أكد الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، أن الأديان السماوية جاءت كلها على وجه العموم تدعو الإنسان إلى المحافظة على البيئة، وتحرم عليه تلويثها وإفسادها؛ لأن الله خلقها من أجله، وسخرها لخدمته ومنفعته. وأضاف خلال كلمته بورشة العمل المنعقدة بجامعة الدول العربية، تحت عنوان : "أوقفوا تلوث التربة برعاية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة العام والاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة"، في إطار احتفالات الأممالمتحدة باليوم العالمي للتربة، أضاف أن الاسلام يأمر بحماية الصحة والبيئة والتوعية، والتثقيف والتربية على العناية بالصحة والطبيعة وتجميلها أو تركها كما هي جميلة كما خلقها الله، فحماية الأحياء، والحياة على هذه الأرض في الإسلام خلق عظيم؛ وعبادة يثاب عليها المسلم لأن ما صنعته يد الخالق -سبحانه- يتصف بالكمال والإتقان والصلاح، والله الجميل الذي يحب الجمال خلق كل شيء جميلا في هذا الوجود. وقال إننا خلق واحد نعيش على كرة أرضية واحدة، ومن المهم أن نتفق على حمايتها بعد أن أصلحها الله؛ فإن الإحصاءات –إخوتي- تشير إلى أن العالم قد خسر في عام واحد فقط حوالي ستة وثلاثين نوعا من الحيوانات الثديية، وأربعة وتسعين نوعا من الطيور، بالإضافة إلى تعرض ثلاثمائة وأحد عشر نوعا آخر من الكائنات لخطر الانقراض. وتابع: "أما الغابات الخضراء، فهي في تناقص دائم في الأرض بمعدل 2% سنويا نتيجة الاستنزاف، وكذلك التربة، فإنها تتناقص باستمرار بمعدل 7% نتيجة الانهاك المستمر للزراعة الكثيفة، أو الري الكثيف مما يؤدي إلى ملوحة التربة، مع فقد كبير للغابات والأشجار". وتعد 10% من أنهار العالم ملوثة وتحتاج البحار في العالم إلى عشرات السنين للتخلص من التلوث الذي أصابها. إن هذه الحقائق والاحصاءات توضح خطورة الوضع الذي وصلت إليه الأرض نتيجة سوء استخدام البيئة من قبل الإنسان؛ بسبب الإفساد في الأرض بعد إصلاحها، وهي مظاهر تستلزم التدخل السريع للإنقاذ، ولا إنقاذ للبشرية إلا بتكاتف قوى الإصلاح العالمية ووحدة الصف البيئي للإصلاح على مستوى البسيطة. وأوضح أن الكون مسخر بأمر الله للإنسان، فيجب عليه أن يحافظ على نظافته ونظامه الدقيق البديع الذي خلقه الله عليه. قال تعالى (كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) وقال(وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ). إن دين الإسلام دين يدعو إلى النظافة والطهارة، ظاهرا ومعنى قلبا وقالبا، فالإسلام العظيم بقرآنه الكريم منهج حياة ، وليس كتابا متعبدا بتلاوته في المساجد أو الصلوات فحسب وكذلك السنة هي بحق التعليم البياني لهذا المنهج؛ فهل تعلمنا الدرس؟ وحافظنا على البيئة قبل فسادها بصنع أيدينا؟ يقول الله عز وجل (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ * أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ). من جهته، ذكر الدكتور طارق سلمان نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث أن جامعة الأزهر حريصة علي المشاركة في الحفاظ علي البيئة من خلال البحوث العلمية والندوات التوعوية ولجنة البيئة بالجامعة. وأضاف أن المحافظة علي التربة واجب علي كل شخص حتي نحيا حياة طيبة ونعمل علي الحفاظ علي الثروات للأجيال القادمة. مطالبا بوضع ضوابط لحماية التربة والثروات الطبيعية والتي هي ليست ملكا لنا فقط.