بالضرب وغلي المياه في "كاتل" كهربائي وسكبه على جسدها ويديها وقدميها ساخنا، ما أدى لإصابتها بعدة حروق في أنحاء متفرقة من الجسد. وأضافت التحريات أن الأم قامت بتقييد الابنة بالسلاسل الحديدية بالشقة، ولكن نظرا لتبول الفتاة بالغرفة قامت الأم باحتجازها بالحمام ووضعت لها "فرشة" وقامت بتقييد يدها بسلسلة بقفل وغلق السلسلة من الجهة الأخرى بماسورة الصنبور لمنع تحرك الفتاة، واستمر احتجاز الفتاة بالحمام لمدة 5 أيام كانت تضع خلالها لها الأم الطعام والشراب وتواصل ضربها وتعذيبها بمعاونة زوجها كلما استغاثت الطفلة، حتى استغلت الابنة خروج الأم لعملها وصرخت مستغيثة بالجيران من نافذة الحمام والذين أبلغوا غرفة النجدة. الست صالحة وفي منتصف شهر يناير الجاري، شهدت الكيت كات فاجعة جديدة على يد أم، حيث باشرت نيابة إمبابة برئاسة المستشار محمد عبد المنعم علما، رئيس نيابة إمبابة، التحقيقات في واقعة خنق أم لابنها، وتبين من التحريات أن الأم تدعى صالحة تبلغ من العمر 50 عاما تعاني من مرض نفسي وحالة اكتئاب ونجلها المجني عليه في المرحلة الإعدادية يرفض المذاكرة وفاشل دراسيا، وفي يوم الواقعة فوجئت به يرفض الذهاب إلى الامتحان فتعدت عليه بالضرب ثم أطبقت يديها على رقبته ما أدى إلى اختناقه ومقتله، وقالت الأم إنها لم تكن تقصد قتله وحاولت تأديبه وإثناءه عن رفضه بالذهاب إلى الامتحان، ومع إصراره قامت بضربه وخنقته فلم يحتمل وفارق الحياة رغم أن الأمر بالكامل لم يستغرق 3 دقائق فنقلته إلى المستشفى معتقدة فقدانه الوعي، إلا أن الأطباء أخبروها بوفاته. وبمسرح الجريمة، سمع أهالي الشارع صرخات الست صالحة وخرجت من المنزل حاملة طفلها مستغيثة بهم لنقله للمستشفى فوضعوه داخل "توك توك" وتوجهوا به إلى مستشفى الموظفين، إلا أن الطبيب أخبرهم بوفاته فأصيبت أمه بصدمة، وظلت صامتة لفترة حتى أخذت تردد: "أنا خنقته قتلته بإيدي كان فاشل وساقط ماراحش الامتحان وأنا كنت بشتغل عشان أعلمه" لتعود وتصرخ: "أنا تعبت". عايزين البت خبرة الواقعة الثالثة لم تكن الأكثر إثارة، ولكنها واقعة غريبة كشفت عنها مديرة مدرسة بمنطقة الطالبية عندما سألت طالبة بالمرحلة الإعدادية عن سبب تغيبها طوال الترم الأول، فأخبرتها الفتاة بمنع والديها لها وإجبارها على الرقص أمام أصدقائهما وتناول الخمور، حين تلقى قسم شرطة الطالبية بلاغا من مديرة مدرسة بالتعاون، بعلمها من طالبة لديها بالصف الثالث الإعدادي بإجبار والديها لها على الرقص وتناول الخمور والمخدرات ومنعها من الذهاب إلى المدرسة، وفور إخطار اللواء دكتور مصطفى شحاتة، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، أمر بسرعة الانتقال لفحص البلاغ مع الاستعانة بضابطات من وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل. التحريات الأولية كشفت أن الطفلة "شهد. خ"، 13 سنة، ذهبت إلى المدرسة يوما واحدا في بداية العام الدراسي، ثم انقطعت تماما حتى ذهبت أمس مع بداية الامتحانات فاستدعتها المديرة للاستعلام منها عن سبب انقطاعها، ففجرت مفاجأة أمام العقيد محمد أمين، مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة، والمقدم محمد غراب، وكيل فرقة مباحث الطالبية والعمرانية، عندما ذكرت أن والديها منعاها من الذهاب إلى المدرسة لمشاركتها لهما في سهراتهما لأوقات متأخرة من الليل وإجبارها على الرقص بملابس خليعة تحضرها والدته لها ويقومان بتصويرها في مقاطع فيديو. وأضافت الطفلة أن والديها يتعاطيان الحشيش ويشربان الخمور أمامها وساعداها على تناول الخمر، فانتقلت قوة أمنية برئاسة المقدم مصطفى عبد الله، رئيس مباحث الطالبية، وتمكنت من ضبط الوالدين "خ. ث"، 51 سنة، مقاول، و"ن. أ"، 40 سنة، ربة منزل، وبعرضهما على النيابة العامة أنكرا ارتكابهما الواقعة وبررا منعها عن الذهاب إلى المدرسة بهروبها المتكرر من المنزل، فأمرت بحجزهما 24 ساعة على ذمة تحريات البحث الجنائي حتى وردت التحريات بصحة الواقعة، حيث عثر فريق البحث على مقاطع فيديو للطفلة في وصلات رقص خليعة بحضور والديها، بالإضافة إلى حضور بعض الأصدقاء وأبنائهم في حفل ليلة رأس السنة قامت خلاله الطفلة بالرقص لهم.